خواطر ايمانية

فيض من أنوار أسماء الله الحسنى من القرآن الكريم والسنة المطهرة وأقوال أهل العلم

فيض من أنوار أسماء الله الحسنى من القرآن الكريم والسنة المطهرة وأقوال أهل العلم
- يقول سبحانه وتعالى : ( ولله الأسماء الحسنى فادعوه بها ) ( الأعراف :180 ) - ويقول الرسول صلى الله عليه وسلم ( إن لله تعالى تسعة وتسعون اسماً مئة إلا واحداً من أحصاها دخل الجنة ) - من فضل الله على المقربين من معانى أسماء الله الحسنى : السعى فى اكتساب الممكن من تلك الصفات والتخلق بها والتحلى بمحاسنها وبه يصير العبد ربانياً أى قريباً من الله تعالى وبه يصير العبد رفيقاً للملأ الأعلى من الملائكة فإنهم على بساط القرب فمن أدرك شيئا من صفاتهم نال شيئا من قربهم بقدر ما نال من أوصافهم المقربة لهم إلى الحق تعالى . - الأسماء المتقاربة فى الألفاظ لا تعتبر مترادفة أى أن يغنى أحدهما عن الآخر ومثال على ذلك أسماء وصفات " الغافر " و " الغفور" و " الغفار " , فإن " الغافر" يدل على أصل المغفرة فقط , و" الغفور" يدل على كثرة مغفرة الذنوب وإن كثرت أو تعددت , " والغفار" يشير إلى تكرار مغفرة الذنوب أى يغفر الذنب مرة بعد مرة مهما تكرر الوقوع فى الذنب فإذا كان هناك الإنسان الظالم كان هناك الله الغافر وإذا كان هناك الظلوم كان هناك الغفور وإذا كان هناك الظلام كان هناك الغفار . - إن عجزنا عن ملاحظة الفرق بين اسمين من أسمائه الحسنى كالكبير والعظيم مثلاً فيجب علينا التيقن من إختلافهما فى الدلالة ولذلك يقول عز وجل فى الحديث القدسى ( الكبرياء ردائى والعظمة إزارى ... ) ففرق بين الأسمين بما يدل على التفاوت فى الدلالة . - الله عز وجل له الأسماء الحسنى لا لغيره . فالله – لغه قلب , ولغة عقل , ولغة نفس , ولغة حركة : لغة قلب بالتوحيد , ولغة عقل بالتفكير , ولغة نفس بالرضى , ولغة حركة بالعمل والحركة بركة . - أحصى الشئ فى اللغة أى : عده ولكن الحق عز وجل استخدم هذا الفعل بمعنى أكثر إتساعاً فهو لا يحصر ويعد كل شئ فقط , بل يحصره ويعده وهو مدرك لقيمته وكميته وقدره . - وفى قوله صلى الله عليه وسلم : ( إن لله تسعة وتسعون اسماً , من أحصاها دخل الجنة ) يكون معنى إحصاء الأسماء الحسنى : حفظها مع فهم معناها والتخلق بآدابها فيجب على المسلم ألا يترك صفة من صفات الحق عز وجل وبما يتلاءم مع طبيعته البشرية إلا فعل قدر استطاعته منها . - حصر الأسماء فى تسعة وتسعون اسماً , لا ينفى ما عداها من الزيادة عليها ولكن التخصيص بالذكر بهذه الأسماء التسعة والتسعين كان لأنها أشهر الأسماء وأظهرها من حيث المعانى , وهى تلك الأسماء التى وضعها الحق عز وجل للدلالة على ذاته وصفاته . - فى أسمائه أسرار , وفى صفاته مدد , يكشفه الله لمن تعامل معه صفاته وأسمائه , فإن إحصاء الأسماء الحسنى مع إدراك معانيها , والتخلق بأخلاقها , يجعل الإنسان المؤمن يعيش فى الدنيا برضاه , وفى الآخرة الجنة مثواه . - ( ولله الأسماء الحسنى فادعوه بها .....) (الأعراف : 180) فمن عدله ورحمته أن أمرنا بما نستطيع , وإن كنا لم نراه جهرة فإنه كشف لنا عن صفاته من خلال أسمائه الحسنى حتى تكون العبادة بحب وشعور بفضل . - الدعاء بالأسماء الحسنى يعنى أن تدعو الله باسمه الذى يوافق طلبك كأن تقول : يا حكيم هب لى حكمة .. يا عليم هب لى علماً .. يا رزاق وسع لى رزقى .. يارحيم ارحمنى فى الدنيا والآخرة . - من آداب الدعاء بالأسماء الحسنى أيضاً أن نعددها ونكررها , كأن نقول : هو الله الذى لا إله إلا هو , الرحمن الرحيم , الملك القدوس , السلام المؤمن المهيمن , العزيز الجبار المتكبر .. ألخ . - من دعاء الرسول صلى الله عليه وسلم : ( اللهم إنى أسألك بكل اسم هو لك , سميت به نفسك أو أنزلته فى كتابك , أو علمته أحداً من خلقك , أو استأثرت به فى علم