مكتبة الإسكندرية . . هدية مبارك لمصر ... وهدية مصر إلى العالم
مشروع إحياء مكتبة الإسكندرية حلم راود خيال كثير من المفكرين والعلماء على ما يقرب من ألفى عام وتحقق الحلم مع إعلان الرئيس مبارك إعلان أسوان عام 1990 لأحياء المكتبة القديمة والتى اشتهرت باسم مكتبة الإسكندرية الملكية أو المكتبة العظمى ، وتم بناؤها على يد خلفاء الإسكندر الأكبر( بطليموس الأول وبطليموس الثانى) منذ أكثر من ألفى عام لتضم أكبر مجموعة من الكتب فى العالم القديم والتى وصل عددها آنذاك إلى 700ألف مجلد من أمهات الكتب القيمة التى تنوعت بين علوم الحضارتين الفرعونية والإغريقية وبها حدث المزج العلمى والإلتقاء الثقافى الفكرى بعلوم الشرق وعلوم الغرب وهو ما يسمى حالياً بالعولمة الثقافية ، وقد ظلت مكتبة الإسكندرية تضئ سماء المعرفة بالعالم حتى لحقت بها أضرار فادحة فى عام 391م عندما أمر الأمبراطور الرومانى "ثيودوسسيوس الأول بحرقها وتدميرها وها هى تعود لتضئ شموس المعرفة مرة أخرى .
معانى التواصل
وفى كلمته بمناسبة افتتاح هذا الصرح الحضارى ووسط حضور ملوك ورؤساء دول العالم والحائزين على جوائز نوبل عام 2002 أكد الرئيس مبارك أن عودة المكتبة تجسد معانى التواصل الحضارى والتعايش السلمى واحترام الشرعية ورفض منطق القوة وأن مصر بذلت كل الجهود لتجعل من المكتبة رسالة حضارية عالمية الدور والتأثير وقال :إن المكتبة وليدة القرن الجديد وأعيد إحياؤها فى ظل ثورة معرفية وتكنولوجية ومؤسسة مصرية ذات بعد دولى تشارك فيه الخبرات الدولية والمحلية وأنها هدية مصر إلى العام .
منارة إشعاع
حصل هذا المشروع الكبير والذى يعد منارة اشعاع فكرى للعالم وجسر للتواصل والحوار بين الحضارات الإنسانية على ثلاث جوائز عالمية فى مجال جودة التصميم والتنفيذ ولقد شرفت المقاولون العرب بتنفيذه على مرحلتين الأولى مع مجموعة شركات إيطالية والثانية مع شركة Balfour Beatty وهو مقام على مساحة 40ألف م2 على طريق كورنيش البحر فى منطقة وسط مدينة الإسكندرية بالسلسلة فى مواجهة الميناء الشرقى الربع ملكى حيث يعتقد أنه الموقع القديم للمكتبة .
يحد الموقع كورنيش البحر من الشمال ومبنى قاعة المؤتمرات من الغرب وشارع بور سعيد من الجنوب ومستشفى الشاطبى الجامعى من الشرق ، وقد تم اختيار التصميم المعمارى للمشروع من خلال مسابقة دولية تحت رعاية الإتحاد الدولى للمعماريين بدعم من منظمة اليونسكو وبرنامج التنمية التابع للأمم المتحدة ، وقد فاز التصميم المقدم من مكتب سنوهيتا النرويجى والذى اهتم بالمعنى الرمزى لفكرة إحياء مكتبة الإسكندرية لتكون بشكل دائرة غير مكتملة أو اسطوانة مائلة فى مواجهة البحر ، جزء منها مختفى تحت الأرض والآخر يرتفع فوقها لتوحى بأنها شمس للمعرفة دائمة الإشراق على العالم أجمع.