خالتى صفية . . . والدير لـ بهاء طاهر
يعد الكاتب والروائى بهاء طاهر أحد أهم ادباء جيل الستينيات والتى تأثرت كتابتهم بالظروف السياسية والاجتماعية التى مرت بها مصر فى تلك الفترة ، وتنوعت كتابات بهاء طاهر ما بين القصة القصيرة والرواية بالاضافة إلى ترجمة عدد من روايات الأدب العالمى إلى اللغة العربية ، ويرجع ذلك إلى تمكنه و إتقانه من اللغة الانجليزية والتى اكتسبها من سفرياته حول العالم مما أثر فى كتاباته على الجمع بين تصويرالبيئة المصرية الخالصة من الريف والصعيد والحياه فى القاهرة إلى الثقافة والبيئة الاجنبية كما فى روايتى "الحب فى المنفى" و " بالامس حلمت بك" .
ولكن تظل رواية "خالتى صفية والدير" هى الأكثر شهرة وانتشارا والتى كتبها عام 1991 وطبعت عدة مرات وترجمت إلى العديد من اللغات .
• تحكى الرواية عن "صفية" الفتاة القروية الجميلة والتى تقيم مع بعض أقاربها وتتطلع فى صمت لابن عمها مجازا "حربى" شاب قوى ، وسيم ، ملىء بالحياة والكبرياء ولكنه لا يدرك مدى حب صفيه له ، بل يصل به الأمر أن يتوسط فى زواجها من "البك القنصل" الغنى ، صاحب المقام العالى فى القرية .وهنا توافق صفية على الزواج من "البك" رغم فارق السن الكبير ولكنها لا تغفر
لـ "حربى" ابدا تجاهله لحبها وتتوالى أحداث الرواية وتنجب "صفية" الطفل "حسان" وتحقق حلم "البك" الذى طال انتظاره ، وتقع الكارثةوهى محاولة الاعتداء على الطفل "حسان" وهنا تأتى فرصة "صفية" من الانتقام من "حربى" وتقنع "البك أن "حربى" هو الفاعل وتتطور الأحداث فى تسلسل وانسيابية فى
تصوير الحياة فى قرى مصر بنظرة شديدة الواقعية إلى أن نصل إلى نهاية الرواية.
• فى هذه الرواية تظهر قدرة بهاء طاهر فى استخدام عبارات سهله ذات رؤيه عميقة يستطيع القارىء أن يفهمها ويتعايش مع أبطالها كأنك جزء من الآحداث ولن تستطيع أن تتركها إلى مع كلمة النهاية .
• ترجع اهمية الرواية إلى أنها احد الروايات القلائل التى صورت العلاقة بين المسلمين والمسيحين وتعايشهم فى قرية واحدة وما بها من أحداث تجمعهم معا فى صورة شديدة الواقعية للحياة كما هى دون مبالغة أو أقحام أحداث دون داع ، فنجد من مشاهد الرواية الشيخ الازهرى يصحب ابنه إلى الدير ليهنىء الرهبان باعيادهم ، وطفل مسلم يحمل كحك العيد إلى جيرانهم المسيحين ، وقبطى يرشد الفلاحين إلى كيفية الزراعة الصحيحة . بالاضافة إلى احد شخصيات الرواية وهو المقدس"بشاى" والذى كان أشهر أهل الدير فى القرية وله دور رئيسى فى أخفاء "حربى" فى الدير من انتقام"صفية"
• وفى هذه الايام اذا احتاجنا أن نستعيد الاعمال الادبية التى تصور العلاقة بين مسلمي ومسيحى مصر فهذه الرواية احداها ولكن نحن لا نحتاج هذا ، فهذه البلد والتى يعيش على أرضها الطفل والشيخ والرجل والمرأة والغنى والفقير والمثقف والأمى والمسلم والمسيحى والتى جمعت جميع الاطياف والألوان والأديان من مئات بل الآف السنين لا تحتاج إلا لشيء واحد وهو أن نمسك بيدها ونوصلها إلى شاطىء التقدم والازدهار ولا يأتى هذا إلا بأن يفكر كل منا ماذا يستطيع أن يقدم لوطنه ؟ نعم نحن جدرون بالنهوض واعتلاء مكانة نستحقها وليس بالجديد على مصر صاحبة أقدم الحضارات وهنا نثبت بالفعل لا بالقول اننا شعب واحد وابناء هذا الوطن الغالى .
أعدتها للنشر الزميلة الهام المليجى
إدارة العلاقات العامة والإعلام