الرئيس عبد الفتاح السيسي يفتتح مسجد وضريح السيدة نفيسة بعد تطويره
افتتح الرئيس عبد الفتاح السيسي مسجد السيدة نفيسة (رضي الله عنها) وذلك بعد أعمال التطوير والترميم بحضور السلطان مفضل سيف الدين سلطان طائفة البهرة والدكتور مصطفى مدبولي رئيس الوزراء والدكتور محمد مختار جمعة وزير الأوقاف واللواء خالد عبد العال محافظ القاهرة.
وقال السيسي خلال كلمته في افتتاح مسجد السيدة نفيسة أن الدولة المصرية ماضية في طريق تطوير أضرحة آل البيت والأماكن المحيطة من أجل تنفيذ ما بدأته واستعادة القاهرة التاريخية مشدداً على أهمية تطوير هذا المقام الكريم وهو ضريح السيدة نفيسة.
وجه الرئيس عبدالفتاح السيسي الشكر إلى السلطان مفضل سيف الدين، سلطان طائفة البهرة بالهند على المساهمة والمشاركة في عمليات تطوير أضرحة آل البيت، قائلا: «أهلا وسهلا بنتشرف بيكم».
وفي كلمته وجه رئيس طائفة البهرة، السلطان مفضل سيف الدين الشكر، إلى الرئيس عبدالفتاح السيسى وجمهورية مصر العربية على الاهتمام بمساجد آل البيت وتطوير مسجد السيدة نفيسة رضى الله عنها، وعلى كل ما يقوم به الرئيس لخدمة الدين الإسلامى ودعا رئيس الطائفة الله أن تنعم مصر بالأمن والاستقرار.
وأعرب السلطان مفضل سيف الدين عن سعادته لقيام الرئيس السيسي بمنحه وشاح النيل لما تمثله هذه البادرة الكريمة من تعزيز الروابط ومتانة العلاقات المتميزة التي تجمع بلاده بجمهورية مصر العربية على مدار أعوام ، موجها شكره وتقديره لجهود أجهزة الدولة المصرية المتعددة وخاصة جهود وزارة الأوقاف وكذلك جهود القوات المسلحة لعمارة بيوت الله.
جدير بالذكر إن عملية تطوير وصيانة مسجد السيدة نفيسة رضي الله عنها بموجب البروتوكول الموقع بين وزارة الأوقاف والمقاولون العرب كان على ثلاث مراحل،تم إنجاز مرحلتين منها بتكلفة 30 مليون جنيه، بينما المرحلة الثالثة سيكون تكلفتها 22 مليون جنيه وأن ما تم إنجازه حتى الآن من أعمال الصيانة والتجديد، شملت : "الضريح، المسجد القديم، والمداخل، مسارات الزيارة، الملاحق من مكاتب وغرف بالمسجد والأسطح والقبتين ومئذنتين ودورات المياه".
السيدة نفيسة رضي الله عنها.. نفيسة العلوم
تحظى السيدة نفيسة رضي الله عنها وأرضاها بمكانة خاصة في قلوب جموع المصريين، فهي نفيسة العلم سليلة بيت النبوة رضوان الله عليهم.. أحبت مصر والمصريون فأحبوها.
وفيما يلي تعريف بسيط بها : السيدة نفيسة بنت الحسن بن زيد بن الحسن بن على بن أبي طالب (ربيع الأول 145هـ - رمضان 208هـ)، من سيدات أهل البيت اُشتهرت رضى الله تعالى عنها بالعبادة والزهد. وُلدت السيدة نفيسة بنت الحسن بن زيد بن الحسن بن علي بن أبي طالب في مكة في 11 ربيع الأول 145 هـ وأمها زينب بنت الحسن بن الحسن بن على بن أبي طالب وقيل أن أمها أم ولد وأن زينب أم إخوتها.
انتقل بها والدها إلى المدينة المنورة وهي في الخامسة فكانت تذهب إلى المسجد النبوي وتستمع إلى شيوخه وتتلقى الحديث والفقه من علمائه حتى لقبها الناس بـ«نفيسة العلم» قبل أن تصل لسن الزواج.
تقدّم الكثيرون للزواج من السيدة نفيسة لدينها وعبادتها إلى أن قبل أباها بتزويجها بإسحاق المؤتمن بن جعفر بن محمد بن على بن الحسين بن علي بن أبي طالب وتمّ الزواج في رجب 161 هـ فأنجبت له القاسم وأم كلثوم.
وفي سنة 193 هـ رحلت السيدة نفيسة مع أسرتها إلى مصر مرواً في طريقهم بقبر الخليل، وحين علم أهل مصر بقدومهم خرجوا لاستقبالهم في العريش ووصلت السيدة نفيسة رضي الله تعالى عنها وأرضاها إلى القاهرة في 26 رمضان 193 هـ ورحّب بها أهل مصر وأقبلوا عليها يلتمسون منها العلم حتى كادوا يشغلونها عما اعتادت عليه من عبادات فخرجت عليهم قائلة: «كنتُ قد اعتزمت المقام عندكم، غير أني امرأة ضعيفة، وقد تكاثر حولي الناس فشغلوني عن أورادي وجمع زاد معادي وقد زاد حنيني إلى روضة جدي المصطفى»، ففزعوا لقولها، ورفضوا رحيلها، حتى تدخَّل والي مصر آنذاك السري بن الحكم وقال لها: «يا ابنة رسول الله، إني كفيل بإزالة ما تشكين منه» فوهبها داراً واسعة وحدد يومين في الأسبوع يزورها الناس فيهما طلباً للعلم والنصيحة لتتفرغ هي للعبادة بقية الأسبوع فرضيت وبقيت.
ولمَّا وفد الشافعي إلى مصر سنة 198 هـ توثقت صلته بالسيدة نفيسة بنت الحسن واعتاد أن يزورها وهو في طريقه إلى حلقات درسه في مسجد الفسطاط، وفي طريق عودته إلى داره وكان يصلي بها التراويح في مسجدها في رمضان، وكلما ذهب إليها سألها الدعاء.
وأوصى أن تصلي عليه السيدة نفيسة في جنازته فمرت الجنازة بدارها حين وفاته عام 204 هـ وصلّت عليه إنفاذًا لوصيته.