سلوكيات إيمانية ومعيشية
· قال الله تعالى : [وَإِن تَعُدُّوا نِعْمَتَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا ? إِنَّ الْإِنسَانَ لَظَلُومٌ كَفَّارٌ] , إن تفعيل معنى الآية الكريمة يكون بالشكر على نعم الله تعالى قولاً وعملاً , أي باللسان وأعمال الخير [وَأَحْسِنْ كَمَا أَحْسَنَ اللَّهُ إِلَيْكَ] وإن تجاهل ذلك , وإعتبار أن هذه النعم هي حق مكتسب نتيجة جهد بشري هو جحود بنعم الله , وهو مرض خطير يورث عدم الإحساس بفضل الله وعطائه ومن ثم عدم شكر المنعم جل وعلا , مما يوجب سخطه وغضبه ونقصان أو زوال هذه النعم [وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِن شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ ? وَلَئِن كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ] .
· من مظاهر نعم الله التي يتجاهلها البعض حيث لا يؤدي حق الله في شكره عليها وإبتغاء مرضاته ودوام نعمه وزيادتها : أن تتعود الدخول على أهل بيتك كل يوم وتجدهم بخير وفي أحسن حال, والبيت في سعة والأثاث في جودة فتكون مسروراً ولا تحمد الله على هذا كله [وَلَوْلا إِذْ دَخَلْتَ جَنَّتَكَ قُلْتَ مَا شَاءَ اللَّهُ لا قُوَّةَ إِلا بِاللَّهِ] .
· أن تذهب للتسوق وتضع ما تريد في العربة وتدفع الثمن ومعك ما يزيد من الفائض المالي دون الإحساس بالمنعم وشكره ظناً منك أن هذا أمر عادي وهو حقك في الحياة , وكأنما لسان حالك يقول كما قال قارون [إِنَّمَا أُوتِيتُهُ عَلَى عِلْمٍ عِنْدِي] .
· أن تستيقظ كل يوم وأنت في أمان وأن تدخل الحمام وأنت لا تشكو من أي علة دون أن تحمد الله بعد خروجك , وفي الحديث الشريف (مَنْ أَصْبَحَ مِنْكُمْ آمِنًا فِي سِرْبِهِ مُعَافًى فِي جَسَدِهِ عِنْدَهُ قُوتُ يَوْمِهِ فَكَأَنَّمَا حِيزَتْ لَهُ الدُّنْيَا بِحَذَافِيرِهَا) .
· أن تأكل ما تشتهي وهناك من بات جائعاً , أو من يملك طعاماً ولا يستطيع أن يتناوله لأسباب مرضية , ولا تقول الحمدُ للهِ الذي عافَانِي مِمَّا ابْتلاكَ به ، و فَضَّلَنِي على كَثيرٍ مِمَّنْ خلق تَفضِيلًا.
· إذا دخلت بيتك وقد أنعم الله عليك بالستر والمودة والهناء العائلي بوجود أم أو أب أو زوجة وأطفال في أحسن حال ووفاق , ولا تنطق بكلمة شكر لله [رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ].
· إذا سُئلت عن حالك قلت ( لا جديد ) ولا تقول الحمد لله على كل حال , وهي عبارة تحمل الرضا بما قسم الله .
· عطاء الله الذي إختصك به دون غيرك , فكم من آمن أصبح خائفاً , وكم من صحيح أصبح سقيماً , وكم من عامل أصبح عاطلاً , وكم من غني أصبح محتاجاً , وكم من مبصر أصبح ضريراً , وكم من معافى أصبح عاجزاً , وكم من حر أصبح سجيناً - قل الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات .
· هداية الله للإنسان المتمثلة في حسن خلقه ونشأته [الَّذِي أَحْسَنَ كُلَّ شَيْءٍ خَلَقَهُ] , وكل أمور دينه ودنياه وتسخير مخلوقاته له , وأداء وظائف أعضائه وجوارحه , وإستجابة دعائه وكشف ضره , وكف أذى شياطين الإنس والجن عنه , وهدايته إلى الطريق الذي يحقق الخير له , ثم ينسى شكر الله فيقول : [الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي هَدَانَا لِهَ?ذَا وَمَا كُنَّا لِنَهْتَدِيَ لَوْلَا أَنْ هَدَانَا اللَّهُ ? ] .
