كنوز قرآنية
1- السبق القرآنى فى علم القلوب
- يبحث العلماء اليوم عن دماغ موجود فى القلب يتألف من أربعين ألف (40000) خلية عصبية وأن ما نسميه العقل موجود فى مركز القلب وهو الذى يقوم بتوجيه الدماغ لأداء مهامه فى توجيه وتوظيف كافة أجهزة الجسم ولذلك فإن الله تعالى جعل القلب وسيله يعقل بها الإنسان فقال تعالى :" أفلم يسيروا فى الأرض فتكون لهم قلوب يعقلون بها أو آذان يسمعون بها فإنها لا تعمى الأبصار ولكن تعمى القلوب التى فى الصدور " ( الحج46) " لهم قلوب لا يفقهون بها " ( الانعام 179) أى أن القرأن حدد لنا مركز الإدراك لدى الإنسان وهو القلب وهو ما يكشفه العلماء اليوم .
- وقال تعالى " ثم قست قلوبهم من بعد ذلك فهى كالحجارة أو أشد قسوة " ( البقرة 74 ) فقد حدد لنا القرآن صفة من صفات القلب وهى القسوة واللين ولذلك قال عن الكافرين " فويل للقاسية قلوبهم من ذكر الله " (الزمر 22) وقال عن الذين يخضون ربهم " ثم تلين جلودهم وقلوبهم إلى ذكر الله " ( الزمر 23) .
- كل خليه من خلايا القلب تشكل مستودعا للمعلومات والأحداث ولذلك بدأو يتحدثون عن ذاكرة القلب بأن الله تعالى أكد لنا أن كل شئ موجود فى القلب وأن الله تعالى يختبر ما فى قلوبنا :" وليبتلى الله ما فى صدوركم وليمحص ما فى قلوبكم " ( الأعراف 154)
- الخلل الكبير فى نظام عمل القلب يؤدى إلى فقدان السمع المعنوى " ونطبع على قلوبهم فهم لا يسمعون " ( الأعراف 100)
- للقلب دور مهم فى العلم والتعلم لأن القلب يؤثر على خلايا الدماغ ويوجهها ولذلك فإن القرآن ربط بين القلب والعلم ( وطبع على قلوبهم فهم لا يعلمون ) ( التوبة 93)
- مركز الكذب هو فى منطقة الناصية فى أعلى ومقدمة الدماغ ( ناصية كاذبة خاطئة ) (العلق 16) أما المعلومات التى يختزنها القلب فهى معلومات حقيقية صادقة وهكذا فإن الانسان عندما يكذب بلسانة فإنه يقول عكس ما يختزنه قلبه من معلومات " يقولون بألسنتهم ما ليس فى قلوبهم ) ( الفتح11 ) فاللسان هنا يتحرك بأمر من الناصية التى فى الدماغ ولذلك وصف الله هذه الناصية بأنها ( ناصية كاذبة خاطئة )
- الايمان يكون بالقلب وليس بالدماغ وهكذا يؤكد بعض الباحثن على أهمية القلب فى الايمان والعقيدة ( يا ايها الرسول لا يحزنك الذين يسارعون فى الكفر من اللذين قالوا آمنا بأفواههم ولم تؤمن قلوبهم " ( المائدة 41 )
- صاحب القلب الصناعى لا يخاف ولا يتأثر ولا يهتم بشئ من أمور المستقبل وهذا ما سبق به القرآن عندما أكد على أن القلوب التى خلقها الله تخاف وتوجل : أى تفزع " إنما المؤمنون الذين إذا ذكر الله وجلت قلوبهم وإذا تليت عليهم آياته زادتهم إيماناً " ( الأنفال 2) وكذلك جعل الله مكان الخوف والرعب هو القلب " وقذف فى قلوبهم الرعب " ( الحشر 2 )
- وفى السنة النبوية المطهره فقد سبق النبى الأعظم صلى الله عليه وسلم علماء الغرب إلى الحديث عن دور القلب وأهميته فى صلاح النفس لأنه جعل للقلب دوراً مركزياً فإذا صلح هذا القلب فإن جميع أجهزة وأنظمة الجسم سوف تصلح وإذا فسد فسوف تفسد فقال صلى الله عليه وسلم " ألا أن فى الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله وإذا فسدت فسد الجسد كله ألا وهى القلب " وقوله صلى الله عليه وسلم " الإيمان ما وقر فى القلب وصدقة العمل "؟
2- التسبيح أمر قرآنى ووسيلة لرد القدر وإجابة الدعاء والاستغفار والرضا والشفاء .
- قال تعالى فى قصة يونس عليه السلام :" فلولا أنه كان من المسبحين للبث فى بطنه إلى يوم يبعثون " (الصافات 144) وكان يقول فى تسبيحه " لا اله إلا انت سبحانك إنى كنت من الظالمين فستجبنا له ونجيناه من الغم وكذلك ننجى المؤمنين " ( الانبيائ 87-88).
- دعا موسى عليه السلام ربه بأن يجعل أخاه هارون وزيراً له يعينه فى أمور الرسالة والتسبيح والذكر " واجعل لى من أهلى هارون أخى اشدد به أزرى وأشركة فى أمرى كى نسبحك كثيرا ونذكرك كثيراً " (طه- 29-34) فاستجاب الله لدعائه .
