حوار رئيس مجلس الإدارة

المهندس محسن صلاح لقناة CBC extra المقاولون العرب بجميع مستوياتها تعمل علي مدار الساعة لإستيعاب حجم

بداية حضرتك استلمت المهمة في وضع صعب ليس فقط علي المستوي الخاص بالدولة ولكن علي المستوي الخاص بالشركة ، كيف كان الوضع وماهي الإستراتيجيات التي وضعتها لتجاوز تلك الفترة الصعبة ؟
الحقيقة أنني استملت الشركة وأنا لست غريباً عنها لأني بها منذ 35 عاماً وأعلم آلياتها وأعرف جميع العاملين بها تقريباً وغبت عن الشركة ثلاثة سنوات فقط كنت رئيس الهيئة القومية لمياه الشرب والصرف الصحي وعدت في شهر 9 العام الماضي والمشكلة أنني حين تسلمت الشركة كان بها بعض الجوانب السلبية ودي كانت متأثرة بالحكم السابق والحالة العامة بالدولة والمشكلة كانت في السلوكيات والإحباطات التي كانت موجودة في العاملين وكان هناك بعض الرموز من الإخوان الموجودين بالشركة تم تصعيدهم وتقلدوا مناصب والحمد لله بدأنا تجنيبهم وهناك من تم إبعادهم عن المناصب والوضع الإجمالي كان فيه حالة من الإحباط فبدأنا نعمل علي سلوكيات العاملين بأن نرجعهم ونذكرهم بالمقاولون العرب وأمجادها ولم تأخذ مجهود جامد علي قدر الإقناع في التفاعل مع العمل لأن طبيعة المقاولون العرب تعتمد علي سرعة الإنجاز وجودة في العمل فكان لابد من عودتهم لمفهوم العمل في المقاولون العرب عموماً.
?إذا نستطيع أن نقول أن الشركة قد تأثرت بثورة 25 يناير وثورة 30 يونيو ؟
الشركة جزء من البلد والذي ينطبق علي الشارع المصري ينطبق علي المقاولون العرب فهي حالة مصرية من ضمن مفردات الوطن وبالتالي أي تأثير بالوطن له تآثير علي الشركة وأهم حاجه بالشركة هو أن يكون هناك حجم عمل يكفي الكيان الضخم وهذه كانت النقطة الأساسية لشركة قوامها 80 ألف أي 80 ألف بيت وبالتالي لابد أن يكون حجم العمل يغطي أجور ومرتبات هذا العدد الضخم ومطلوب منك كل شهر300 مليون جنيه مرتبات وكانت المشكلة لدينا هي إيجاد حجم عمل يغطي هذا الحجم فكانت هذه هي مشكلتنا الأساسية لإيجاد هذا الحجم من العمل سواء داخل الجمهورية أو خارج الجمهورية فكان لابد من إختصار المدة الزمنية لحجم العمل الموجود بالفعل ولإستيعاب جميع العاملين في هذه الشركة توجهنا للعمل علي ورديات لإستيعاب حجم العمالة وبالتالي أصبحت الشركة بجميع مستوياتها تعمل علي مدار 24 ساعة .
بالحديث عن هذا الحجم الضخم من العمال ومايسلتزمه هذا العمل من مبالغ ضخمة من المرتبات والأجور.. كيف واجهتم هذه المشكلة ، هل ربطتم الإنتاج بالرواتب أم ماذا ؟
نظام الشركة عموماً هو ربط الأجر بالإنتاج من أيام المعلم عثمان أحمد عثمان حيث وضع بذرة الشركة في الأساس كشركة وطنية ، المعلم أعطى الدولة فكرة وطنية وليست شركة مقاولات لأنها أقيمت أساساً علي أساس حلم مصري وهو السد العالي وبالتالي الشركة بنيت علي أساس هذا الحلم فكان اسمها شركة المقاولون العرب لبناء السد العالي وهذا كان اسمها في البداية فالشركة في الأول والأخر هي حلم مصري وهي شركة كل المصريين فكان لابد أن تتبع الشركة الأحلام المصرية وبالتالي كل العاملين بالشركة لديهم ولاء تام للشركة والنظام المطبق علي جميع العاملين بها هو ربط الأجر بالإنتاج علي قدر الإنتاج من العامل يحصل على مقابل من الأجور بهذه الشركة .
إذا تحولنا للمستقبل ، بالطبع قطاع البناء والتشييد من أهم القطاعات في أي دولة وليس فقط في مصر ، كيف تري سيادتكم أهمية ودور هذا القطاع الهام خلال الفترة التي نعيشها الآن من عمر الوطن وأيضا في المستقبل
قطاع التشييد عموماً في أي بلد هو وقطاع السياحة من قاطرات التنمية لأنهما يدفعان الإقتصاد إلي الأمام وبالتالي الإستثمار فيهما هو استثمار في تحجيم البطالة من هنا فإن قطاع التشييد أو قطاع المقاولات يسير في اتجاهين في القضاء علي البطالة وفي التنمية التحتية وتنمية الإقتصاد عموماً, وكذلك قطاع السياحة لأنه مجال متعدد الأعمال.
