من مكارم الأخلاق والسلوكيات الإيمانية
- من أهم مكارم الأخلاق التي تؤلف بين القلوب وتوطد العلاقات وترفع درجة المحبة بين الأطراف : الاعتراف بفضل الآخرين ومقابلة المعروف بالشكر ، فليس هناك أسوأ ممن ينكرون الجميل ، والله تعالى يقول [ ولا تنسوا الفضل بينكم ] وفي الحديث الشريف ( من لم يشكر الناس لم يشكر الله عز وجل ) ، ومن الأصالة وحسن الخلُق في الثقافة المتوارثة عبر السنين أنه إن لم تستطع ان ترد الجميل بمثله فلا تنزلق إلى نسيانه ، وكما يقول أجدادنا " نكران الجميل أشد حدا من حد السيف ، فحيث أكلت الملح فلا تكسر المملحة " وليس أشد ألماً على النفس من أن يشعر المرء بنكران الجميل ممن أحسن إليهم لأن نكران الجميل أشبه بحماقة الأعمى الذي يكسر عصاه بعد أن يبصر .
- وإن أطيب وأصدق النفوس هي التي لا تنكر المعروف ، ومثل هذه النماذج الطيبة ينطبق عليها القول المأثور " إذا أنت أكرمت الكريم ملكته وإن أنت أكرمت اللئيم تمردا "
- إن كل ناكري الجميل تنطبق عليهم علامات الجحود فلا تسمع منهم إلاّتعدد المصائب التي تحل بهم ودون أن يذكروا ولو مرة واحدة نعم الله الكثيرة عليهم [ وإن تعدوا نعمة الله لا تحصوها إن الإنسان لظلوم كفار ] – وليس هذا فحسب وإنما تجد كل ناكر للجميل إنسان لئيم وكذوب وبخيل ، وتلك الصفات الثلاث هي القاسم المشترك في سلك الإنسان الجاحد الناكر للجميل .
- ولكن ما أكثر النبلاء الذين لم يتوقفوا عن تقديم الخير وصنع المعروف رغم ما واجهوه من جحود ونكران للجميل ، لأنهم يجدون متعة في تقديم المعروف وخدمة الآخرين دون انتظار مكافأة من أحد [ وما لأحد عنده من نعمة تُجزى إلا ابتغاء وجه ربه الأعلى ولسوف يرضى ] ، وكما يقولون : " خدمت الشجر فأثمر وخدمت البشر فأنكر " ، وهناك مثل ياباني يقول : " عندما يتوقف المطر ننسى المظلة " .
من الآداب والسلوكيات الإيمانية :
1- الأدب مع الله عز وجل : باستحضار عظمته في القلب واستشعار معيته ورقابته في كل وقت – ذكره تعالى وشكره على نعمه بحسن عبادته واتباع أوامره واجتناب نواهيه [ فاذكروني أذكركم واشكروا لي ولا تكفرون ] – الحياء منه عند الميل لمعصيته والخوف من انتقامه [ إن الذين اتقوا إذا مسهم طائف من الشيطان تذكروا فإذا هم مبصرون ] – صدق التوكل والاعتماد عليه وحده ، رجاء رحمته وعفوه وغفرانه – حُسن الظن به في إنجاز وعده وإنفاذ وعيده فيمن شاء من عبيده – قراءة وحفظ ما تيسر من القرآن الكريم .
2- الأدب مع رسول الله صلى الله عليه وسلم :
الصلاة والسلام عليه عند ذكره – إحياء سنته وإبلاغ دعوته وإنفاذ وصاياه واقتفاء أثره – سؤال شفاعته – حفظ ما تيسر من أحاديثه وأدعيته [ قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ويغفر لكم ] [ لقد كان لكم في رسول الله أُسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الآخر وذكر الله كثيرا ] [ وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا ] .
3- الأدب مع الجار :
عدم إيذائه هو وأهل بيته بقول أو فعل – قضاء حوائجه – عدم كشف أسراره أو التطلع إلى عوراته – لا يذكر له عيبا في غيبته – لا ينصحه ولا ينتقده أمام الناس " من نصحك سرا فقد زانك ، ومن نصحك جهرا فقد شانك " – لا ينافقه على باطل – أن يعفو عن زلاته – أن يرفق به في عتابه – الصبر على تجاوزاته والدعاء له بالهداية – مشاركته أفراحه وأحزانه – الدفاع عنه ضد أي اعتداء أو ظلم ، وفي الحديث ( ما زال جبريل يوصيني بالجار حتى ظننت أنه سيورثه ) .
