تعظبم سلام لقادة الحرب والسلام
45 عاما مرت علي ذكري انتصار قواتنا المسلحة في حرب أكتوبر المجيدة ولاتزال نسائم النصر تعطرنفوسنا وتشعرنا بالعزة والفخر جيلا بعد جيل وتذكرنا بصور التضحية والبذل والعطاء المكللة بالنجاح لإسترداد جزء غالى من أرض الوطن ،غير مبالين بنزيف دمائهم ولا حصاد أرواحهم العطرة الذكية ففى سبيل النصر وتحرير الأرض يهون كل شيئ .. ولقد فتحت صيحة «الله أكبر» التى رددها المقاتل المصرى أثناء العبور طريق النصر، ودفعت رجالنا البواسل وهم صائمون نحو القتال بشجاعة منقطعة النظير فسطروا بأيديهم ودمائهم ملحمة تاريخية ستبقى شاهدة على عظمة المصريين وستكون بمثابة دروس حية للأبناء والأحفاد والأجيال القادمة في الإيمان بالله والتوكل عليه والعزيمة والمشاركة الوطنية الصادقة، والتخطيط والإعداد والتضحية والفداء،وها هي مقتطفات من أقوال بعض صناع النصر والقادة العظام عن ملحمة العبورالعظيم ..
«الله أكبر»
يقول المشير محمد عبد الغنى الجمسى رئيس هيئة العمليات بحرب أكتوبر 1973 فى مذكراته في تمام الساعة 14:00 من يوم 6 أكتوبر/تشرين الأول 1973 نفذت أكثر من 200 طائرة حربية مصرية ضربة جوية على الأهداف الإسرائيلية بالضفة الشرقية للقناة وفى الساعة 1420 بدأت الموجات الأولى من قواتنا المسلحة فى اقتحام قناة السويس ، مستخدمة حوالى ألف قارب مطاط ، وبعد عدة دقائق وضع ثمانية آلاف جندى أقدامهم على الضفة الشرقية وهم يهللون بملء حناجرهم .. الله أكبر .. وبدأوا فى تسلق الساتر الترابى المرتفع لخط بارليف ، واقتحام دفاعات العدو الحصينة والاستيلاء على 15 نقطة قوية للعدو ، وفى الساعة الثانية وخمس وثلاثين دقيقة قامت طلائع القوات التى عبرت القناة برفع أعلام مصر على الشاطىء الشرقى للقناة ،وهكذا دمرت قواتنا المسلحة فى أقل من ست ساعات خط بارليف الدفاعى وحطمت حصونه التى استمر العدو يتغنى بها..
القدوة والمثل
ويؤكد المشيرالجمسى أن من الملامح البارزة فى قتال هذا اليوم ـ وطول مدة الحرب ـ أن القادة كانوا يضربون القدوة والمثل لرجالهم ، يتقدمون جنودهم ، ويقاتلون معهم فى الخطوط الأمامية ، ويستشهدون بينهم.. و يكفى أن نعلم أن الضباط قادة الفصائل والسرايا عبروا فى الدقائق الأولى ، وأن قادة الكتائب قد عبروا خلال 15 دقيقة من بدء القتال ، وعبر قادة اللواءات خلال 45 دقيقة ، وقادة الفرق خلال ساعة ونصف من بدء الحرب ، ولذلك كانت نسبة الخسائر فى الضباط والقادة عالية عن المعدل ، إلا أن الإصرارعلى تنفيذ المهام كان يتطلب منهم ذلك ..
