نمذجة معلومات المنشآت (ن. م. م)
BIM Building Information Modeling
في هذا العدد المتميز سوف نتناول أهمية تكنولوجيا الاتصالات والمعلومات (ICT) و الفوائد العائدة على صناعة التشييد من استخدام تكنولوجيا المعلومات والاتصالات من استمرارية العمل والتغلب على ظروف السوق وتحقيق أقصى ربح ممكن ورضاء العملاء يقدمها الأستاذ عمر سليم مؤسس مجلة بيم أرابيا والمهندس إسلام خليل بفرع الإسكندرية BIM Senior enginee وسنبدء بنمذجة معلومات المنشآت (ن. م. م) BIM Building Information Modeling
مقدمة:
البيم (BIM) هو تكنولوجيا أو تقنية تعتمد في أساسها على دمج عملية التوصيف والنمذجة مع هيئة شكل المبنى، وهو اختصار لنمذجة معلومات البناء (Building Information Modeling)، والتي تعني تصميم نموذج للمبنى شامل جميع المعلومات والبيانات الخاصة به، ومعنى نموذج هنا يتعدى حدود مفهوم بناء مجرد شكل ثلاثي الأبعاد. إن المقصود بنموذج للمبنى في تقنية البيم هو عمل محاكاة وتوصيف لكل عملية يمر بها المبنى عند بناؤه في الواقع، وبالتالي فهو يشمل بناؤه كشكل ثلاثي الأبعاد (3D) له خصائصه التي يمكننا إدخالها، ويشمل أيضا إدراكه بعامل الوقت أو الزمن (4D)، وكذلك إدخال عامل التكلفة (5D) .... وغيرها من العوامل التي تتعدى كونه مجرد شكل ثلاثي الأبعاد.
تاريخ مفهوم البيم:
مفهوم البيم ليس حديثا، فقد ظهر لأول مرة من خلال المهندس الأمريكي دوغلاس انجلبرت Douglas C. Englebart عام 1962م حيث يقول (بعد ذلك يبدأ المهندس بإدخال سلسلة من المواصفات والبيانات، 6 بوصات لسماكة البلاطة، و12 بوصة لسماكة الجدران الخرسانية المثبتة بعمق 8 أقدام ... وهكذا، وعندما ينتهي، يظهر المشهد على الشاشة هيكلا يقوم المهندس بمعاينته وتعديله، ثم تزداد قوائم هذه المعلومات المدخلة، وتترابط أكثر مما يشكل فكرا ناضجا داعما للتصميم الفعلي)، حيث وضع دوغلاس مبدأ دمج المعلومات في هيكل واحد، وليس الفصل كما انساقت وراءه أغلب التخصصات العلمية لاحقا بهدف التخصص في شتى المجالات وليس في مجال البناء فقط.
و رغم أن النظرية قديمة لكن لم تكن أجهزة الحاسب قوية بما فيه الكفاية، ولم يكن بإمكانها معالجة هذا الكم من البيانات، وعندما تطورت هذه الأجهزة حدثت نقلة كبيرة في توفير التكلفة، مثل تكلفة التعديل، وتقليص الجدول الزمني عن طريق حل مشاكل التعارضات مسبقا قبل البدء الفعلي للتنفيذ.
شركة جرافي سوفت GRAPHISOFT استخدمت مصطلح المبنى الافتراضي Virtual Building، وكان أول نموذج يُبنى بشكل كامل بنظام البيم كان لصالحها بداية عام 1987م ممثلا في برنامج ArchiCAD.
صورة عام 1984 من داخل Graphisoft لبرنامج Radar CH و الذي سمي لاحقا ب ArchiCAD
تحليل اختصار البيم:
Building: وتعني كل أنواع المباني كالمدارس والمنازل والمصانع والبيوت والأبراج وغيرها من المنشآت وكذلك المدن و الطرق و تشمل عملية البناء وكذلك المبنى بعد انتهاء البناء وأثناء تشغيله وحتى عند هدمه.
Information: وتعني توافر معلومات وبيانات خاصة بنوع المبنى وجميع عناصره المكونة له.
Modeling: وتعني نموذج مرئي للمعلومات المرفقة وتوصيف حي لخصائص العناصر.
تمدنا نمذجة معلومات البناء بمكتبة كاملة لعناصر ثلاثية الأبعاد للتمثيل المادي للمبنى، وفي جوهر الأمر فإن البيم هو طريقة عملية لإنشاء المبنى قبل تنفيذه في الواقع. فهو محاكاة رقمية لخصائص المبنى الفيزيائية والوظيفية. وبناء نموذج باستخدام تقنية البيم مختلف تماما عن مجرد عمل رسومات ثنائية وثلاثية الأبعاد (كما هو الحال في تقنية الكاد)، فالاعتماد الأساسي عند بناء نموذج بيم للمبنى هو استخدام عناصر ذكية، وبالتالي فاختلافه عن نموذج الكاد يكون جذريا. وللحديث بقية..