بطولات
من سجلات حرب أكتوبر المجيدة
مرت 46 عاماً علي حرب السادس من أكتوبر المجيدة التي أثبتت للعالم أجمع قدرة المصريين علي إنجاز عمل جسور، يستند إلي شجاعة القرار، ودقة الإعداد والتخطيط، وبسالة الأداء والتنفيذ، .. وكأن أحداثها بالأمس القريب 00نتذكر من خلالها التضحيات التي بذلها رجال هانت أرواحهم الطاهرة الزكية، ولم تهن مكانة الوطن في قلوبهم، فقهروا المستحيل وضربوا أروع صور البطولات المصرية التي سجلها التاريخ بحروف من نور لنحيا كراماً ومن هؤلاء الأبطال..
"الطيار المصري "
اللواء طيار أحمد المنصوري الشهير بـ "الطيار المصري المجنون" الذي يحكي لنا لماذا وصفوه بـ"الطيار المجنون" قائلا: الطيارين اليهود هم من أطلقوا عليَّ هذا اللقب، وأنا أعتبره بمثابة تكريم لي من جيش الدفاع الإسرائيلي، بعد انتهاء حرب أكتوبر 1973، والتي استطعنا من خلالها قطع يد إسرائيل، وأن هذه المناورة تسمي "مناورة الموت الأخير"، فعندما شعرت بأنني سأموت وأن طائرات العدو خلفي، قررت ألا أموت بمفردي وأنه يجب أن يشاركني الموت أحد طياري العدو، لذلك قررت أن أقوم بهذه المناورة، وبالفعل نزلت بمقدمة الطائرة نحو الأسفل واندفعت بأقصى سرعتي، فاعتقد الطيارون اليهود العدو أنني سأقوم بالإنتحار حينها رفعت رأسي لله وناجيته وقلت له: أنا بقاتل في سبيلك، شوفلك حل فيا، أنا كده روحت أونطة، وهاموت والطيارة هاتتكسر" وتابع قائلاً : "بعد إطفائي لمحركات الطائرة ومع اقترابي السريع للأرض، ظهرت هالة من التراب اعتقد اليهود حينها أن طائرتي دُمرت، ولكن الله استجاب لدعائي وبعض بضعة ثوانٍ فوجئ اليهود بإنطلاق الطائرة من الأرض مرة أخرى مثل الصاروخ، ما جعلني في وضعية خلف طائراتهم ومن ثم أطلقت على الطائرة التي كانت تلاحقني صاروخين ودمرتها بفضل الله، وكانت هذه الشهادة أول تكريم لي من الجيش الإسرائيلي العدو، وثاني تكريم لي جاء من الرئيس السيسي في العيد الأربعين لحرب أكتوبر عن القوات الجوية بأكملها، على الرغم من أنني أقل مقاتل فيهم ولكن المفارقة أنهم شهداء الآن وأنا ما زلت على قيد الحياة"
القوات البحرية
الفريق أول فؤاد ذكري قائد القوات البحرية في حرب أكتوبر 1973م , وأول قائد مصري للبحرية يقود أسطولها الحربي في حرب حقيقية ويحقق انتصارًا تاريخيًا منذ عصر (إبراهيم باشا) أمير البحرية الأسبق، ويعد من أبرز قادة القوات البحرية في التاريخ المصري الحديث، وهو الذي خطط للضربة البحرية التي تحدث عنها العالم كله، وكانت إشارة النصر في حرب أكتوبر 1973 م، وهي حصار مضيق باب المندب والذي جعل إسرائيل لا تنام بسبب آثاره السلبية عليها ففي مساء الخامس من أكتوبر 1973 صدرت الأوامر للقوات بالتوجه فورًا إلى مواقع محددة عند مضيق باب المندب في سرية تامة عند نقط تسمح لها بمتابعة حركة جميع السفن العابرة في البحر الأحمر راداريًا وتفتيشها، ولم تجرؤ سفينة إسرائيلية واحدة على عبور المضيق طوال الحصار، كما انتشرت الغواصات المصرية بين المنطقة ما بين جدة وبور سودان وكانت مكلفة بتدمير أي وحدة بحرية متجهة شمالًا إلي ميناء إيلات، ونفذت هذه الوحدات مهامها على أكمل وجه.
قوات الصاعقة
أما اللواء نبيل شكري قائد قوات الصاعقة فيقول يوم 17 أكتوبر صدرت التعليمات من الجيش الثانى للمجموعه 129 صاعقة بقيادة علي هيكل أن تقوم بدفع الكتيبة 73 فى منطقة الدفرسوار وأبو سلطان وفعلاً تم الدفع بها والإشتباك مع العدو وكان وقتها لايزال التقديرات الأولية أن قوات العدو تتكون من كتيبة فقط ولكن بعد وصول الكتيبة 73 والإشتباك مع العدو إتضح أن قوات العدو تتكون من لواء بقياده شارون وهنا تم الدفع بالمجموعه 139 بقيادة أسامة إبراهيم مع قوات المظلات التي دفعتها القيادة ، وتم منع شارون من دخول الإسماعيلية وكان الوضع متداخل بين القوات لدرجة أن المسافه بين القوات حوالى 500 متر والطرفين كانوا يشاهدون بعض بسهولة وكان هناك دور للصاعقة فى صد الهجوم بالثغرة فى إتجاه الهجوم ولكن كانت العمليات لهم محدودة لأن العدو كان قد تمكن من الدخول بحجم قوات كبير وكانت طبيعة الأرض لاتناسب عمل الصاعقة وأتذكر أن الكتيبة رقم 43 بقيادة المقدم زغلول فتحي من المجموعة 127 المتواجدة فى نطاق الجيش الثالث إستطاعت أن تحاصر النقطة الحصينة فى لسان بورتوفيق حتى إستسلم لهم الجنود وتم أسر37 فرداً من العدو وكان ذلك يوم 13 أكتوبر وتم الإستيلاء على 3 دبابات سليمة وجميع الأسلحة الموجودة بالنقطة القوية.
