1 يناير 2014

«إبراهيم محلب».. ثورة الشك!! - المصرى اليوم "نصر القفاص"

للمستقبل جذور فى الماضى.. النجاح عنوانه ثابت لا يتغير.. الصدق كخاتم شعار الجمهورية، بدونه لا يمر المقاتلون.. حب الوطن فى الشعر والأغنية لا يختلف كثيرا عنه فى التعمير والبناء.. ومن يقدر على التحدى يرفعه الناس كراية فخار فى الميادين. التشييد والبناء إدمان، يذهب إليه من يقدر على العمل.. الطموح لا علاقة له بالأنانية أو الانتهازية.. الترقى حق لكل من يستحقه، مهما طال الزمن.. البناؤون يتمتعون بخفة ظل، تسابق خفة الحركة لإضافة إنجاز جديد.. وتبقى مصر دائما قادرة على إشعال شمعة فى الظلام.. كما يبقى تقدير الناس هو المقياس الصحيح لكل محترم

المهندس «إبراهيم محلب» مجرد عامل احترف الإخلاص والنجاح.. عاش فاقدا للذاكرة تجاه كل ما قدمه.. مشغول ومهموم بما يمكن أن يفعله.. قليل الكلام.. كثير الفعل.. عميق التأثير.. عاش رافضا انتظار الفرصة، ولا يرفض تحرش الفرص به!! شغل نفسه بالاستعداد للمسؤولية، فأبهر كل من شاهدوه يمارس الفروسية.. تظن أن ما يملكه من مهارة مجرد صدفة، لو حاولت التدقيق ستعلم حجم معاناته حتى يتمكن من أدواته.. يرفض الوقوف على محطات الكلام الفارغ، لانشغاله بركوب قطار العمل الشاق!!

 العامل «إبراهيم محلب» تعلم فى هندسة القاهرة، أن البناء ثقافة.. وأن التعمير عقيدة.. حصل على الدكتوراه من جامعة المقاولون العرب.. حتى صار رئيسا لها.. يقترب من النظام قدر ما يعطيه من فرص لإضافة المزيد من الإنجازات.. يتهافت عليه من يخلصون للوطن، ويتخلص منه كل المتآمرين عليه.. سطعت شمسه حين بزغ فجر ثورة 30 يونيو، لكنه ينحنى احتراما وتقديرا لثورة 25 يناير.. وشاء «طيور الظلام» إبعاده، فعاد من الباب الواسع ليثبت جدارته بأنه ابن التحدى .
 الوزير «إبراهيم محلب» لفت الأنظار وخطف الأضواء، بما يملكه من طاقة وقدرة على العمل.. علمنا أن ركوب الكبارى، لا يختلف كثيرا عن العبور من الأنفاق الشرعية.. ربما لتميزه فى بناء كليهما.. يستريح للتأمل والتفكير إذا استدعيته لترميم الآثار.. تعلم الحكمة
من أجداده البنائين العظام

«إبراهيم محلب» نموذج للذين يمارسون السياسة على أنها فن الممكن.. لا يعترف بالعجز ويرفض أن تعترضه جدران اليأس.. يعمل مع الحكومة قدر إخلاصه إذا عمل فى القطاع الخاص.. كل مرحلة فى حياته لها عنوان ضمن كتاب العطاء

الكابتن «إبراهيم محلب» قائد يتمتع بروح رياضية مثالية.. يؤمن بأن الحياة فوز وهزيمة.. قاد سفينة نادى المقاولون فقدم لمصر نجما
من أهم نجومها.. يذكره «محمد صلاح» برعايته له ولأقرانه.. يتحدث دائما عن أنه الذى أطلقه كصاروخ فى سماء النجومية عالميا..

 وإذا كان البعض يعتبره ابنا نجيبا من أبناء «عثمان أحمد عثمان».. فهو يعتز بذلك.. المدقق يعرف قدر اختلافه عندما نقل شركته من زمن الإرادة إلى عصر التحدى.. تعامل مع الرياضة على أنها بناء هندسى، لذلك يخوض مباريات شق الصخور برغبة هداف فى ملاعب كرة القدم.. يتمنى البعض استمراره فى موقعه.. ينادى آخرون بدفعه لقيادة الأوركسترا.. فإذا به مشغول بسباق مع الزمن ليعطى مصر كل ما عنده.. وإن شئت فهمه فحاول أن تسمع «ثورة الشك».. عندما تقول «أم كلثوم»: «أكاد أشك فى نفسى.. لأنى أكاد أشك فيك وأنت منى»!!