المخاطر والأزمات
إن مسألة ضمان نجاح وتحقيق التطور والاستمرارية في شركة المقاولون العرب وشركات المقاولات لم يعد بالأمر السهل بل أصبح يتطلب ضرورة إيجاد طرق ووسائل فعالة لكيفية التعامل مع جملة المخاطر والأزمات التي تحيط بها يكون أساسها يقظة مستمرة وحنكة وذكاء كبيرين من طرف إدارتها الحكيمة من أجل مواجهتها والتحكم في تأثيرها إلى أعلى مستوى ممكن وذلك من خلال العمل على اكتشاف الإنذار المبكر ووضع خطة استراتيجية لإدارة المخاطر والأزمات المحيطة بها تكون كفيلة بإيجاد أفضل الأساليب والإجراءات القادرة على الحد من أثرها السلبي على نتيجة القرارات المتخذة وكذا على إدارة أنشطتها والتي تقوم على أسس علمية ومنهجية في معالجتها لتلك المخاطر وبالتالي فهي تشكل الركيزة الأساسية لأي شركة تسعى في سبيل تطلعها لأن تجعل لنفسها موطناً وتقدم في قطاع المقاولات .
لقد أصبحت المخاطر والأزمات واقعا حتميا تواجهه المنظمات والمؤسسات وسط التغيرات البيئية المتعددة والمتسارعة فقد شهد العالم حديثا الأزمات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية التي تتسارع في الدول العربية وغيرها من الأزمات التي تمثل حالة حرجة قد تفتقد القيادة دورها في كافة أنواع المؤسسات العامة والخاصة للقدرة على التعامل معها واتخاذ القرار المناسب حيالها في ظل عدم التأكد و ضيق الوقت ونقص المعلومات ويتوقف التعامل مع المخاطر والأزمات على أسلوب القيادة في إدارتها بدءا بمحاولة التنبؤ بها مرورا بالعمل على احتوائها وتقليل أثارها وانتهاء بمعالجة نتائجها والاستفادة منها.
ونعيش اليوم حالة من التطور السريع والتحول العميق والتغيير المستمر ولا ينكر أحد أن هذه التغيرات قد طالت جميع مجالات الحياة الأمر الذي يفرض تحديات متعددة تؤدي إلى حدوث أزمات إدارية تختلف في أسبابها ومستوياتها وشدة تأثيرها وتكرارها مما يشكل خطورة على بقاء هذه المنظمات واستمرارها وأن الفرد الواحد لا يستطيع إدارة هذا التغيير بل يمكنه فقط أن يقوده وتمثل القيادة دورا هاما ومحوريا داخل المؤسسات خاصة إذا امتلكت تلك القيادة ما يؤهلها للوقوف في وجه الأزمة وتبعاتها وأن نجاح المؤسسة من نجاح قيادتها ومن أهم الركائز الأساسية للمنظمات والتي تمكنها من استغلال الموارد البشرية والمادية التي تمتلكها وتوجهها على التوجيه الصحيح وأن تحافظ أي إدارة على هذه الموارد وتحافظ على سمعتها والعلامة التجارية والثقة والولاء من أصحاب المصلحة والعملاء في ظل التطورات والتغيرات السريعة فلابد لها من حمايتها من المخاطر التي قد تهددها وتؤدي بها إلى الوقوع في الأزمات فالأزمة حقيقة من حقائق الحياة التي تفرض علينا أن نتعلم كيف نتعايش معها.
د عمرو المنياوي
مدير الكهروميكانيك لمشروع المتحف الآتونى فرع شمال الصعيد