قصر رأس التين - مصر
2016
:: مشروعات منتهية
:: ترميم الآثار ::
يعد واحداً من أقدم القصور الموجودة في مصر وأحد المعالم التاريخية والأثرية بمدينة الأسكندرية وأول قصر شيده محمد على بمنطقة ساحلية اشتهرت بزراعة أشجار التين فسمي بسراي رأس التين ليكون مقراً لحكمه. شهد القصر بزوغ وتوهُّج نجم أسرة محمد علي التي استمرت نحو مائة وخمسين عامًا كما شهد وفاة محمد علي باشا عام 1848، ورحيل الخديوي إسماعيل عن مصر عام 1879، ورحيل الملك فاروق على متن اليخت الملكي «المحروسة» متوجّهًا إلى إيطاليا بعد تنازله عن العرش لولي عهده الأمير أحمد فؤاد. وبتكليف من رئاسة الجمهورية قامت شركة المقاولون العرب ممثلة بإدارة صيانة القصور والأثار بعمل الدراسات التحضيرية والتسجيل التفصيلي والتوثيق الفوتوغرافي والمعماري والرفع المساحي للكشف عن العناصر المطموسة بالواجهات الرئيسية، وتمت مقارنة الطرز المعمارية للمساعدة في إعادة كل طراز لأصله. ويحيط بعتبة البوابة الشرقية أسدان تتوسطهما كتل رخامية تحوي طيوراً ودروعاً ونسرين متقابلين يحيطان باسم «محمد على»، وهو ما يشير إلى الجزء المتبقي من القصر القديم الذي بناه محمد على باشا وتم دمجه في بناء القصر الجديد بمراحله التاريخية المتوالية، وتتكون البوابة من 6 أعمدة جرانيتية تحمل عتبًا به سبع دوائر كُتِبَ بداخلها آيات قرآنية بحروف نحاسية. وقام رجال الشركة بأعمال التدعيم، الإنشائي والتي تضمنت تدعيم الجدران، وأسقف المدخل، وكذلك العناصر الإنشائية الحاملة للتشكيلات الرخامية المكونة للنص التأسيسي للقصر، وما تحتويه من عناصر زخرفية يتناغم فيها التنوع في الأسلوب في استخدام الخامات، بين الرخام والنحاس والنحاس المذهب. وقد شملت هذه المرحلة فك جزء كبير من التشكيلات الرخامية الأثرية، لتخفيف الأحمال والوصول لمراحل العلاج الإنشائي المناسب للجدران والعقود الحاملة، وإزالة الأسقف الخرسانية التالفة بأسلوب ملائم للعلاج والاستبدال ورفع الكفاءة المستقبلية للأجزاء العاملة والداعمة للتشكيل الرخامي. ثم توالى انجاز فريق العمل بأعمال الترميم المعماري لعناصر الواجهات بعد الكشف عن أصلها، بكامل سمك الجدران لتعطي لوحة فنية يظهر فيها جمال نسيج الرخام، وازالة الكسوة المستحدثة التي تغطي عناصر الواجهات، وإحياء العناصر المعمارية المطموسة واستنباط المفقود منها. كذلك تمت أعمال الترميم التفصيلي لحليات الأبواب الرئيسية والعقود وغيرها، بالإضافة إلى أعمال الترميم الدقيق للعناصر الأثرية الثابتة والمنقولة للواجهات ومدخل القصر، شاملاً فك وترميم ورفع كفاءة المشغولات النحاسية بالكامل بهدف الكشف عن أصالتها وكذلك عزلها لمقاومة الظروف البيئية البحرية المحيطة بالقصر، ثم فك وترميم وإعادة تأهيل وتذهيب العناصر الخشبية المزخرفة بسقف مدخل البوابة الرئيسية. وإعادة تذهيب العناصر النحاسية والنص التأسيسي وتاريخ الإنشاء، وأعمال رفع كفاءة أحرف وكلمات الشريط الكتابي النحاسي أعلى المدخل الرئيسي للقصر، ثم تمت أعمال الترميم الدقيق للعناصر الخشبية بالأبواب الرئيسية وهي العنصر الأبرز حيث تم الكشف عن عناصر الواجهة المطموسة وإزالة التعديات عليها ورفع كفاءتها وترميمها واستكمال المفقود لإعادته إلى الشكل والتكوين الأصلي وقت إنشاء القصر.