تاريخ الطباعة ومن هو مخترع الطباعة
قد يظن البعض أن الطباعة اختراع حديث يعود إلى القرن الخامس عشر، إلا أنه في الحقيقة يمتد إلى أبعد من ذلك، إذ يرجع أصل الطباعة إلى المصريين القدماء والصينيين وسكان بلاد الرافدين قبل آلاف السنين، عندما استخدم الناس قوالب خاصة للطباعة على القماش ومواد أخرى عدة، بطريقة تتشابه مع فكرة الأختام في طريقة عملها، وشاركتهم الحضارات الهندية والفارسية وغيرها في استخدام التقنية نفسها، خصوصًا فيما يخص التعاملات التجارية، من أجل تأكيد صحة هذه المعاملات والوثائق الخاصة بها، كما استخدمت الصفائح الخشبية في طباعة الكُتب.ومع عبقرية الطرق المستخدمة مقارنة بهذه العصور والإمكانيات المتاحة، لم تكن طباعة الكتب الكبيرة بالأمر السهل، إذ يجب تشكيل الطين أو نحت الخشب أو الحديد بحسب الحروف وغمسها في الحبر، ثم ضغطها على الورق المراد طباعته، حتى أن الكثيرين اكتفوا بالكتابة اليدوية.
واستمر الأمر على هذا الحال، ما بين مستخدمي تقنية الطين والخشب، ومن اكتفوا بخط اليد، إلا أن كل هذه التقنيات لم تلبي الحاجة الملحة لتسجيل كل ما أراد البشر تسجيله من اكتشافات وإنجازات وإنتاج علمي وفني وفكري غزير.
بداية الطباعة الحديثة
استمر البشر في الاعتماد على القوالب الخشبية لفترات طويلة، وبالرغم من استخدام بعض الحضارات القديمة لهذه التقنية، إلا أنها لم تنتشر في أوروبا قبل القرن الخامس عشر، وهو الوقت الذي ظهرت فيه أول مطبعة حروف منفصلة على يد المخترع الألماني الذي اخترع أول مطبعة حروف في التاريخ، يوهان غوتنبرغ.
وعلى الرغم من انتشار طباعة الحروف المنفصلة في الصين القديمة، إلا أنها كانت أصعب بكثير في الاستخدام من آلة جوتنبرج، لذا تعد مطبعة جوتنبرج هي البداية الحقيقية لتطور الطباعة الحديثة.
من هو يوهان غوتنبرغ - Johannes Gutenberg
هو المخترع الألماني يوهان غوتنبرغ، والذي يرجع إليه الفضل في اختراع أول مطبعة حروف متحركة، وهي الطريقة التي استمر الاعتماد عليها حتى القرن العشرين.
بدأت تجارب غوتنبرغ على الطباعة في العام 1438، وتمكّن من ابتكار طريقة الطباعة المتحركة، وصمم أول مطبعة حروف والتي يتم فيها الاعتماد على سبيكة معدنيّة يمكن إذابتها وتشكيلها وتبريدها بسهولة، من أجل ضمان إعادة الاستخدام، واستخدام نوع من الحبر ذو قوام زيتي، ما يجعله سميكًا بشكل كاف للالتصاق بهذه السبيكة، ومن ثم ضغطه على الورق، وهي التقنية التي لم تكن موجودة في أساليب الطباعة القديمة عند الصينيين والكوريين وغيرهم.
كان أثر اختراع غوتنبرغ لأول مطبعة حروف متحركة أثر كبير يضاهي أثر اختراع وظهور الإنترنت في العصر الحديث، إذ سهلت هذه الطريقة انتشار العلم والأفكار بشكل أسرع مقارنة بالماضي.
مرت هذه الصناعة بالعديد من التحديثات حتى أصبحت كما نراها اليوم، وإليكم بعض التطورات التي طرأت على الطباعة بترتيب زمني:
1494أسس ألدوس مانوتيوس الأكبر، مطبعة آلدين في فينسيا، كما ابتكر الخط المائل، واستمرت مؤسسة ألدوس في العمل حتى العام 1994 عندما اشترتها شركة أدوبي بمبلغ 446 مليون دولار.
1642: اخترع الجندي الألماني والفنان المغمور لودويغ فون سيغن، تقنية الطباعة النقطية المعروفة بـ mezzotint، لطباعة الصور أحادية اللون.
1716 - 1728: عمل وليام كاسلون على خط الطباعة الشهير Caslon.
1729: استحواذ بنجامين فرانكلين على بنسلفانيا جازيت وبداية دار بنجامين فرانكلين للطباعة.
1796: اخترع ألويس زنفلدر طريقة الطباعة الحجريّة أو الليثيوغرافيك.
1798: ابتكر جيامباتيستا بودوني خط Bodoni.
1843: ابتكر ريتشارد مارش الطابعة الدوارة، وسجلت براءة الاختراع في العام 1847، والتي كان يتم تزويدها بالورق يدويًا حتى العام 1863، عندما ابتكر ويليام بولوك مكبسًا يتم تزويده بالورق عن طريق لفافة ورق ملحقة به، لتقفز سرعة الطباعة إلى 8000 ورقة في الساعة.
1875: ابتكر روبرت باركلي طريقة للطباعة على المعدن.
1904: استخدم إيرا واشنطن روبيل التقنية نفسها للطباعة على الورق.
1935: نشرت Penguin Books من سلسلة الكتب الورقية.
1938: ابتكار تشيستر كارلسون لتقنية التصوير الجاف أو الزيروجرافي.
1949: ظهور أول ماكينة تصوير زيروجرافيك.
1959: أول ظهور رسمي في السوق لطابعات الليزر.
تطورت الطباعة خلال السنوات التالية لذلك بشكل كبير، ولم تقتصر على الطباعة التقليدية على الخامات والمواد المختلفة، بل أصبح لدينا كتب إلكترونية يمكن قراءتها على أجهزة الحاسوب أو الأجهزة اللوحية أو الهواتف الذكية، واليوم خرجت الطباعة من حيز الطباعة ذات البعدين لتصبح ثلاثية الأبعاد ومازال التطور مستمر.
غانم محمود عبداللطيف