خواطر
1- تكرار قراءة سور الفاتحة
الفاتحة سورة عظيمة وقد أفاض السادة العلماء فى تفسيرها وبيان فضلها وأخص بالذكر فضيلة الدكتور / على المطيعى وتفسيره على موقعه على الـ " يوتيوب" لمن أراد الاستزادة من العلم والتفسير .
عرض لى سؤال : لماذ نكرر قراءة سورة الفاتحة يومياً 17 مرة فى الصلوات المكتوبة علاوة على صلوات النفل وغيرها من المناسبات فما الحكمة من تكرارها يومياً بهذا الشكل ؟
يبدو لى – والله أعلم – أن هناك ثلاثة فوائد لهذا التكرار :
1- المؤمن فى صراع دائم مع الشيطان الرجيم الذى لا ينفك ولا يفتر عن الوسوسة للنفس والأمر بالسوء كما حذرنا الحق عز وجل فى قولة :" فبما أغويتنى لأقعدن لهم صراطك المستقيم * ثم لآتينهم من بين أيديهم ومن خلفهم وعن أيمانهم وعن شمائلهم ولا تجد أكثرهم شاكرين " . ولذلك فإن المؤمن يحتاج إلى العون من الله تعالى فى كل أوقاته وعلى جميع أحواله فيردد : " إياك نعبد وإياك نستعين " .
2- المؤمن دائماً يعيش بين الخوف من الله والرجاء فى رحمته لأنه يعلم أنه يدخل فى رحمه الله تحت مظلة الرحمن الرحيم ويستعيذ بالله أن يحشر مع المغضوب عليهم ولا الضالين .
3- كان الرسول صلى الله عليه وسلم يلح فى الدعاء ويكرره ويقول السادة العلماء أن الإلحاح فى الدعاء سبب من أسباب إجابة الدعاء وعن ابن القيم :" أنفع الأدوية الإلحاح فى الدعاء " فتكرار قراءة سورة الفاتحة إنما هو تحقيق لهدية صلى الله عليه وسلم بالإلحاح على الله تعالى فى طلب الهداية إلى صراطه المستقيم والإستعاذه من الشيطان الرجيم الذى وكما قال الرسول الكريم بأنه يجرى من ابن آدم مجرى الدم .
2- تكرار الصلاة على النبى
- أمرنا ربنا بالصلاة والسلام على رسوله الكريم بقوله تعالى : " يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما " ويبشرنا الرسول صلى الله عليه وسلم بالأجر الجزيل من الله تعالى لمن يصلى عليه فيقول " .... فإنه من صلى على صلاة صلى الله عليه بها عشراً "
- ولكن ما الحكمة من الصلاة والسلام عليه ؟
- إن الإسلام دين جد وعمل فسلعة الله غاليه وهى الجنة بعيد أن ينالها كسول أو متواكل وعلى من يريد الفوز بالجنة أن يستعد للدخول فى السباق والمسارعة والتنافس مع مليارات المؤمنين لإيجاد مكان له فى الدرجات العلى مع النبيين والصديقين والشهداء مصداقا لقول الحق سبحانه وتعالى " سابقوا إلى مغفرة من ربكم وجنة عرضها السماوات والأرض ..." وقوله تعالى ": ختامه مسك وفى ذلك فليتنافس المتنافسون " .
- إن أشرف درجة من درجات الجنة وأعلاها منزلة هى الفردوس الأعلى حيث يتبوأها سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم فمن أراد أن يفوز فى السباق وينال معيته ومرافقته فعليه بالإكثار من الصلاة عليه حيث قال صلى الله عليه وسلم : أولى الناس بى يوم القيامة أكثرهم على صلاة . وأولى الناس بى : أى أقربهم منى مكاناً ومكانة .