الغيب عندك أن تجعل القرآن العظيم ربيع قلبى ونور صدرى وجلاء حزنى وذهاب همى ) . - وفى قوله عز وجل (فى بيوت أذن الله أن ترفع ويذكرفيها أسمه000 ) (النور36) تجد أن الحق تعالى اختار من بين صور العبادة " ذكر اسمه تعالى " رغم أن عبادة الله فى المساجد متنوعة وفى هذا لفت إلى أهمية وقيمة ذكره باسمائه الحسنى ، وهو عز وجل لم يحدد أى اسم من أسمائه الحسنى، فكلمة "اسم" وردت عامة، فتشمل جميع أسماء الله الحسنى . - الله تعالى أراد بنا , وأراده منا , فما أراد منا بينه لنا، وما أراده بنا أخفاه عنا , فلا يصح أن نشغل أنفسنا بما أراده الله بنا عما أراده منا . - قال الشوكانى فى فتح القدير فى تفسيره للآيه الكريمة ( ولله الأسماء الحسنى ... ) : هى مبينه استحقاقه عز وجل للأسماء الحسنى , وهى التسعة والتسعون التى ورد ذكرها فى الحديث الصحيح , وإنما هى تمثل الحد الأدنى من الأسماء التى تقوم عليها فكرة العبودية لله وتحقيق العبوديه لله : هى بالاستخلاف فى الأرض. - كل اسم من أسماء الله الحسنى هو واحد , يحتوى فى طياته على معانى الكل , ولكن ظهرت فيه خصوصية الصفة , فغلبت عليه دون باقى الصفات , فاسم " الغفور " يحمل فى طياته كل الصفات ... فلأنه غفور فهو رحيم , ولأنه رحيم فهو كريم , وهل يكون كريماً إذا لم يكن غنياً قادراً ملكاً مهيمناً!؟ - الأسماء الحسنى لا تدل على التضاد , فحين نقول ( المانع المعطى , النافع الضار , المنتقم الرؤوف ) - نعلم أنه لا تضاد فى هذه الأسماء , لأن الضد يوجب التناقض , والله عز وجل منزه عنه ...فكيف نفهمها ؟ - نقول أن هذه الصفات حق , ومن حق, ولحق ... فالنافع هو الذى ينفع المخلوقات بالإيجاب والسلب , فهو بالحياة ينفع وبالموت ينفع , وكذلك الضار , بفعل الضرر ينفع ويضر , وهذا هو التوازن الحاصل فى الصفة الواحدة بما يمنع التناقض فى داخلها , وكذلك الأمر بالنسبة للصفات المتعددة حيث ترتبط بعلاقة التئام لا علاقة إنفصال , لأنها دالة على ذات واحدة غايتها الحق وإحقاقة ... فإذا توحدت الغاية إنتفى التناقض بالفعل . - قامت المجتمعات الإنسانية على أخلاق الفضيلة والخير , وبلغت أقصى مستويات التطور عندما نهجت مساراً تطبيقياً للمضامين التى تدل عليها الأسماء الحسنى أكمل دلالة , حتى وإن لم تنخرط فى عبادة الواحد الأحد ,وانهارت تلك المجتعات عندما اختارت ترك الفضائل والعمل بالرذائل . - كيف نوفق بين تحديد عدد الأسماء الحسنى بتسعة وتسعين اسم كما فى الحديث الشريف مع ورود عدد لا يعلمه إلا الله تعالى ؟ - إن تعيين العدد وحصره إنما هو سر من الأسرار الإلهية , سواء ما ورد حصره فى القرآن الكريم أو فى الأسماء الحسنى أو فى التسابيح والأوراد التى وردت على رسول الله صلى الله عليه وسلم . - ومثال على سر خصوصية العدد فى القرآن : العدد 19 , فلهذا العدد ومضاعفاته شأن عجيب فى القرآن , وأحد أسراره قوله تعالى ( عليها تسعة عشر ) ( المدثر 30 ) , وافتتاح القرآن الكريم بالبسملة التى عدد حروفها 19 حرفاً , ومثلها رقم (7) وغيرها . - إننا ندعو الله بأسماء العلو والعظمة : يا ضار – يا مذل - يامنتقم – يامانع ... ألخ وذلك : 1- لنتذكر عظمة الله عز وجل وعلوه ونستحضر خشيته , لأن المؤمن يكون دائماً بين الخشية والرجاء . 2- يذكرنا لعظمته وعلمنا يقيناً بأنه هو المهيمن على جميع الخلق وأعمالهم تطمئن قلوبنا وتهدأ نفوسنا بأنه عز وجل مطلع وقادر على عوننا وحمايتنا من المتجبرين والمستكبرين وأعداء الدين . - إذا ذكرت الله عز وجل أو دعوته باسم من أسماء العظمة والعلو فلتقرنه باسم من أسماء الجلال والكمال كأن تقول : يا ضار يا نافع - يا معز يا مذل – يا منتقم يا عفو يا رؤوف ...لما فى ذلك من العموم والشمول الدال على وحدانيته , وأنه عز وجل وحده يفعل ذلك بحكمة بالغة . م . محمد موسى