4 يوليو 2017

محلب يلقي كلمة مصر بالقمة الأفريقية ويؤكد فيها علي أن التنمية الشاملة هي التحدى الأكبر أمام قارتنا للإستجابة لتطلعات الشعوب الأفريقية نحو غد أفضل ومستقبل مشرق للأجيال القادمة

ألقي المهندس إبراهيم محلب مساعد رئيس الجمهورية للمشروعات القومية والاستراتيجية كلمة مصر فى قمة الاتحاد الأفريقى فى دورته العادية الـ 29 ,والتي عقدت  في الفترة من
 3-4 يوليو بالعاصمة الأثيوبية أديس أبابا تحت شعار "تسخير العائد الديموغرافي من خلال الاستثمار في الشباب"، وفيما يلي نص الكلمة: السيدات والسادة رؤساء الدول والحكومات ..السيد الرئيس
إسمحوا لى أن أنقل إليكم تحيات السيد الرئيس عبد الفتاح السيسى رئيس جمهورية مصر العربية وتقديره لمجهودات فخامة الرئيس ألفا كوندى رئيس الإتحاد الأفريقى وإلتزامه بإعطاء الدفعة القوية المطلوبة لتنفيذ أجندة 2063 التنموية وخطة عملها العشرية الأولى وتضمينها فى الخطط الوطنية للدول الأعضاء بالإتحاد بما يصب لصالح تحقيق التنمية المنشودة فى كافة أرجاء القارة وإننا لعلى ثقة فى قدرتكم على إحداث تقدم ملموس فى هذا الصدد .
لقد باتت التنمية الشاملة المستدامة التحدى الأكبر أمام قارتنا للإستجابة لتطلعات الشعوب الأفريقية نحو غد أفضل ومستقبل مشرق للأجيال القادمة وحيث آن الآوان لإنهاء المعضلة المتمثلة فى قارة غنية بالموارد والثروات الطبيعية بينما يعانى مواطنها من الفقر ومن ثم جاءت أجندة 2063 كرؤية وخطة عمل فى أن واحد للتنمية الشاملة فى القارة وذلك عبر تمكين المرأه والشباب وترسيخ الديمقراطية والحكم الرشيد وتعزيز التكامل الإقليمى والوحدة القارية لأفريقيا مما يستدعى شحذ الهم والعمل بخطوات ثابتة وبشكل مؤسسى نحو تنفيذ الأجندة بما فى ذلك تشجيع الشركاء الاستراتيجيين للقارة على التعاون معنا بطريقة تتناسب مع الأهداف التحولية والطمموحة لأجندة 2063 .
لقد كان الحق فى التنمية نصب أعين الشعب المصرى حينما نهض لصياغة مستقبلة ومن أجل ذك أطلق السيد رئيس الجمهورية فى فبراير 2015 إستراتيجية التنمية المستدامة " رؤية مصر 2030" التى تعد خارطة طريق لمصر الجديدة التى نريدها حيث تستهدف أن تكون " مصر الجديدة " من بين أفضل 30 دولة على مستوى العالم فى مجالات التنمية الإقتصادية والتنافسية والتنمية البشرية ومكافحة الفساد وجودة الحياة كما تسعى إلى تحقيق العدالة الإجتماعية وتوفير سبل العيش الكريم للمواطن المصرى وهو ما سيصب بالإيجاب لصالح تحقيق التطلعات غير المسبوقة التى  تضمنتها أجندة 2063 التنموية الطموحة .
كما تم استحداث لجنة وطنية لتنفيذ أجندة 2030 للتنمية المستدامة برئاستى وعضوية كافة الوزارات والهيئات المختصة وتضلع وزارة التعاون الدولى بمهمة التنسيق الوطنى بينما تتولى وزارة التخطيط مهمة التنفيذ والمتابعة وتم إعطاء الدور الأكبر للقطاع الخاص لتحقيق أهداف التنمية المستدامة وتنفيذ الجزء الأكبر من المشروعات والبرامج ذات الصلة مع أهمية دور المجتمع المدنى فى رفع الوعى وبناء القدرات والمتابعة والمراقبة بإعتبارهما شركاء أساسيين فى مسيرة التنمية .
لقد لمس وفد مفوضية الإتحاد الأفريقى خلال زيارته الناجحة إلى مصر الشهر الماضى تقارباً كبيراً بين أجندة 2063 وخطة عملها العشرية مع رؤية مصر 2030 فى العديد من الأهداف والتطلعات والرؤى ولقد بدأت مصر بالفعل فى عملية تضمين أجندة 2063 ضمن خطط العمل التنموية المصرية حيث سيتم تشكيل فريق عمل منبثق عن اللجنة الوطنية الخاصة بمتابعة رؤية مصر 2020 للاضطلاع بالتنسيق والإشراف على تنفيذ أجندة 2063 وتتولى وزارة التخطيط إعداد خطة تنفيذية لدمج أهداف وبرامج أجندة 2063 فى إطار منظومة التخطيط والمتابعة بالتعاون مع كافة الوزارات والهيئات ذات الصلة وسيتم عقد إجتماعات تنسيقية للتشاور حول هذه الخطة تمهيداً لبدء التنفيذ .