وماذا عن مستحقات الشركة لدي الدولة إلى أين وصل هذا الموضوع؟
في الحقيقة الفترة الزمنية الحالية هي أقل الفترات التي بها مديونية للشركة لدى الحكومة ، فالمديونية ليست كلمة فقط وإنما المديونية تنقسم إلي عدة اشياء ، هناك مديونية جارية ولا يمكن أن تكون صفر في أي مكان في العالم وفي قطاع المقاولات بصفة خاصة لأنها عبارة عن تداخلات مابين مستخلصات وتأخيرات لمستخلصات أو مشاكل للتسليمات فيه خطابات ضمان أى أنها ميديونية رايحة جاية وارد التأخر فيها أما المديونية الراكدة لدي الحكومة هى المديونية التي مرت عليها سنوات ومازالت لم تدفع وهي لا تتعدى مليار أو مليار ونصف
ونحن نحاول فيهم والحقيقة أن وزارة التخطيط مشكورة والسيد وزير التخطيط كنت معه في اجتماع وعرضنا عليه وأخذ بيان كامل بالمديونية وأبدى استعداده التام لحل هذه المشكلة وهي ليست مشكلة لأننا في سنين سابقة كانت المديونية أكبر من ذلك بكثير واليوم هي تحسب وهناك تجاوب شديد من الدولة والثلاثة شهور الماضية حصلنا علي نصف مليار أو أكثر من حساب السنوات الماضية وباقي أجزاء ومعالي الوزير أبدي استعداد تام لدفعها والمديونية الجارية لا مشكلة فيها إطلاقاً .
في الفترة الماضية شهدت عدد من الشركات حالة من الإضرابات الخاصة بمطالبة العمال بإقرار الحد الأدني للأجور هل شهدت شركة المقاولون العرب مثل هذه الأمور وإن كان هذا حدث كيف واجهتموه ؟
الحقيقة المهندس إبراهيم محلب مطبق الحد الأدني للأجور من 2008 وهذه تحسب له وكلنا نشهد له في أنه عمل قفزات كبيرة في الشركة وبصمات عديدة ومن ضمنها تطبيق الحد الأدني للأجور من 2008 فلم يكن لدينا مشكلة أبداً في ذلك.
إذا انتقلنا بالحديث عن بعض المشروعات التي تقوم بتنفيذها شركة المقاولون العرب مثل الخط الثالث للمترو وقناطر أسيوط ، إلي أين وصل الأمر؟
الحقيقة هم مشروعين قوميين ومن المشروعات الضخمة ، الخط الثالث مازال يدرس وحين طرحه سنكون من أول المتقدمين ونحن نعمل في أعمال المترو بشراكة فرنسية ولدينا خبرة وباع كبير بها ، قناطر أسيوط نعمل بشراكة فرنسية أيضاً ويسير في خطوات جيدة جداً والسيد وزير الري بيزورها باستمرار والمشروع يسير في معدلاته الطبيعية.
وماذا عن عملية ترميم مديريتي أمن القاهرة والمنصورة؟
الحقيقة أعمال الترميم في المديريتين نحن نعمل فيهم من تاني يوم من تكليفنا به وكنا متواجدين من قبل مايتم تكليفنا حتي لأننا نملك غرف طوارئ وغرف إنقاذ في جميع المحافظات ودائماً يطلب منا في أي حدث إرهابي أو أي حدث خاص بيحدث في أي مديرية أو على الطرق السريعة دائماً معونة المقاولون العرب للحكومة بتكون هي الأقرب ، فالحقيقة في حادث مديرية أمن المنصورة و مديرية أمن القاهرة كنا متواجدين مع المهندس إبراهيم محلب وقت أن كان وزيراً للإسكان في الموقع بعد الإنفجار بساعات وبدأنا نرفع المخلفات ، وتأثير الإنفجار كان كبير وحين كشفنا عن تأثير الإنفجار على المبني الخرساني كهيكل خرساني اكتشفنا أنه يوجد أشياء في المبنى من تقادمه أنه لا بد أن يحدث أعمال به وبالتالى نحن حالياً ندرس المبنى بالكامل من حيث تأثير الإنفجار ومن حيث تقادم المبنى فنحن الآن نعيد دراسة المبنى من حيث الهيكل الإنشائى بالكامل وإعادة رفع كفاءته ليس بسبب الإنفجار فقط وإنما بسبب تأثير الزمن.