- الملائكة يسبحون بحمد ربهم ويستغفرونه للمؤمنين التائبين ويدعون لهم ( الذين يحملون العرش ومن حوله يسبحون بحمد ربهم ويؤمنون به ويستغفرون للذين آمنوا ربنا وسعت كل شئ رحمه وعلما فاغفر للذين تابوا واتبعوا وأزواجهم وذرياتهم " ( غافر 8) " والملائكة يسبحون بحمده ويستغفرون لمن فى الأرض " ( الشورى 5)
- استوعب التسبيح سائر ساعات اليوم وثمرته الرضا بعطاء الله فى الدنيا والآخره " وسبح بحمد ربك قبل طلوع الشمس وقبل غروبها ومن آنايء الليل فسبح وأطراف النهار لعلك ترضى "( طه 130)
- آيه كريمة تشير إلى أن التسبيح هو الدواء الذى يستشفى به من ضيق الصدر والترياق الذى تستطب به النفوس " ولقد نعلم أنك يضيق صدرك بما يقولون فسبح بحمد ربك وكن من الساجدين " ( الحجر 98)
· بعض التسابيح المأثورة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم :
- سبحان الله وبحمده عدد خلقه ورضا نفسه وزنه عرشه ومداد كلماته .
- سبحان ذى الملكوت والجبروت والكبرياء والعظمة .
- سبحان الله والحمدلله ولا إله إلا الله والله أكبر
- سبوح قدوس رب الملائكة والروح .
- سبحان ربى العظيم – سبحان ربى الأعلى – سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم .
3- قال تعالى " وما خلقت الجن والأنس إلا ليعبدون " ( الذاريات 16 ) فهل خلقنا الله فى هذه الدنيا لتأدية العبادات من صلاة وصيام وزكاه وحج فقط ؟ إن أقصى وقت لأداء فرائض الصلاة اليومية الخمس لا يتجاوز ساعة واحدة أى أقل من 5 % من مجموع ساعات اليوم الأربع والعشرين كذلك فإن صيام شهر رمضان يعادل نحو 8.5 % من مجموع شهور السنة والزكاة تدفع ممكن يملك النصاب فقط - مرة كل عام . والحج مرة واحدة فى العمر لمن استطاع إليه سبيلا.
- إن العبادة ليست تأدية تلك الفرائض فقط أو نوافلها وهى العبادات التطوعية أو قرأة القرآن والدعاء والإستغفار وأذكار الصباح والمساء والأمر بالمعروف والنهى عن المنكر واجتناب المعاصى كل ذلك يدخل فى العلاقة بين الانسان وربه ولكن لأن الدين عقيدة ( وهى الإيمان بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الأخر والقدر خيره وشره ) وعبادات كما تقدم ومعاملات فإن المعاملات توأم العبادات التى ولدت من رحم الدين ولا يكتمل الدين إلا بهما .
- إن المعاملات على الجانب الذى يختص بالعلاقة بين الانسان وغيره وهى ترقى إلى مرتبة العبادة فأنت فى عبادة عندما تحسن إلى والديك وأهل بيتك تصل أرحامك وتكرم جارك وتزور مريضاً وتسعد يتيماً وتطعم جائعاً وتساعد محتاجاً وتصلح بين متخاصمين وتكتم غيظك وتعفو عمن ظمك وتنشر علمك وتكون سمحاً فى بيعك وشرائك وتكف لسانك عن الغيبة والنميمة والكلام البذئ وتغض بصرك وتبتسم فى وجه أخيك وتكون صادقاً أميناً متواضعاً وتمنع ظلماً وتقيم عدلاً وتواسى مبتلى وتعتذر إذا أخطأت وتشهد بالحق ولا تشهد بالزور وتجامل صديقاً وتنصح ضالاً وكل ذلك عبادات تعاملية حث عليها الرسول صلى الله عليه وسلم ( الدين المعاملة ) .
4- " ولا تنسوا الفضل بينكم "
- آيه كريمة هى كنز من كنوز القرآن العديدة وقاعدة ربانية تحث على الوفاء ورد الجميل قولاً وعملاً لكل من أدى إليك معروفاً أو دفع عنك مكروهاً أو نصحك لما فيه خير دينك ودنياك فإن من كريم الأخلاق وكمال الأدب ألا تنسى فضل من كانت بينك وبينه مودة وحسن عشرة وأن نسيان فضل صاحب الفضل أو إنكاره هو من خسيس الطباع وسوء الأخلاق .
- كيف تنسى فضل والديك عليك وهما اللذان ربياك وسهرا الليالى لمرضك ولا يزالان يحلمان طول عمرهما بأن تكون أفضل وأسعد مهما فى دنياك وأخرتك ؟
- كيف تنسى مودة تلك الزوجة التى رضيت ووثقت بك زوجاً وشريكاً لحياتها وأباً لأولادها وحملت معك أثقال وهموم الحياة وصبرت على حلو المعيشة ومرها ؟
- أخوك الذى ولدته أمك تخاصمت معه وقاطعته لسبب دنيوى تافه أو إختلاف فى الرأى فقد كنتما تتقاسمان اللقمة سويا يوم كنت فى كنف والديك أين فضل الأخوة وأين صلة الرحم التى أوصى بها رب العزة ؟
- جارك وهو أقرب الناس إليك عند الحاجة وكنتم من قبل مثل الأخوة بل ربما أشد والآن لا تلقى عليه السلام لسوء ظن أو وشاية من أخرين , أين حق الجار ؟
- معلمك الذى تعلمت منه العلم دينياً ودنيوياً وأخذت عنه سماحة الأخلاق حتى أصبح لك شأناً فى أعين الناس لا يصح أبداً أن تتعالى عليه إن هو لجأ إليك لقضاء حاجة له .
- زميلك فى العمل الذى كان يساعدك ويشاركك مشاق العمل وتتبادل معه الرأى والمشورة والنصيحة فى شئون العمل وشئونك الخاصة الآن تشتكى منه وتتأفف ولا تصبر على بعض هفواته وقد كان من أقرب الناس إلى قلبك تمزح معه وتلاطفه وترحب بكل أفكاره .
رزق الشناوى