النتائج المترتبة عن الحوادث والإصابات والأمراض
المهنية فى صناعة المقاولات
يتحدث المهندس عاصـم المزاحى مدير جهاز السلامة والصحة المهنية فى هذا العدد عن أنه حسب أخر إحصائيات لمنظمة العمل الدولية للحوادث والإصابات يفقد كل عام 2.78 مليون شخص حياتهم بسبب حوادث وأمراض مهنية مرتبطة بعملهم بمعدل وفاة أكثر من خمسة أشخاص كل دقيقة , كما يتعرض العاملون لحوالى 374 مليون حادث مهنى لا تؤدى للوفاه بالعمل سنوياً.
* وقد أصبحت الأمراض المهنية مثل السرطان وأمراض الجهاز التنفسى وتلك المتعلقة بالدورة الدموية , تمثل خطراً داهماً وتسبب فـى 70% من حـالات الوفــاة فى العـالم حسـب أخــر تقـاريـر الأمم المتحدة.
* وقد بينت الإحصائيات العددية أن الإصابات المميتة والغير مميتة والأمراض المهنية تكبد الأقتصاد العالمى تكلفة تعادل 4% من إجمالى الناتج المحلى.
* وللحوادث والإصابات خسائر واضرار فادحة مادية ومعنوية مباشرة وغير مباشرة بخلاف الأعباء المالية التى كان بالإمكان تفاديها , ويتأثر الجميع من الحوادث سواء كان العامل المصاب أو أسرته أو الشركة التى يعمل بها. فيتعرض المصاب للألام والمعاناة نتيجة تعرضه لحادث قد يؤدى إلى عجز جزئى أو كامل نتيجة فقدان أو تعطل أحد أجهزة الجسم وقد يصبح بذلك فى عداد المعاقين , ولا يقتصر التأثير على المصاب فقط لكنه يمتد إيضاً إلى أسرته فمهما أخذت الأسرة من تعويض لا يغنى عن إن رب الأسرة أصبح معاق وغير قادر على تلبية إحتياجات أسرته فى كافة النواحى , وكذلك الشركة التى يعمل بها فربما يكون العامل من أمهر العمال فى تخصصه , وقد يكون فى بعض الحرف التخصصية التـى مـن الصعــب مــلء مكـانه بشـخـص ممـاثل مـن حـيـث الخبرة والمهارة.
* وللبدء فى إيجاد العامل البديل سوف يأخذ الكثير من الجهد والمال والوقت , وبالتالى يتأثر الموقع والنشاط الذى يعمل به العامل بالمشروع . مما يؤدى إلى تأخير باقى الأنشطه المترتبه على ذلك النشاط الذى يعمل به , بالإضافة لغرامات تأخير على المشروع وقد يكون مشروع قومى كمشروعات الشركة التى يقع على عاتقها تلك النوعـية مـن المشــروعات التى لا يسـمح بالتأخــير بها ولو لساعة واحدة.
* ولإصابات العمل والأمــراض المهنية التى تنتج عن ظروف بيـئة العــمل الغـــير آمنة , آثار سلبية تظــــهـر فى أيام العــمل الضـائعة
(المفقودة) بسبب إصابات العمل والأمـراض المهنية وكذلك فى حالة عدم كفاية إجراءات الســـــلامة والصــــــــحة المهــــــنية فى المشروعات والتى تنعكس بدورها على العمال والموقع.
* ويضيف المهندس أحمد سعد الدين أحمد مـدير بجهاز السلامة والصحة المهنية بأن المرض المهنى هو المرض الذى ينشأ بسبب التعرض لعوامل بيئة العمل الغير آمنة المصاحبة للعمل وتشمل إصابات العمل المهنية بعض الأمراض التى تصيب الرئتين أو قد تصيب أجزاء أخرى من الجسم مثل ضعف حاستى السمع والبصر أو فقدانهما بسبب العوامل البيئية المصاحبة للعمل.
* ومع أنه لايوجد إصابة ظاهرية فى مثل تلك الحالات إلا إنها تعتبر إصابة عمل إذا كان لها علاقه بالعمل. كما أن التعرض فى العمل لعوامل ينشأ عنها أحد الأمراض المهنية مثل التسمم أو التعرض لغبار أو رذاذ أو أبخرة بعض المواد كالزئبق والرصاص أو التعرض للضوضاء , وإختلاف الضغط أو التعرض للوهج المباشر أو إرتفاع أو إنخفاض درجة الحرارة . قد تصيب العامل بفقدان السمع أو البصر أو غيرها.
* ولا تقتصر تكاليف الحوادث والأمراض المهنية على التكاليف المباشرة لعلاج المصاب وصرف تعويضاته ومستحقات أيام علاجه وبعده فقط بل تتعدى ذلك إلى تكاليف الخسائر فى المعدات والمواد وتعطيل العمل بالموقع , وفى الحقيقة أن التكاليف الغير مباشرة للحوداث والأمراض المهنية تزيد مراراً عن التكاليف المباشرة.
* كما أن الحوادث والأمراض المهنية تؤثر سلباً وبشكل مباشر فى تقدم الأعمال بالمشروع فكلما زادت الحوادث والأمراض المهنية كلما تعرقل وأنخفض مستوى تقدم الأعمال بالمشروع وخاصه إذا ما أدت الحوادث إلى خسارة فى المعدات والمواد وتلفيات فى موقع العمل بالمشروع والتى تحتاج إلى وقت كبير , بالإضافة إلى الأموال اللازمة لتبديل التالف وإعادة الأوضاع إلى ما كانت عليه قبل الحادث.
* كما تؤثر الحوادث والأمراض المهنية تأثيراً بالغاً فى معنويات العمال وخاصة إذا ما حدثت بكثرة فيصبح العامل وكأنه ينتظر دوره ويؤدى ذلك بالطبع إلى صرف إنتباههم وتركيزهم عن أداء عملهم بالشكل المطلوب , وقد يفكر العاملون فى البحث عن أماكن عمل أخرى تتوافر فيها السلامة والأمان , وهذا طبيعى لأن الإنسان لا يحب أن يعمل فى أماكن غير آمنة وسلامته فيها مهددة.