عبق التاريخ يطل من كنيسة القديس مارجرجس
مصر منذ القدم كانت مهداً للحضارات والديانات ونموذجاً للتسامح والوحدة ولا يزال ينخرط فيها الجميع دون النظر إلى عرق أو دين أو جنسية ومجمع الأديان بمصر القديمة هو أفضل رسالة قدمها أهل مصر للعالم للدلاله على ذلك ففيه المعبد اليهودى الذى صلى فيه نبى الله موسى بعد تكليفه بالرسالة والكنيسة المعلقة ومسجد عمروبن العاص أول مسجد فى مصر وكنيسة القديس مارجرجس والتى تعد من أهم الآثار للأقباط الروم الأرثوذوكس بمصر وأفريقيا والعالم كله ولقد كان للمقاولون العرب شرف ترميم هذا الأثر الهام والذى يعود تاريخ إنشائه للقرن العاشر الميلادى وكان يعرف بإسم كنيسة السيدة العذراء وفى القرن الـ14 أصبحت هى الكنيسة الرئيسية وفى منتصف القرن الـ15 تم بناء الصهريج الملحق بها وعمل مقياس للنيل داخلها, وفى عام 1882 إنهار الحائط الخارجى للكنيسة وقام اليونانيون بترميمه ...وفى أغسطس عام 1903 حدث حريق هائل بالكنيسة قامت على أثره لجنة حفظ وترميم الآثار العربية ببناء الجزء الأول من المتحف وإستكمال بناء ما تم حرقه . وفى عام 1942 قامت اللجنة اليونانية ببناء الدير وأضافت للكنيسة السلم الكبير والمداخل الرئيسية وبرج الجرس الذى يقف شامخاً (بإرتفاع 30 متر ) يعانق مبنى الكنيسة ذات التصميم الدائرى المميز (قطر 30 متر ) تعلوها قبه يزينها زخارف تعبر عن السيد المسيح والملائكة والقديسين وبعض الرموز المسيحية وهى قاعة العرسان التى يبلغ طولها 15 متراً وعرضها 12 متراً ويرجع تاريخها إلى القرن الـ 14 وتنقسم إلى قاعة وإيوانين بإلايوان القبلى بعض نوافذ من الخشب عليها نقوش بارزة وتزين جدرانه نقوش بارزة من الجبس وعلى سقفها رسوم ملونة كما تحوى الكنيسة على الهيكل الأوسط (الرئيسى) وهيكل الأنبا بيشوى والهيكل الجنوبى وهيكل الملاك ميخائيل .
حالة الأثر قبل الترميم
بدأ العمل الفعلى فى ترميم المقاولون العرب للأثر أول إبريل عام 2012 وقد كانت حالته كما يقول المهندس محمود عبد الفتاح مدير المشروع كالتالى : ظهور شروخ فى كافة أرجاء المبنى نتيجة إنخفاض منسوب المياه الجوفية والتى غمرت المنسوب الأول من الحصن الموجود بالكنيسة بإرتفاع 3 أمتار تقريباً وأثر على الأحجار الموجودة تحت الماء تأثيراً سيئاً مما أدى لتهالك 30 ألف متر مصطح من الأحجار تم ترميمها فعلياً ( يذكر أن المقاولون العرب قامت عام 2002 بتنفيذ عقد 202 لتخفيض منسوب المياه الجوفية بمنطقة مجمع الأديان والذى ساهم فى الحفاظ على الآثار من الإنهيار )
إلى جانب ذلك أدى هجر المبنى من الداخل لعدة أعوام إلى تكون طبقات من الأوساخ على أسقف وجدران المبنى وساهم فى زيادتها قازورات مئات الخفافيش التى تم التعامل معها بعناية فائقة لطردها من المبنى وإزالة هذه القازورات للتمهيد لعمليات ترميم وإعادة الأثر إلى سابق عهده .
مراحل الترميم
يقول المهندس محمود عبد الفتاح أن مراحل ترميم الكنيسة مرت بعدة مراحل رئيسية أولها مرحلة الترميم الإنشائى وتم من خلاله حقن الحوائط والشروخ وتربيط المبنى الإسطوانى للكنيسة وترميم البلاطات والأسقف الخرسانية وتدعيم الأعمده الحامله للقبة FRP تلتها عمليات الترميم المعمارى والذى تضمن ترميم العناصر الخشبية والحوائط الحجرية ومبانى الطوب وترميم الأرضيات ثم عمليات الترميم الدقيق للأيقونات والرسومات الجدارية والعناصر الزخرفية المنفصله إلى غير ذلك, تلى ذلك أعمال إنارة المبنى بالكامل وتغيير شبكة صرف الأمطار والصرف الصحى وعمل أنظمة متكامله للإنذار ضد الحريق ومكافحة الحريق إنتهاءً بالموقع العام حيث تم ترميم الأرضيات القديمة المكتشفة وتجديد الأرضيات المستحدثة
100% تنفيذ ذاتى
ويضيف المهندس محمد عاطف مدير التنفيذ والأستاذ محمد رجب مشرف التنفيذ أن نسبة التنفيذ الذاتى بالمشروع بلغت 100 % ولأهمية الأثر فقد تم إستخدام أحدث الأنظمة والخامات لترميم الأثر حيث تم نظام التربيط الألمانى فى المبنى بالكامل ومون الحقن من إيطاليا وخامات الترميم الدقيق من إيطاليا واليونان والإضاءة من اليونان ولا تزال فرق العمل المختلفة تواصل عمليات الترميم الدقيق بعناية فائقة ومن المتوقع الإنتهاء من أعمالها منتصف مارس القادم بإذن الله .