- فلنبادر بإتخاذ ورد يومياً من الصلاة والسلام على سيدنا محمد : عشر مرات أو مأئة مرة أو ألف مرة كل حسب طاقته وظروفه بدون عنت أو مشقة والمهم إخلاص النية واستحضار معنى الصلاة والسلام فى القلب وهو التضرع إلى الله تعالى أن يرفع درجات الرسول الكريم وأن يبعثه المقام المحمود الذى لا ينبغى ألا لواحد من خلقه وأن يكون سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم هو صاحب هذا المكان .
3- بشروا ولا تنفروا
- أقول لمن يشارك فى نشر الاخبار التى تصيب الناس بالكآبة واليأس سواء من نشرها متعمداً أو أعاد نشرها دون وعى بعاقبة فعلته هذه أقول لهم استمعوا وتدبروا قول رسولنا وتدبروا قول رسولنا الكريم : " أحب الأعمال إلى الله بعد الفرائض إدخال السرور على مسلم " وقوله صلى الله عليه وسلم : " من أدخل على أهل بيت المسلمين سروراً لم يرض الله له ثوابا إلا الجنة " .
- فإن لم يكن بوسعنا إدخال السرور على من يحتاجون للمساندة المادية والمعنوية وهم كثيرون من حولنا فبإمكاننا جمع مالا يحصى من الحسنات التى نحن فى أشد الحاجة إليها فى الدنيا والآخرة حيث يبشرنا الرسول الكريم بقولة :" من أدخل على أهل بين من المسلمين سروراً خلق الله من ذلك السرور خلقاً يستغفرون له إلى يوم القيامة " .
- لا أريد ذكر ما يلقاه المخالفون ودعنا نعيش فى جو البشارة من الله ورسوله ولنتذكر قوله صلى الله عليه وسلم :" الكلمة الطيبة صدقة " وقوله صلى الله عليه وسلم :" لا تحقرن من المعروف شيئاً ولو أن تلقى أخاك بوجه طلق ".
4- " وكذلك جعلناكم أمة وسطا "
- خلق الله الانسان وكرمه وسخر له ما فى الكون ليكون خليفته فى الارض وقسم البشر فى مجموعات مختلفة ولكن متكاملة وحدد لكل مجموعة بشرية مهامها فى الخلافة حيث قال تعالى : " لو شاء ربك لجعل الناس أمة واحدة ولا يزالون مختلفتين ولذلك خلقهم ... "
- إن دور ومهمة المسلمين فى خلافة الارض تعتبر من أسمى المهمات التى أوكلها الله للبشر إذا قال تعالى : " وكذلك جعلناكم أمة وسطا لتكونوا شهداء على الناس ويكون الرسول عليكم شهيدا ... " يقول المفسرون أن شهادة أمة المسلمين على الأمم الأخرى تعنى تبليغهم بمراد الله من خلقه فى الحياة الدنيا ثم الشهادة يوم القيامة لهم أو عليهم بقبولهم النصيحة إلا بدين ولا يقوم لهم ملك إلا على نبوة وأن العالم لا يعترف لهم بميزة إلا إذا كانوا حملة وحى فإذا انقطعت بالسماء صلتهم ضاقت عليهم الأرض بما رحبت وغشيهم الذل من كل مكان .
- إن تاريخ الحضارة الانسانية يشهد بمآثر الحضارة الاسلامية وآثارها الخيرة على الحضارات الأخرى ومن شاء فليرجع إلى المؤرخين المنصفين حتى غير المسلمين منهم بدء بحضارات الشرق الأوسط وجنوب شرق آسيا وأفريقيا وبلاد ما بين النهرين والأندلس غرباً .
- ولتتذكر أمتنا أمجادنا حتى نجتاز الهوة و نلجأ إلى الله عز وجل القائل : " ...ولينصرن الله من ينصره إن الله لقوى عزيز " ونسأله أن يهدينا وأن يخرجنا من هذه الهوة إنه ولى ذلك والقادر عليه ولنستعيد المكانة الرفيعة التى نستحقها.
م . محمد موسى