ترميم وإعادة إعمار مسجد الظاهر بيبرس - مصر
2023
:: مشروعات منتهية
:: ترميم الآثار ::
العميل: وزارة الآثار
التوصيف: مباني أثرية
مسجد الظاهر بيبرس يعد من أكبر المساجد الجامعة فى مصرويعود تاريخ إنشائه إلى عام 665 هجرية.
ترجع تسمية هذا المسجد نسبة إلى مُنشئه السلطان الظاهر بيبرس البندقدارى المؤسس الفعلي للدولة المملوكية البحرية ورابع السلاطين المماليك.
يقع المسجد بحى الظاهر فى القاهرة، ويعد من أهم مساجد القاهرة ويعود لعصر المماليك البحرية، حيث يحتوي على صحن واسع مكشوف محاط بـأربعة إيوانات وقبة تعلو محرابه. يبلغ طول الجامع 106 أمتار وعرضه 103 أمتار ومحاط بسور وله أربعة أبواب.
ويتميز المسجد بطابع إسلامي تجلّت فيه العمارة المملوكية الفريدة بزخارفها الأنيقة وألوانها الزاهية وبمرونة تشكيل الرخام الذي كان يكسو جدرانه ببراعة تأسر الناظر.
ومع مرور السنين تعرّض المسجد للعديد من ألوان الإهمال والتخريب، ففي عهد الفرنسيين تحول المسجد إلى قلعة وثكنات عسكرية، وتحول فيما بعد إلى معسكر ومخبز في عصر محمد على ثم بعد ذلك مصنعا للصابون وفى عام 1882 ميلادية اتخذه جيش الاحتلال الإنجليزي مخبز ثم مذبحًا.
تُرك المسجد في حالة رثّة، فبُليت أجزاءه وطُمست معالمه إلى أن تسلمت لجنة حفظ الآثار المسجد عام 1918 فأصلحت بعض أجزاءه ورممتها، ولكنه ظل مطموس المعالم واندثرت فيه العمارة المملوكية البارزة.
كانت ساحة المسجد مليئة بالحشائش الكثيفة لوجود المياه الجوفية بالإضافة إلى وجود اتساخات ومونة اسمنتية على الحوائط الحجرية الداخلية، مع فقد وتآكل في الآيات القرآنية والزخارف والشبابيك الجصية. كما كان هناك ميول وشروخ وشقوق وفقد بأكتاف الطوب الآجر....
لتبدأ بعدها خطوة الترميم المعماري التي اشتملت على تكسير القواعد الخرسانية المستحدثة، وأعمال الحفر والإحلال، وحقن الحوائط والقبة، وإنشاء شبكة تثبيت منسوب المياه الجوفية، وأعمال تنظيف وتطهير الصهريج، وتوريد وتركيب الأعمدة الرخامية، وتنظيف الخندق الخارجي للمسجد، وتركيب الأرضيات الرخامية، وصرف المطر بالخندق الخارجي، وأعمال الكهرباء والعزل الأخرى....
تجلّت براعة شركة المقاولون العرب الفنية في أعمال الزخارف وإظهار طابع الحضارة المملوكية للمسجد، حيث تم العمل في هذا الجزء بدقة وبراعة فنية فائقة، وقد اشتملت هذه الأعمال على أعمال دهانات الأستر للأسقف الخشبية، بالإضافة إلى حقن وتثبيت الأجزاء الضعيفة للشريط القرآني واستكماله بإيوان القبلة والقندلية الجصية، وترميم النصوص التأسيسية بالمداخل الثلاثة والقبة، وأعمال ترميم واستكمال الشبابيك الأثرية الخارجية، ونتيجة لجهود المقاولون العرب في الاهتمام والعناية بترميم كل جزء من أجزاء المسجد بدقة وعناية فائقة، خرج مسجد الظاهر بيبرس في حُلّتة المتميزة التى كان عليها وقت انشائه قبل 800 عام.