النقطه المسحوره
ويقول اللواء مجدى الدالى قائد سريه اقتحام النقطه القويه المسحوره بمنطقه جنوب البحيرات المره بعد صدور الأوامر لنا بدأنا نزول القناه بالقوارب المطاطيه وشغلنا مواتير القوارب وعندما اقتربت من نصف المسافه فى القناه تم فتح قوه نيران هائله على سريتى أثناء العبور مما أدى الى تدمير معظم القوارب وكانت أوامرى لرجال السريه الثالثه أن نترك القوارب ونعبر سباحه وبالفعل وجدنا صعوبه كبيره حتى وصلنا للضفه الشرقيه واستشهد بعض الجنود واصيب الاخر وقررت رغم ذلك أن افتح ثغرتين فى حقل الالغام تعيق دخول أى فرد للنقطه القويه المسحوره وبالفعل تم فتحهم وبدأنا نعبر منهم قبل تطهيرهم من الالغام وكان الدافع لنا كلمه "الله اكبر" التى لم تشعرنا بأننا ندخل الثغرات دون تطهيرها واقتحمنا النقطه القويه المسحوره من الخارج ومن الداخل مما أجبر العدو على ركوب إحدى العربات النصف جنزير بغرض الإنسحاب منها إلى الشرق ولكن أعطيت أوامرى للعريف عمران والعريف صبرى سيد أحمد بتتبع العربه فقتل معظمهم وهرب الباقى داخل النقطه القويه المسحوره مره أخرى وتحصنوا فيها خلف مدافع النصف بوصه الإسرائيليه وبدأت تدور معركه رهيبه بيننا وبينهم حيث أننا موجودين فى صحن النقطه وهم موجودون فى الدشم خلف المدافع ويتعاملوا معانا بنيران كثيفه وقنابل يدويه دون توقف فقررنا التعامل معهم بالقنابل اليدويه والسلاح الأبيض داخل الخنادق وكان لابد أن نصل إلى أبواب الدشم المتحصنين داخلها وتفجيرها وفى هذه الأثناء دارت معركه رهيبه بيننا وبينهم وفوجئت أن الشهيد الرقيب أحمد سلامه يجرى فى اتجاه إحدى الفتحات التى يخرج منها نيران كثيفه فى اتجاهنا ودمرها بقذف قنابل يدويه داخلها وقذف جسده على الفتحه حتى لا يخرج منها طلقه واحدة بعد ذلك وتم اسقاط دشمه قويه من الثلاث دشم تتكون منهم النقطه فتم محاصره الدشمتين إلى أن بدأ يحل النهار وتم ضرب النقطه بالصواريخ حتى يخرج الجنود الإسرائيلين الموجودين بداخلها وبدأنا أسر من بداخلها وتسليمه للقياده حتى تم تطهير النقطه القويه من الاسرائلين بالكامل وتامينها واشترك معى فى هذه العمليه الملازم فى ذلك الوقت حسن إسماعيل والملازم أول سيد عبد المطلب والشهيد الملازم عبد المنعم الشريف والحمد لله تم منحى نوط الجمهوريه العسكرى من الطبقه الأولى لإقتحامى التبه المسحوره وتدميرها.
الجندي المجهول
هي قصة حقيقة لبطل من أبطال حرب أكتوبر قام بها جندي فلاح مصري محب لوطنه وقد رواها " الربان وسام عباس حافظ، كبير مرشدى قناة السويس أحد عمالقة المجموعة 39 صاعقه يقول بعد استشهاد البطل الأسطوري إبراهيم الرفاعي حدثت صدمه عنيفه لأفراد المجموعه ولأنهم أبطال فوق العاده فقد كتموا حزنهم و إستمروا بالدفاع عن مدينه الإسماعيليه واثناء تواجدهم في انتظار هجوم مدرعات العدو مرت عليهم جماعات منسحبه من الشرق كان من بينها طاقم ال.. ار .. بي .. جي وهو رامي ومساعد له بطل قصتنا هو رامي ال.. ار .. بي .. جي حيث طلب منه وسام أن ينضم لهم لحاجتهم لأسلحه اقتنع البطل و انتظر معهم و أثناء حديثه مع وسام قال له أن افضل طريقه لعرقله تقدم العدو هي غمر المنطقه جنوب المدينه بالمياه من ترعه الإسماعيليه وفي الصباح لم يجد الربان وسام طاقم الار.بي.جي فظن أنهم انسحبوا خلال الليل وتوجه الي مكتب مخابرات الإسماعيليه لإبلاغ المسئول عن مقترح تغريق الأراضي جنوب المدينه واقتنع المسئول بالفكره وتم تنفيذها وأثناء مغادره الربان وسام حافظ مكتب المخابرات قابل الفرد الثاني من طاقم ال.. ار .. بي .. جي وسأل اين ذهبوا خلال الليل رد الجندي بأن زميله البطل حكمدار الطاقم أيقظه خلال الليل و قال له لن ننتظر حضور العدو إلينا يوجد العديد من دبابات العدو قريبه منا وذهبوا إلي موقع مدرعات العدو تمكن بطل قصتنا من تدمير 4 دبابات للعدو قبل أن ينال شرف الشهاده وهذه هى قصة بطلنا المجهول الذي لانعرف من أين و لامن أهله و في الكثير منهم رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضي نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا " فهنيئا لمصر بأبنائها الأوفياء الأنقياء في كل زمان ومكان..
وفي النهاية تبقي كلمة .. تعظيم سلام لقادة الحرب والسلام ،ومن حلو الكلام "ليس للحياة قيمة إلا إذا وجدنا فيها شيئاً نناضل من أجله مثلما فعل هؤلاء القادة العظام ،وبورك من ملأ حياته بعمل الخير، لأنّه أدرك أنّها أقصر من أن يضيعها بعمل الشّروالإرهاب".
عمرو صبري