لماذا سبقت السيارة 00الطائرة !؟
اظن ان كل من يقرأ هذا العنوان سيقول أصابني شيء من فقدان التمييز ولكن استسمحكم عذراً ان نبحر سويا مع هذه السطور وانا على يقين بأنكم لن توافقوني فقط على هذا العنوان بل اغلبكم سيصل به الامر الى ان يقول ان السيارة انطلقت والطائرة تتراجع – تخرجا من مدرسة الحياة بمراحلها المختلفة , فالأول سعى بكل ما حباه الله من ذكاء وقدرات الى حلم اعتلاء منصب عالي وكافأه الله بتحقيق حلمه واعطاه ما يريد فحمد ربه وشكره على ما حققه له وكان من بين حمده لله تطبيق ما امر الله به من عدل بين الناس وطبق مبدا الثواب والعقاب بشفافية ودون تمييز وقضاء حوائجهم على اساس العدل الحق , فاحبه الناس فاستحق ان يقال عنه – من الناس من يقضوا حوائج الناس حرم الله اجسادهم على النار – والثاني على نفس الذكاء والقدرات بل يتفوق عن الأول وحلم بنفس الحلم فحقق له الله حلمه واعطاه ما يريد فحمد ربه وشكره على ما حققه له ولكنه فرق بين الناس ولم يطبق العدل وميز من لا يستحق معتمدا على اهوائه الشخصيه ومتحصنا بالوائحه الخاصة فاستحق ان يقال عنه - ما من عبد يسترعيه الله رعيه يموت يوم يموت وهو غاش لرعيته الا حرم الله عليه الجنة – وانساه الله ان ما من دابه فى الارض الا على الله رزقها.
الاول والثاني نراهم فى حياتنا اليومية على مستويات مختلفة ومتدرجه وفى مختلف الدول ,تقاس تقدم الدولة بنسب تواجد الاول والثاني, وتعالوا معا نفترض جدلاً ونغمض اعيننا ونبحر بخيالنا ان لو اعطينا الاول سيارة والثاني طائره ونطلب منهما قياده السيارة والطائرة , فسنجد الاول سيسعى ويجتهد في تعلم كيفيه القيادة ويمارسها وسيجعل كل شخص في مكانه فهذا للصيانة الدورية وهذا للأعطال وهذا لنظافتها والى ما ذلك... أي سيكون فريق عمل متجانس ويعطيهم حقوقهم بالعدل فتشاهد عزف مرئي متجانس ومتناغم وسيتفانى الفريق في عزفه بل سيسعى كل فرد فيه الى التطوير والتحسين , ونجد الثاني سيسعى ويجتهد في تعلم كيفيه القيادة ويمارسها ولكنه سيختار فريقه من الصديق والقريب وحتى لو اختار من هم الأصلح للمهمه أو العمل لن يعدل بينهم ولن يعطى كلاً ما يستحق فيخلق نوع من عدم الرضا داخلهم ويسود نوع من الحقد واداء بلا اتقان والنتيجة يعزف الفريق عزف منفرد متقاطع وبه نشاذ فماذا ننتظر ستغوص الطائرة فى الاعماق بدلا من الارتفاع في السموات ((همسه في اذانكم ماذا لو احضرنا الشخص الاول مع هذا الفريق ...))
هيا بنا نكثر من الاول ونمحو التانى لنلحق بركب كنا قادته في يوم من الايام , وإنا ان شاء الله لقادرون على ذلك بعد تطهر وتهذيب انفسنا من الداخل بعد ما علق يها الكثير... حتى لا تسبق السيارة الطائرة !
بقلم مهندس استشاري / اشرف عبد العليم (اشرف على)