500 شهيد للمقاولون العرب
يقول المهندس عثمان أحمد عثمان فى كتابه «تجربتى» عن دور الشركة الرائدة فى الإستعداد لحرب أكتوبر: «المقاولون العرب اكتسبت خبرة كبيرة فى عملية بناء السد العالى، وإستطاعت أن تنفرد بتنفيذ ما لا تستطيعه أى شركة غيرها فى المنطقة كلها، وأسندت الدولة إلى الشركة بناء قواعد حائط صواريخ الدفاع الجوى، لقطع الذراع الطويلة للطيران الإسرائيلى، كما أسندت الدولة للمقاولون العرب بناء حظائر الطائرات حتى لا تكون طائراتنا فى متناول يد الطيران الإسرائيلى، كما حدث فى يونيو 1967، و1956، ونجحت المقاولون العرب فى تنفيذ تلك المهمة الكبيرة فى أوقات قياسية وقوة فنية خارقة وصلت إلى أعلى مستويات الدقة فى التنفيذ، الأمر الذى مكن الشركة من أن تتخصص فى هذا النوع من الإنشاءات ليس فى مصر وحدها ولكن فى المنطقة العربية كلها، بشكل لم يصل إليه مستوى أداء أى شركة عالمية فى مجال تلك الإنشاءات وقد تصدينا لتلك الأعمال تحت أقسى الظروف فى جو من التحدى الرهيب الذى يجعلنى أقول: إن بناء دشم الطائرات وقواعد الصواريخ كان ملحمة نضال رائعة للمقاولون العرب وليس تعبيراً عن ملكات الفن الإنشائى وحده، وكان لنا شهداء شرفاء، سقط منهم على الضفة الغربية للقناة 500 شهيداً فى يوم واحد أثناء بناء حائط الصواريخ، ، فى مدة لا تتجاوز شهرين وكثف طيران العدو من غاراته على كل إنشاء جديد، لكى ينسف ويدمر كل ما تصل إليه يده، وواصل أبناء المقاولون العرب الليل بالنهار، فى ملحمة صراع هائلة من أجل إقامة المنشآت الجديدة، ولكن لإعادة بناء كل ما يقوم الطيران الإسرائيلى بتدميره، وكان التحدى قد وصل إلى قيام الطيران الإسرائيلى بهدم إحدى القواعد بعد بنائها أكثر من 5 مرات ومع ذلك نجحوا فى إقامتها رغم أنفه، وفى كل مرة كان يسقط من أبناء المقاولون العرب الشهيد تلو الآخر، ولكن كان يرتفع بناء القواعد حجراً فوق حجر، وإنتصروا لإرادة أمتهم.
وفي النهاية تبقي كلمة.. مصر ولادة ولا تنسي تضحيات أبنائها وغنية بجنودها وعمالها وعلمائها وستظل شامخة علي مر التاريخ بجيشها وشعبها حفظها الله من كل سوء ورعاها..
ولد الهدى فالكائنات ضياء .... وفم الزمان تبسم وسناء
كل عام وأنتم بخير بمناسبة المولد النبوي الشريف المولد النبوي الشريف والذي يتواكب ذكراه العطرة مع صدور هذا العدد ولا أجد أفضل ولاأجمل ولا أرق من كلمات في وصفه بعد قوله تعالى لنبيه الكريم صلى الله عليه وسلم : (( وَإِنّكَ لَعَلَىَ خُلُقٍ عَظِيمٍ ))،وصف غير المسلمين للنبي محمد صلي الله عليه وسلم وهم:
*غاندى – الزعيم الهندى " محمد يملك بلا منازع قلوب ملايين البشر ".
* مؤلف موسوعة قصة الحضارات - ول ديورانت " محمد أعظم عظماء التاريخ ".
*الكاتب الإنجليزي - كارليل " إنى لأحب محمداً لبراءة طبعه من الرياء والتصنع ".
* الأديب البريطانى -جورج ويلز " محمد أقوى من أقام دولة للعدل والتسامح ".
*الأديب الروسى الشهير - تولستوى " شريعة محمد ستسود العالم لإنسجامها مع العقل والحكمة ".
*المفكر الفرنسى - لامارتين "محمد هو النبى الفيلسوف الخطيب المشرع المحارب قاهر الأهواء وتساءل هل هناك من هو أعظم من النبى محمد ! " .
*الأديب الإنجليزى الشهير - برنارد شو " إن العالم أحوج ما يكون إلى رجل فى تفكير محمد حيث لو تولى محمد أمر العالم اليوم لوفق فى حل مشكلاتنا بما يؤمن السلام والسعادة التى يرنو السلام إليها ".
*مؤلف كتاب ( الخالدون المئة ) - مايكل هارد " الرجل الوحيد فى التاريخ كله الذى نجح أعلى نجاح على المستويين الدينى والدنيوى " ألف مايكل كتاب الخالدون المئة ووضع على رأسهم سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم قبل إسحق نيوتن والمسيح عيسى ( مع العلم أن الكاتب مسيحى ) .
عمرو صبري