خواطر إيمانية

أنوار من الحكمة(1)

قال تعالى: ( يُؤْتِي الحِكْمَةَ مَن يَشَاءُ ومَن يُؤْتَ الحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْراً كَثِيرا .....ً(
معنى الحكمة:
أ – الحكمة في الدين هي: السنة النبوية المطهرة (قول الرسول صلي الله عليه وسلم، وعمله، وإقراره لقول وعمل آخرين).. (وأَنزَلَ اللَّهُ عَلَيْك الكِتَابَ والْحِكْمَةَ وعَلَّمَكَ مَا لَمْ تَكُن تَعْلَمُ وكَانَ فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكَ عَظِيماً)، فالكتاب هو القرآن الكريم، والحكمة هى السنة النبوية المطهرة.
  والحكمة قد تعني أيضا شرع الله الذي أمر الأنبياء بتبليغه إلى أقوامهم، والعلم النافع المؤدي للعمل الصالح، كقوله تعالى عن نبي الله داود : ) وآتَاهُ اللَّهُ المُلْكَ والْحِكْمَةَ وعَلَّمَهُ مِمَّا يَشَاءُ0)
ب- والحكمة في اللغة: تعنى الإصابة في القول والسداد في الرأي والنطق بما يوافق الحق، ووضع الشىء في موقعه الصحيح، 0( ولَقَدْ آتَيْنَا لُقْمَانَ الحِكْمَةَ ) - ولقمان ليس بنبي.
·  إن الحكم المأثورة عن أهل الدين والعلم والخبرة كانت وما زالت وستظل ينابيع المواعظ البليغة والدروس المستفادة التي تضىء لنا الطريق لكل خير يقربنا إلى الله تعالى، وتكشف لنا الحقائق، وتأخذنا بعيداً عن الزلل واليأس وسوء التقدير  وقصر النظر لما يصادفنا في حياتنا من أحداث قد نرى فيها التناقض أو البعد عن المنطق، ولا نجد لها تبريراً يتفق مع عقولنا ونظرتنا المحدودة، مما قد يصيبنا بالحزن أو التشاؤم والبعد عن المنهج الرباني والمضي في الطريق المستقيم.
·  والسنة النبوية المطهرة المتمثلة في الأحاديث القدسية التي يرويها الرسول المصطفى صلي الله عليه وسلم عن رب العزة، والأحاديث النبوية الشريفة هي رأس الحكمة، فهي عين الصدق والحقيقة التي لا لبس فيها ولا ضلال، فكلها وحي من عند الله ( مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ ومَا غَوَى  ومَا يَنطِقُ عَنِ الهَوَى  إنْ هُوَ إلاَّ وحْيٌ يُوحَى  عَلَّمَهُ شَدِيدُ القُوَى(، يلي ذلك ما ورد عن الصحابة والتابعين، ثم أهل الدين والعلم والخبرة في كل زمان ومكان ومن أي جنس وعقيدة، فمائدة المأثورات ممتدة إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها.
·  فمن جوامع الكلم ماجاء في أحاديث رسول الله صلي الله عليه وسلم ومنها:
-  قول الروح الأمين جبريل للرسول صلي الله عليه وسلم : (عش ماشئت فإنك ميت، وأحبب من شئت فإنك مفارقه، واعمل ماشئت فإنك محاسب عليه) وقوله : ( صل من قطعك وأعط من حرمك، وأعرض عمن ظلمك) 
-  (البر لا يبلى والذنب لا ينسى والديان لايموت، اعمل ماشئت كما تدين تدان).
-  (هل تنصرون وترزقون إلا بضعفائكم) لعل ابتسامة في وجه فقير ترفعك عند الله درجات.
·  ومن مأثورات الصحابة والتابعين: عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال: ما أصابتني مصيبة إلا وجدت فيها ثلاث نعم: الأولى أنها لم تكن في ديني، الثانية أنها لم تكن أعظم مما كانت، الثالثة أن الله يجازي عليها الجزاء الكبير، ثم تلا قوله تعالى : ) وبَشِّرِ الصَّابِرِينَ (155) الَذِينَ إذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُوا إنَّا لِلَّهِ وإنَّا إلَيْهِ رَاجِعُونَ (156) أُوْلَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِّن رَّبِّهِمْ ورَحْمَةٌ وأُوْلَئِكَ هُمُ المُهْتَدُونَ( - أي ثناء من ربهم وتمجيد ورحمة وغفران وأجر وهداية إلى طريق السعادة في الدنيا والآخرة.
-  وعن عبدالله بن عمر قال: إعمل لدنياك كأنك تعيش أبداً، واعمل لآخرتك كأنك تموت غداً.
-  وقال الإمام على كرم الله وجهه: رغبتك في زاهد فيك مذلة نفس، وزهدك في راغب فيك نقصان حظ.
 ومن مأثورات الحكماء:
-  بدلاً من أن تلعن الظلام، حاول إصلاح المصباح.
-  كن كالنحلة تقع على الطيب وتتجاوز الخبيث، ولا تكن كالذباب يتتبع الجروح.
-  في مرحلة ما توقف عن قراءة كتب الآخرين وتفرغ لكتابك.
-  أن حجرا في الطريق لا ينبغي أن يحرمنا من متعة السير وإحراز التقدم فتوكل على الله واسأله العون، فإن لكل نجاح ثمن وتضحية.
-  لاتوجد مشكلة غير قابلة للحل، المهم استخدام الوسيلة المناسبة. 
-  الأفضل من صناعة الأزمة تجنبها.
-  الفشل ليس نهاية الحياة، بل هو فرصة لتجربة طريق آخر، الصدمات لايمكن تجنبها ولكن يمكن التغلب عليها، عدم رضاك عن نفسك هو بداية التغيير ويمكنك أن تبدأ من جديد مستفيداً من تجارب الماضي فكل طريق في الحياة يقود إلى طريق جديد، والمهم هو اختيار الطريق الصحيح، ومن لايعرف الهدف يضل الطريق.
-  كل يوم جديد يجعلك أكثر نضجاً، كل مرحلة تجعلك أكثر خبرة، يمكنك أن تكسب المواقف الصعبة بإعادة تغيير القواعد، التقدم في العمر لايعني الشيخوخة في الفكر، وإنما مزيد من الخبرات.
-  الحياة فن الممكن، وما تظنه الأسوأ قد يكون هو الأفضل على الإطلاق، فأنا أريد وأنت تريد والله يفعل ما يريد.
-  مهما تكن الحياة صعبة تعايش معها، المستقبل أهم من الماضي، لا تدع الأحداث تجعلك قاسياً، لا تسمح للمرارة أن تسرق فرحتك، ولا كراهية أن تجعلك حاقداً.
-  إذا دعتك قدرتك على ظلم الناس فتذكر قدرة الله عليك.
-  إن صاحب الكبيرة النادم أحب إلى الله من صاحب الصغيرة الذي يصر عليها.
-  الله لا ينسى النملة الصماء على الصخرة الملساء في الليلة الظلماء.
 )ومَا مِن دَابَّةٍ فِي الأَرْضِ إلاَّ عَلَى اللَّهِ رِزْقُهَا ويَعْلَمُ مُسْتَقَرَّهَا ومُسْتَوْدَعَهَا كُلٌّ فِي كِتَابٍ مُّبِينٍ(.
وللحديث بقية إن كان في العمر بقية.،،،
       م./ رزق الشناوي