هل هناك جدول زمني محدد سينتهي فيه الأمر؟
إصلاح الهياكل الخرسانية بيأخذ وقت أكبر ونحن نطمئن الناس أننا نعمل بنظام الـ24 ساعة على ورديات والعمل لايتوقف ليلاً أو نهاراً وإصلاح الهيكل الخرساني يتطلب الكشف ثم الدراسة ثم طريقة العلاج من خلال خبراء متخصصين وهذا يحتاج عناية أكبر ووقت أطول وإن كان الموضوع يتوقف على تأثير الإنفجار فقط كان إنتهى في خلال 6 شهور ونتعشم ضغط الوقت وألا يأخذ وقت أكبر من ذلك بكثير .
إذا انتقلنا إلي منظومة البنية التحتية والصرف الصحي ، من المعروف أن عدد من المحافظات تعاني من أثار سلبية نتيجة تلك المنظومة ، أولاً ماهي رؤية حضرتك ليها وكيف ترى الدور المنوط بشركة مثل المقاولون العرب خصوصاً وأنها ظهرت مؤخراً نتيجة الأمطار الغزيرة والسيول التي إجتاحت عدداً من محافظات الصعيد
منظومة البنية التحتية من خلال خبرتي في الهيئة القومية لمياه الشرب وفي المقاولون العرب ، البنية التحتية في جمهورية مصر العربية بتنقسم إلي قسمين ، مياه الشرب ، الصرف الصحي ، مياه الشرب والحمد لله واصلين إلى 98% كتغطيه وبالتالي البحث اليوم في جودة مياة الشرب وليس تغطية مياه الشرب كحكومة ، المشكلة عندنا في الصرف الصحي ، الصرف الصحي تقريباً إحنا مغطيين 50% فقط من الجمهورية ، إذاً النهاردة نصف مصر لايوجد بها صرف صحي وهذا شئ مؤسف جداً بالطبع ولدينا 22 مدينة لا يوجد بها تغطية من الصرف الصحي وبالتالي الحكومة عليها عبء ضخم في علاج هذه المشكلة وستحتاج لمليارات ضخمة لأنها مشكلة كبيرة والرقعة السكنية بتوسع وتكبر وبالتالي لازم التحرك في موضوع الصرف الصحي تأخذ خطوات واسعة وسريعة ، والشركة طبعاً مشاركة تقريباً في معظم المحافظات على مستوى مشروعات الصرف الصحي ومشروعات المياه أيضاً ، إنما الصرف الصحي بيأخذ مجهود أكبر ومال أكتر والصرف الصحي مكلف على الدولة أكثر من مياه الشرب بحوالي ثلاثة مرات وبالتالي المجهود الضخم الذي تبذله الحكومة في تغطية تلك المساحات الشاسعة يحسب لها والسيد رئيس الوزراء مهتم جداً بمشكلة الصرف الصحي وتغطية النسبة المتبقية .
إنما مسألة الأمطار فهي أمر آخر وفي الحقيقة فإن سيادة رئيس الوزراء حين يرى مشكلة لا ينام بالليل إلا بعد أن يجد لها حل ويوم أن حدثت تلك المشكلة يومها بالليل جلسنا في مجلس الوزراء وبحثنا الحلول اللازمة والواجبة على مستوى المحافظات وبدأت الحلول الهندسية تفرض علينا أنه لابد من إعادة دراسة المناطق التي بها مشاكل من مياه الأمطار وهناك أجزاء كثيرة بيكون بسبب إختلاف مناسيب الأسفلت ومطالع ومنازل الكباري وهناك أشياء كثيرة تدرس من حيث الأنفاق والتي من المفترض أن يكون بها منظومة شفط معينة وطلبمات معينة بتصرف المياه ونحن نعيد دراستها لأنه هناك أشياء كثيرة تم سرقتها والموضوع من اليوم ابتدينا بالفعل في التنفيذ ولن يمر 24 ساعة إلا ونحن قد وضعنا أيدينا بالفعل على الحلول وخلال يوم أو يومان هنكون في الشارع بنفذ تلك الحلول ومعالي رئيس الوزراء لا يترك مشكلة إلا ولها حل هندسي والحل الهندسي لابد أن يكون مطبق في الشارع في أقل من 48 ساعة .
وماذا عن آليات حل عدد من المشاكل الخاصه بالعشوائيات وإسكان الشباب .