· إن هذه الدنيا دار إلتواء لا دار إستواء [لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ فِي كَبَدٍ] من عرفها لم يفرح لرخاء ولم يحزن لشقاء , فإن بلاء الدنيا هو ثمن لعطاء الآخرة , وعطاء الآخرة عوض عن بلاء الدنيا , فالله تعالى يأخذ ليعطي ويبتلي ليجزي [وَلَنَجْزِيَنَّ الَّذِينَ صَبَرُوا أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ] .
- لا تستقيم الحياة الدنيا لإنسان , يأتيه المال فيفقد الطمأنينة وراحة البال , تأتيه الطمأنينة فيفقد المال , تأتيه الطمأنينة والمال فيفقد الزوجة الصالحة , تأتيه الزوجة الصالحة فيفقد الأولاد الأبرار , يأتيه الأولاد الأبرار والزوجة الصالحة لكن ليس لهم دخل يكفيهم , يأتيه دخل يكفيهم ولكن أولاده أشرار .
- إن هذه الدنيا ركبت على النقص رحمة بنا , فليس من الحكمة أن تأتي الأمور بالكمال الذي نشتهيه [وَلَوْ بَسَطَ اللَّهُ الرِّزْقَ لِعِبَادِهِ لَبَغَوْا فِي الأَرْضِ وَلَكِنْ يُنَزِّلُ بِقَدَرٍ مَا يَشَاءُ إِنَّهُ بِعِبَادِهِ خَبِيرٌ بَصِيرٌ] .
· من أجل التعايش السلمي بين البشر دون تصادم هناك قواعد لا بد من معرفتها لقبول الإختلاف مع الآخرين , من ذلك :
- أنا لست أنت – ليس شرطاً أن تقتنع بما اقتنع به أنا " قولي صواب يحتمل الخطأ وقول غيري خطأ يحتمل الصواب " – ليس من الضروري أن ترى ما أرى , فالإختلاف في تقييم الأمور شيء طيب في الحياة - معرفة الناس للتعايش معهم لا لتغييرهم - ما تصلح له أنت قد لا أصلح له أنا - المواقف وأحداث الحياة قد تغير نمط ومفاهيم الناس - فهمي لك لا يعني الإقتناع بما تقول - عدم الرد على إقتراح أو رأي لا يعني الموافقة عليه - ما يزعجك ممكن ألا يزعجني - الحوار للإقناع وليس للإلزام - ساعدني في توضيح رأيي - ساعدني في أن أفهم وجهة نظرك - لا تقف عند ألفاظي وإفهم قصدي بتدبر وإمعان - لا تحكم عليَّ من لفظ أو سلوك عابر - لا تتصيد أخطائي - لا تمارس عليَّ دور المعلم والأستاذ - إقبلني كما أنا حتى أقبلك كما أنت - لا يتفاعل الإنسان إلا مع المختلف عنه - إختلاف الألوان يعطي جمالاً للوحة - عاملني بما تحب أن أعاملك به - لا تنصحني أو تحرجني أمام الناس - لعبة كرة القدم تكون بفريقين مختلفين - ابنك ليس أنت وزمانه ليس زمانك - لو أن الناس بفكر واحد لقُتِل الإبداع - إن كثرة الضوابط تشل حركة الإنسان - الناس بحاجة للتقدير والتحفيز والشكر - لا تبخس عمل الآخرين - انظر للجانب الإيجابي في شخصيتي - إبتسم وأنظر للناس بإحترام وتقدير مهما تأزمت المواقف وإختلفت الآراء - إن حميت ظهرى فأنا أحمي ظهرك - الحياة تتسع لي ولك ولغيرنا - ما يوجد يكفي الجميع - أنا وأنت ننجز العمل سوياً وبسرعة وكفاءة أفضل من الجهد المنفرد - كما لك حق فلغيرك حق - يمكنك أن تغير نفسك ولا يمكنك أن تغيرني إلا برغبتي - تقبل إختلاف ونقد الآخرين وراجع وطور نفسك - تكسيرك لمجاديف غيرك لا يزيد أبداً من سرعة قاربك - تستطيع أن تغير إتجاه السفينة ولكن لا تستطيع تغيير إتجاه الرياح .
وبالله التوفيق ..
م/ رزق الشناوى
دبلوم المعهد العالى للدراسات الإسلامية
دبلوم معهد إعداد الدعاة