حسن الظن من شيم الكرام
يحكي أن في يوم من الأيام كان هناك سيداً ثرياً أقام عشاءً عظيماً ودعا إليه كل أفراد قريته الذين كانوا يعملون في كرمه وعطاءه، وقد أعد هذا السيد مفاجأة لم يفصح عنها خلال هذا العشاء، وعندما اقتربت الساعة اجتمع الناس في ساحة القصر، ولكن لم يكن أحداُ مستعداً للدخول، حيث دارت في عقول الجميع تساؤلات عديدة وأخذوا يتحدثون فيما بينهم فقال أحدهم : لاشك أن السيد قد جمعنا اليوم ليطالبنا بديوننا التي نحن عاجزون عن تسديدها، وهذه فرصة سانحة أمامه ليقوم بذلك ,وقال آخر: لاشك أن السيد سوف يلزمنا بفوائد وضرائب غالية الثمن، فيستعبدنا ويستعبد أبناءنا لخدمته. وبهذه الطريقة بدأ الجميع ينسحب شيئاً فشيئاً من أمام القصر وراح البعض الآخر ينتظر في الخارج متشككاً بنية السيد وهدفه من وراء هذه الدعوة، إلا شاباً واحداً فقط، كان يستمع في صمت وهدوء إلي حديث هؤلاء الأشخاص دون أن يعقب عليه وصمم علي الدخول لتلبية دعوة العشاء وتجاهل نظرات الآخرين الموجهة إليه وقال لهم لوكان فاعلاً ماتدعون لما أقام وجبة عشاء لكم .
وقد كانت المفاجأة الكبري عندما دقت ساعة العشاء وأقفل باب القصر وعاد الجميع إلي منازلهم، حيث تمتع هذا الشاب مع سيده بوجبة عشاء عظيمة وكانت المفأجاة التي خبأها السيد والتي أعلنها في نهاية العشاء هي الإعفاء النهائي عن كل الديون والضرائب وكان ذلك من كرم وجود السيد، فخرج الشاب سعيداً فرحاً بينما خسر كل أهل المدينة بسبب سوء ظنهم وشكوكهم .. فحسن الظن من شيم الكرام .
أحمد السعدي
مدير العلاقات العامة فرع جنوب الوادى