دَنْدَرة من مدينة وعاصمة سياسية إلى قريـــة بصعيد مصر
دندرة كانت عاصمة الإقليم السادس ، وكانت تعامل كمركز إداري إقليمي بجانب العاصمة السياسية ،واقعة بالبر الغربي لنهر النيل بصعيد مصر ( قــنا ) بجوار الجبل الغربي وقد خربت ولم يبق منها إلا أطلالها ومعبد " هاتور" الشهير بها حاتحور وكانت تسمى نيتنطورى (معناها خشب الصفصاف) وذكرها المقريزي في خططه بأنها إحدى مدن الصعيد الأعلى القديمة بناها قفطريم ابن مصرايم بن بيصر بن حام بن نوح عليه السلام وبها بربا عظيمة فيها مائة وثمانون كوة تخل الشمس في كل يوم من كوة حتى تأتى على آخرها ثم تكر راجعة إلى حيث بدأت ، واكتسبت شهرتها من خلال المعبد الذي يحمل اسمها .
وقرية دندرة الحالية على شاطئ النيل أنشاها العرب غرب مدينة قــــنا ولقد ذكرها اليعقوبي وغيره أن دندرا من كور مصر بالصعيد الأعلى ، وذكرها أندرا ياقوت الحموي في البلدان وفى دفاتر الروزنامة القديمة سنة 1231هـ عرفت بدندرة .
ووردت في التحفة السنية لإبن الجيعان بأن دندرا وجزائرها مساحتها8691 فدان وعبرتها ( أى خراجها) 3000 دينار ، وفي الخطط التوفيقية لعلى باشا مبارك ، حيث أنه يكثر بها النخيل وشجر الدوم ومن أهلها ( أي قاطنيها ) جماعة يقال لهم الأمراء والهوارة وأشراف الجعافرة ،وقد نشأ بها أكابر العلماء - كما جاء بالطالع السعيد للأدفوى - أحمد بن عبدالله صدر الدين الدندرى عالماً فاضلاً تصدر بدار الحديث بقوص للقراءة عليه ومنها ايضاً محمد بن عثمان المنعوت بشرف الدين الدندرى إستوطن قــنا وناب في الحكم عن قـاضيها .
وحديثاً جاء إنشاء مركز دندرة الثقافي ليلقي الضوء على أهمية هذا المكان التراثي وأقدم معالم المدينة وهو معبد دندرة ومساهمة من ابناء القرية في النهوض بالخدمات الإجتماعية والتجارية والسياحية لمنطقة جنوب الصعيد بقنــا .
مهندس / بخيت تركى عبدالله طايع
مدير تنفيذ بإدارة المشروعات الكهروميكانيكية
للمياه والصرف والمصانع