« الأخطبوط » أذكى المخلوقات..
تموت الأم قبل خروج صغارها للحياة
تبدو الأخطبوطات غريبة كأي مخلوقات «خرافية»، لكن المثير أن حلقة الانبهار لا تتوقف عند هذه المحطة فهذا المخلوق له ثلاثة قلوب وثماني أذرع، لكل ذراع منها نظام عصبي خاص بها.
الأخطبوط أيضاً يمكنه تغيير لون جلده في أقل من ثانية، بينما دمه أزرق اللون وليس أحمر، وعندما يشعر بأن خطراً ما يهدده ينفث سحابة من الحبر وينطلق بسرعة في الاتجاه المقابل.
ويتمتع الأخطبوط بحاستي نظر ولمس قويتين جدا، وحمضه النووي لا يتشابه مع حمض أي كائن حي آخر على كوكب الأرض، ويوجد منه زهاء 200 نوع في العالم، ويتخفى من المفترسات مستخدماً أعقد أساليب التمويه في الطبيعة.
وليس للأخطبوطات عظام، كما أن الأجزاء الصلبة الوحيدة بأجسامه هي منقار يشبه منقار الببغاء، ولبٌّ غضروفي حول الدماغ، حتى بات أذكى مخلوقات البحار وأكثر كائناتها إثارة للدهشة كما أن هذا الذكاء نابع من قدرته على المرونة في التكييف مع البيئة التي يتواجد فيها؛ حيث تبين للعلماء أن له قدرة على التكيف في قاع المحيط والمختبرات على حد سواء، بحسب ما ذكره موقع . snopes
يمتاز الأخطبوط بأنه سيد فن التنكر فهو يغير مظهره بسرعة لكي ينسجم مع شكل محيطه، والبقع الموجودة عليه هي خلايا مليئة بالأصباغ وفي حال فتح الأخطبوط الخلايا كلها سيظهر بلون أحمر مع نقط بيضاء.
يتغذى الأخطبوط على السلطعانات والحلزون والأسماك والبطلينوس ثنائي الأصداف والحيوانات البحرية الأخرى، وجميع أصناف الأخطبوط سامة، والتي تقتل فريستها بعضها بمنقارها القوي وحقنها بالسم.
عادة ما يعيش الأخطبوط في جحر تحت الصخور على قاع المحيط أو بالقرب منه، وهو يبقى عادة في الجحر الأسبوع أو أسبوعين ثم ينتقل بعده إلى جحر جديد. تعيش بعض أصناف الأخطبوط أيضا في أصداف البطلينوس الفارغة.
للأخطبوط أعداء خطيرون فالقرش والأنقليس والدّلفين تحب صيد الأخطبوط، ولكنه يتمكن من الهرب منهم بذكاء، فهو بارع في التموه إذ يمكنه أن يغير من لونه وشكله وحتي ملمس جلده لكي يشبه البيئة المحيطة به، فيساعده ذلك على تجنب الضواري، كما يحمل على جسمه أكياساً خاصة تنفث حبر أسود، وحين يطارده عدو ما، يطلق الأخطبوط غمامة من الحبر لكي يربك عدوه ويهرب منه.
في حياة الأخطبوط القصيرة التي لا تتجاوز السنوات الأربع مشاهد درامية قاسية، فالذكر عندما يضع حيواناته المنوية عليه الفرار بسرعة وإلا سيكون فريسة للأنثي أما الأنثي فعليها أن تجد ملاذا آمنا لفقس بيضها وفي ذلك الوقت تتوقف عن تناول الطعام.
وتقضي الأم كل وقتها في رعاية بيضها وتنظيف ملاذ صغارها، وتنتظر الأم الموت البطيء وهي تنتظر مصيرها المحتوم؛ حيث لن تتمكن من رؤية صغارها ولا أن تلقنهم دروس الحياة.
وفي بعض الأحيان قد تمزق الأم جلدها وتأكل أطراف مخالبها وكأنها تقدم علي الانتحار، وفي الوقت الذي يقارب فيه صغار الأخطبوط على الخروج من البيض إلى الحياة تكون الأم قد قاربت على نهايتها.
هنا تنتهي محطة الأم وتموت وتترك صغارها يخرجون للحياة دون أن تراهم بعينيها أو تمنحهم الدفء أو تعلمهم أساليب الحياة.. هنا في عالم الأخطبوط تولد حياة الصغار من موت الأم.
إعداد : مصطفى محمد على