الرئيس السيسى يفتتح مركز مصر الثقافى الإسلامى
ويوجه التحيــة إلــى «الأيــدى العفيــة»
وجه الرئيس عبدالفتاح السيسي التحية والشكر إلى شباب مصر العاملين بالعاصمة الإدارية الجديدة، ووصفهم بـ «الأيدى العفية» التي تبنى وتعمل، وتحولت بجهدهم قطعة من الأرض كانت صحراء قبل فترة، إلى صرح معماري حضارى، جاء ذلك خلال افتتاح الرئيس مركز مصر الثقافى الإسلامى الذي قامت بتنفيذه شركة المقاولون العرب تحت إشراف الهيئة الهندسية للقوات المسلحة.
هذا وقد استمع الرئيس إلى شرح تفصيلى من أحد قيادات القوات المسلحة المشرفين على تنفيذه، أوضح فيه أن المشروع يقع على محور بن زايد الشمالى ويرتفع 24 مترا عن مستوى سطح المنطقة الشمالية.
دار القرآن
وقال إن المركز الثقافى يتكون من مركز إعلامي ومكتبة عامة، وأماكن لتحفيظ القرآن، إضافة إلى 160 محلا تجاريا تخدم المصلين.
ويحتوى المركز على مبنيين، يسع كل مبنى نحو 300 فرد، و«دار القرآن» مقسمة إلى 30 ديوانا، كل ديوان خاص بجزء من القرآن الكريم، بخلاف المناطق الداخلية للأبحاث والندوات التي تتم داخله.
واستمع إلى شرح تفصيلى من الدكتور أسامة الأزهري مستشار الرئيس للشئون الدينية قال فيه أن كل جزء فى المكان ناطق بآيات القرآن الكريم والزخارف البديعة التى تملأ وعي الإنسان، والجو المحيط به بجلال العظمة، لافتا إلى أن من القيم التي نرسلها للبشرية من الجزء الأول من القرآن الكريم (وَعَلَّمَ آدَمَ الْأَسْمَاءَ كُلَّهَا ثُمَّ عَرَضَهُمْ عَلَى الْمَلَائِكَةِ)، وهي أول رسالة العلم نتوجه بها من الدار إلى العالم بأكمله.
"الديوان 26"
وبعد ذلك، اصطحب الأزهرى الرئيس إلى ديوان آخر به «سورة يوسف»، ثم تابع الرئيس جولته متفقدا دواوين أخرى منها الديوان 26، وبه سورتا الفتح والحجرات، وقال الأزهري: «من سورة الحجرات نأخد للناس قيمة (يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا)، بينما تنطلق نظريات وفلسفات مغلوطة تدعى أن علاقة الشعوب والأمم والحضارات هي الصدام والصراع، بينما القرآن الكريم يقول (لتعارفوا)، ويمكننا تقديم نظرية إلى العالم عن (تعارف الحضارات)».
"ادخلوها بسلام"
وأضاف الأزهرى أن هناك ثلاثة مواضع فى القرآن الكريم وصفها الله بالأمان، الأول، جنات النعيم، (إِنَّ المتقين فِي جَنَّات وَعُيُونٍ، ادخُلُوهَا بِسَلامٍ ءَامِنِينَ)، والموضع الثانى، المسجد الحرام، (لَتَدْخُلُنَّ الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ إِن شَاءَ اللَّهُ آمِنِينَ)، أما عن الموضع الثالث فكان عن مصر(ادْخُلُوا مِصْرَ إِن شَاءَ اللَّهُ آمِنِينَ)، وأخذنا كلمة (آمنين) من الآيات الثلاث وتم تثبيتها وتكبيرها فى الموضع المذكور بكل آية.
هدية مصر للعالم
وأشار إلى أن مصر ذكرت فى التوراة والإنجيل والقرآن الكريم، وكذلك سيناء أيضا، فى إشارة إلى ما تحظى به مصر من تقدير فى سائر الكتب السماوية والوحى الإلهى.
واختتم الرئيس جولته بتفقد أثمن ما أهدى إلى «دار القرآن» وهو مصحف سيدنا عثمان، ويزن 80 كيلو جراما، ويشتمل على 1087 صفحة بالخط الكوفي القديم غير منقوط أو مشكل أو مقسم إلى أحزاب وأرباع.
واختتم الأزهرى شرحه بأن دار القرآن ستكون مقصدا للزائرين من أنحاء العالم، ومنارة و هدية مصر للعالم بأكمله.
8000 مهندس وفني وعامل
جدير بالذكر أن مركز مصر الثقافي الإسلامي قامت بتنفيذه شركة المقاولون العرب تحت إشراف الهيئة الهندسية بالقوات المسلحة وقد شارك في تنفيذه 8000 مهندس وفني وعامل من جميع فروع وإدارات شركة المقاولون العرب وهو يتوسط قلب الحي الحكومي بالعاصمة الإدارية الجديدة وهو يتسع لعدد 107 ألف مصلي و تبلغ مساحة المسجد 19100 متر مربع ويحتوي على 3 مداخل رئيسية يعلوها قباب إسلامية بالإضافة إلى مدخل خدمى رابع.
"قباب ومآذن"
ويتكون المسجد من صحن الصلاة بمساحة 9600 متر مربع يعلوه قبة إسلامية رئيسية بقطر داخلي 29.5 متر بلغ وزن القبة 45 طن وتم رفعها بواسطة 24 رافع هيدروليكي واستغرق رفع القبة 4 أيام لإجراء عملية الرفع والتثبيت.
ويضم المسجد 6 قاعات تبلغ مساحة القاعة الواحدة 350 م2 و تعلو كل منها قبة إسلامية.
أما بالنسبة للمآذن فهى الأعلى ارتفاعا حيث ترتفع المأذنتين حوالى 140 م عن سطح الساحة العلوية تبلغ المساحة الكلية للواحدة 1600 م2 وهي مزودة بعدد 2 أسانسير لكل مئذنة كما يتوفر بالدور الأرضى للمئذنة الفراغات المختلفة من حمامات ومتجر هدايا ومكتب إداري وغيرهم من الخدمات اللازمة للمبنى ويتوسطه سلم شرفي يصل لارتفاع 133 م من المئذنة مع مصعد لذوي الإحتياجات الخاصة.
بالإضافة إلى الأرقام القياسية التي تم تسجيلها أثناء تنفيذ مسجد مصر والمركز الثقافى فقد تم استخدام طرق تنفيذ لم يتم العمل بها من قبل تتمثل فى تنفيذ القبة الرئيسية للمسجد من الحديد الصلب عالي المقاومة وتم عمل التشطيبات من الخارج والداخل وكذلك تثبيت حوامل النجف الرئيسية قبل رفع القبة.