هذا وتؤكد مصر على أهمية تفعيل وتعزيز التعاون والتنسيق بين الامم المتحدة والإتحاد الأفريقى لتحقيق المواءمة بين خطة التنمية المستدامة 2030 وأجندة التنمية الأفريقية 2063 إستغلالاً للميزة النسبية المتوفرة لدى كل طرف من أطراف المشاركة  لا سيما القدرة على حشد الموارد اللازمة للتنفيذ بالنسبة للأمم المتحدة وبالنظر إلى الترابط والتماس بين الأجندتين التنمويتين وإننا لندعو المفوضية للإسراع فى الخطوات المتخذة لمواءمة الأجندتين التنمويتين وإطلاق العمل التقييمى الموحد لهما من خلال عمل مقياس للأهداف التنموية المشتركة وذلك وفقاً لما تم تناولة خلال إفطار العمل الرئاسى مع سكرتير عام الأمم المتحدة على هامش قمة الأتحاد الأفريقى فى أيس أبابا فى يناير 2017 .
إن العمل الأفريقى الجماعى والعمل مع الشركاء والمانحين الدوليين لتنسيق الجهود وتبادل الخبرات وحشد الموارد اللازمة للوفاء بالإلتزامات والتعهدات المرتبطة بتنفيذ الأجندة يشكل ركيزة أساسية لتنفيذ أجندتنا القارية التنموية الطموحة ولطالما كانت مصر عضواً فاعلاً فى إطار الإتحاد الأفريقى وإلتزمت بحماية مبادئة والدفاع عنها وتعزيز أهدافة وأولوياتة ومن هذا المنطلق أؤكد دعم مصر للإسراع فى تنفيذ أجندة 2063 وخطة عملها العشرية الأولى وكذلك ما يتصل بها من مشروعات رائدة تستهدف تحقيق التنمية الشاملة المنشودة فى كافة أرجاء قارتنا الأفريقية وإن مصر لتضع جميع إمكانياتها فى خدمة أشقائها الأفارقة للتعاون على تنفيذ الأجندة وخطة عملها العشرية الأولى ومن هذا المنبر اسمحوا لى أن أعرب عن استعداد مصر لتقديم مختلف أنواع المساندة كالتدريب وتبادل الخبرات والمعلومات مع مختلف الدول الأفريقية الأخرى لمساعدتهم على الوفاء بالتزاماتهم تجاه الأجندة وأهدافها لتحقيق رؤيتنا المشتركة لقارة متكاملة ومزدهرة يقودها مواطنوها وتتبوأ المكانة التى تليق بها فى العالم .
على هامش القمة  التقي المهندس إبراهيم محلب رئيس وزراء غينيا الإستوائية حيث نقل تحيات الرئيس السيسى للرئيس أوبيانج ,هذا وقد أشاد رئيس الوزراء الغينيى خلال اللقاء بقوة العلاقات الطيبة التى تجمع بين الدولتين فى مختلف المجالات وأكد على دعمه لشركة المقاولون العرب التى تعمل فى دولة غينيا الإستوائية منذ فترة كبيرة ,حضر اللقاء السفير محمد إدريس مساعد وزير الخارجية للشئون الإفريقية  والسفير أبوبكر حفني سفير مصر بأثيوبيا والمهندس إبراهيم مبروك رئيس قطاع أفريقيا والأستاذ عماد عبيد رئيس القطاع المالى بشركة المقاولون العرب .
كما  التقي محلب بالرئيس التشادي ادريس ديبي حيث نقل لسيادته تحيات الرئيس عبدالفتاح السيسى وحرصه على توطيد العلاقات الثنائية بين البلدين فى مختلف المجالات وخاصة فيما يتعلق بقضايا السلم والأمن ومكافحة خطر الارهاب الذى يهدد القارة الأفريقية.
 وعقد مساعد رئيس الجمهورية للمشروعات القومية والاستراتيجية عدة لقاءات شملت رئيس وزراء الصومال السيد/ حسن على خيري الذى نقل إليه دعوة الرئيس الصومالى من الرئيس السيسى لزيارة مصر ,وقد أكد على التزام مصر بدعم الصومال، خاصة في مجالات بناء القدرات البشرية في معظم المجالات، وكذا تعزيز العلاقات الاقتصادية والتجارية بين البلدين، وخاصة في مجالات البناء والتشييد والبنية التحتية والثروة الحيوانية والسمكية , كما  أكد على دعم الحكومة الصومالية الحالية في هدفها نحو بناء قدرات الجيش الوطني والمؤسسات الأمنية الصومالية، وبما يساعد على تعزيز قدرة الدولة الصومالية في مواجهة الإرهاب والتحديات الأمنية.
وأشار محلب إلى حرص الرئيس عبد الفتاح السيسى منذ بدء ولايته على الألتقاء بمختلف فئات الشباب للاستماع لرؤيتهم المستقبلية وإعلان عام 2016 عاماً لشباب المصرى كما أشار إلى العديد من المبادرات مثل البرنامج الرئيسى لتأهيل الشباب للقيادة ومشروع بنك المعرفة المصرى إنتهاءاً بالمؤتمر الوطنى للشباب
على جانب آخر أعرب خيري عن شكر وتقدير الشعب والحكومة الصومالية للدور المصري الداعم لبلاده، معربا عن التطلع لتلبية الدعوة الموجهة الى الرئيس الصومالي من الرئيس السيسي بزيارة القاهرة في الفترة القريبة القادمة، مرحبا بالتوجه المصري نحو تعزيز العلاقات الاقتصادية والاستثمارية بين البلدين.
في نهاية اللقاء، اتفق الطرفان على استمرار جهود التعاون والتنسيق بين مصر والصومال، وبما يدعم المصالح المشتركة لشعبي البلدين.