4- اختيار الأخ في الله :
أن تكون الأخوَّة في الله بحيث تخلو من شوائب الدنيا ومصالحها المادية – أن يكون حسن السمعة طيب الذكر – أن يكون تقيا لأن الفاسق الخارج عن طاعة الله لا يُؤمن جانبه ، فمن لا يخاف الله تعالى لا يخاف غيره – أن يكون عاقلا حكيما إذ الأحمق الجاهل قد يضر من حيث يريد أن ينفع .
5- الإحسان ( للوالدَين ، الأقارب ، اليتامى ، الخادم ، الحيوان ) :
للوالدين : حسن معاملتهما [ وبالوالدين إحسانا ] قضاء حوائجهما - الإنفاق عليهما ولو كانا غير محتاجين بمجاملتهما – كف الأذى عنهما – الدعاء والاستغفار لهما وإكرام صديقهما ، سواء في حياتهم أو بعد مماتهم [ وقل رب ارحمهما كما ربياني صغيرا ] .
الأقارب :
الزيارة – المودة – مشاركتهم المسرات ومواساتهم فيما يصيبهم – تقديم النُصح لهم – عدم التكبر على البسطاء منهم – الصبر على أذاهم – الإنفاق على المحتاجين منهم [ وآت ذا القربى حقه ] .
اليتامى :
المسح على رؤوسهم والبشاشة في وجوههم – ملاطفتهم – تأديبهم وتربيتهم دينيا وعلميا [ قل إصلاح لهم خير ] – عدم أذاهم وقهرهم – المحافظة على أموالهم – صيانة حقوقهم – رعايتهم وحل مشاكلهم – الإنفاق عليهم – ستر عورتهم – عدم المساس بكرامتهم .
الخادم :
إتيانه أجره قبل أن يجف عرقه – عدم تكليفه بما لا يطيق – احترام شخصيته وعدم إهانته – إرشاده وتوجيهه وتقديم النُصح له – أمره بالمعروف ونهيه عن المنكر وتذكيره برقابة وعقاب الله في الدنيا والآخرة – العفو عن أخطائه غير المقصودة .
الحيوان :
إطعامه – علاجه – الرفق به – نظافته .
6- حقوق الزوجين :
أ- حقوق مشتركة :
الأمانة – الإخلاص – عدم إفشاء الأسرار – المجاملات في المناسبات – المودة – الرحمة – الاحترام أمام الناس – المعاشرة بالمعروف – الصبر على التجاوزات – معاملة الأقارب بالإحسان .
ب- حقوق الزوج على الزوجة : قال صلى الله عليه وسلم ( لو كنت آمرا أحدا أن يسجد لأحد لأمرت المرأة أن تسجد لزوجها ) – الطاعة في غير معصية – حقوقه الشرعية – النظافة وحسن المظهر مع حفظ عرض الزوج وأسراره – عدم التبذير وحسن تدبير المنزل ورعاية الأبناء – الإلتزام بتعاليم الإسلام – عدم الخروج إلا بإذنه – عدم التبرج والاختلاط غير المشروع – ترجيح رأيه ما أمكن – مجاملته – العفو عن زلاته .
جـ - حقوق الزوجة على الزوج :
قال صلى الله عليه وسلم : ( استوصوا بالنساء خيرا فإنكم أخذتموهن بأمانة الله واستحللتم فروجهن بكلمة الله ) – الإنفاق – النُصح والتعليم – العفة – التقدير والاحترام وعدم الغلظة في القول والإهانة وعدم الاعتداء – مشاركة الزوج بالرأي ورعاية الأبناء – الحقوق الزوجية – الاستماع لرأيها والنقد البناء - نبذ العادات والسلوكيات والأقوال غير المشروعة .
7- إذا كان لديك صديق يحفظ سرك ويشاركك همومك وينصحك فلا تفرط فيه لأنك لن تعوضه - إذا كان لديك من المال ما يسترك ويجعلك في غنى عن الناس فاحمد الله على عطائه وتجنب التبذير في إنفاقه وأخرج زكاته – إذا كنت قادرا على أن تفعل الخير وتساعد الناس إذا ضاقت عليهم السبل فلا تتردد في أن تمد يدك لمن يحتاج العون [ والله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه ] – وإذا ضاق عليك الرزق فلا تنس أن الرزق من الله ولن تأخذ إلا ما كتب الله لك [ وفي السماء رزقكم وما توعدون ] – ولا تنظر إلى ما في يد الآخرين وارض بما قسمه الله لك [ ولا تمدّن عينيك إلى ما متعنا به أزواجا منهم زينة الحياة الدنيا لنفتنهم فيه ورزق ربك خير وأبقى ] .
( مهندس رزق الشناوي)