طبعاً هذا من ضمن الأشياء التي أحتسبها للسيد المهندس إبراهيم محلب وهو وزير إسكان ، في الحقيقة كان موضوع الإسكان الإجتماعي والإقتصادي كان شغله الشاغل وكان به ضغط كبير في مجالى تقليل التكلفة وسرعة الإنجاز وهذه الأشياء أخذت دراسات كثيرة جداً وبدأنا ندرس إبتكار أساليب جديدة في التنفيذ تخدم النقطتين لتقليل التكلفة وسرعة الإنجاز وفكرنا في أساليب جديدة لم تكن موجودة من قبل التي نسميها (precast) أو سابقة التجهيز بحيث نصل في النهاية لأقل مدة تنفيذ بحيث أننا نصل إلى أن تركب العمارة وليس تبني وهذا سيقلل في التكلفة لأنه هيكون كل المنتج لهذه العمارة خارج من المصنع وهيقلل بالتالي سرعة الإنجاز وهذا سيجعلنا ننجز وحدات سكنية أكثر وبدأنا فعلاً إننا نشتغل على الأرض وبدأنا بالفعل في هذه المشروعات
ولا نستطيع أن ننكر أن الدخول في العشوائيات أمر أصبح ملح ودراسة العشوائيات النهاردة حاجة ملحة على البلد كلها ومن المفترض أن يحدث تبادل مسئولية بمعنى أننا إن كنا سنعمل على إزالة عشوائيات قائمة لا يصح أن يبدأ المواطن فى الدخول في عشوائيات جديدة وإلا فلن تحل المشكلة ومبدئياً لابد أن يشعر المواطن أن إقامة عشوائية جديدة خطأ والعشوائيات ليست فقط في مناطق شعبية ولكن هناك عشوائيات في مناطق راقية ولابد أن يتحمل المواطن المسئولية مع الحكومة فهناك مشروعات كثيرة جداً لابد أن يتوقف نزيفها لنبدأ في الحل من ضمنها العشوائيات والتعدي على الأراض الزراعية والتكدس في التحميل على البنية التحتية وخصوصاً في محافظة الأسكندرية لأن شوارعها ضيقة وتراخيص البناء فيها 4 أو 5 أدوار يتم زيادتها إلي الضعف تقريباً وبالتالي هناك عبء على الشبكات ناهيك عن خطورة تلك الأبراج التي تبنى لأنها تعتبر هي الأخرى عشوائية والتوقف عن تلك العشوائيات دي معونة المواطن للحكومة ، والحكومة تدرس وتجتهد في حاجات كثيرة في المناطق العشوائية وبتقتحم هذه المشكلة وهناك أعمال بنعمل بها في منشية ناصر ومناطق كثيرة جداً في القاهرة والجيزة وإنما المسار في عملية العشوائيات لابد ان يبدأ بالتوقف عن بناء عشوائيات جديدة .
دعنا ننتقل إلي الملف الأخير وهو إقليم قناة السويس وأيضا الملف الأفريقي ، دعنا نبدأ بإقليم قناة السويس ، ماهو دور الشركة في هذا الملف الحيوي والذي سيعتبر فيما بعد مشروع قومي حقيقي لمصر.
تنمية محور قناة السويس هو حلم مصر وخلينا نفتكر إن شركة المقاولون العرب بنيت على فكرة الحلم المصري ، إذاً اليوم لابد أن تكون الشركة مشاركة في هذا الحلم المصري لأنه فعلاً حلم لأجيال قادمة ونحن مبدئياً بدأنا المشاركة في الرؤية المبدئية للتخطيط لقناة السويس والحمد لله تم تأهيلنا من خلال 14 شركة كتصميم وكرؤية إنما المشاركة الأساسية هتكون في التنفيذ إن شاء الله من خلال شركة المقاولون العرب وأكيد هتوصل بعض التصميمات لتطبيق تلك الرؤية علي الواقع وأعتقد إنه هيكون فيها أجزاء كبيرة جداً هتطرح للعمل وأكيد هنكون مشاركين فيه إن شاء الله
هل من المتوقع أن يبدأ في غضون سنوات قليلة أم متى؟
ليس سنوات ولكن سيكون شهور فمن المفترض أن يبدأ العمل في التصميمات وبحث الرؤى في خلال شهر من الآن يتبعه فترة للتصميم يتبعه مراحل التنفيذ فالموضوع لايحتاج إلى سنوات وإنما شهور ونحن على مشارف حلم مصري جديد .
وماذا عن الملف الإفريقي ؟؟
في الحقيقة الشركة متواجده في أفريقيا منذ 30 سنه ، إنما القفزات التي أحدثتها الشركة في فترة الـ11 سنة التي تولى فيها المهندس إبراهيم محلب الشركة هي قفزات ضخمة جداً في أفريقيا لأنه في الحقيقة له علاقات خاصة مع القيادات الأفريقية على مستوى رؤساء الدول ورؤساء الوزارات والوزراء ولا يستطيع أحد أن ينكر التقارب الذي أحدثه المهندس إبراهيم محلب بين الشركة وتلك الدول .
**تم إذاعة هذا الحوارفي الفقرة الإخبارية المسائية علي قناة CBC extra وذلك يوم الأربعاء الموافق 12 مارس 2014