السيسي في افتتاح منتدى الإستثماربأفريقيا 2016«الكوميسا»:
القارة أصبحت محط اهتمام العالم ومصر حريصة على مواصلة دورها النشط
فى تطوير القدرات المؤسسية والبشرية للدول الأفريقية
قام الرئيس عبدالفتاح السيسى بوم السبت 20 فبراير بافتتاح منتدى الإستثمار فى أفريقيا بحضور عدد من الزعماء الأفارقة ونحو 1500 شخص بقاعة المؤتمرات بمدينة شرم الشيخ يتقدمهم رؤساء السودان ونيجيريا وتوجو والجابون، وغينيا الإستوائية ورئيس وزراء إثيوبيا والمهندس ابراهيم محلب مستشار الرئيس للمشروعات القومية والدكتور كمال الجنزورى رئيس مجلس الوزراء الأسبق والدكتورة فايزة أبو النجا مستشارة الرئيس للأمن القومى واللواء احمد جمال الدين مستشار الرئيس للشئون الأمنية والمهندس محسن صلاح رئيس مجلس الإدارة. استهل الرئيس كلمته "يطيب لى أن أرحب بكم فى شرم الشيخ مدينة السلام التى طالما كانت وما زالت مقصداً للعديد من القمم الأفريقية والإقليمية والدولية، وجسراً للتواصل والتفاعل الإيجابى بين أفريقيا والعالم."
وأضاف الرئيس السيسى أن تحقيق التنمية، والذى يعتبر بحق التحدى الرئيسى الذى نجابهه جميعاً يستدعى منا تطوير آليات العمل الأفريقى المشترك، والأخذ بنموذج التكامل والاندماج الإقليمى، خاصة فى ضوء الارتباط الوثيق بين متطلبات التنمية الاقتصادية فى أفريقيا، والحاجة إلى تنفيذ مشروعات إقليمية عملاقة فى مجالات عدة، بما فى ذلك البنية الأساسية، فضلاً عن تعزيز تنافسية أسواقنا الوطنية بما يزيد من قدرتهاعلى جذب الاستثمارات والنفاذ إلى الأسواق الدولية، أخذاً فى الاعتبار التحديات المتزايدة التى يواجهها الاقتصاد العالمى. وتابع الرئيس، "أود التأكيد على أهمية محور تنمية القدرات البشرية فى عملنا المشترك، وإيلاء الاهتمام الكافى بالشباب الأفريقى الذى يشكل عماد حاضر القارة وأساس مستقبلها، ويتعين الاستثمار فيه بزيادة الاهتمام بالتعليم وتطويره على نحو يتيح للشباب اكتساب المهارات اللازمة للانخراط بكفاءة فى سوق العمل، ورفع معدلات الإنتاجية والنمو وكذا التركيز على التحول إلى مجتمعات المعرفة بتطوير مجالات البحث والابتكار كركيزة أساسية للانطلاق إلى المستقبل".
وأشار السيسى إلى حرص مصر على مواصلة دورها النشط فى تطوير القدرات المؤسسية والبشرية للدول الأفريقية، لاسيما الكوادر الشابة، من خلال آليات وطنية عدة، ومنها الوكالة المصرية للشراكة من أجل التنمية التى أنشئت عام 2014 استكمالا لجهد ودور ممتد اضطلع به الصندوق المصرى للتعاون الفنى مع أفريقيا فى بناء القدرات الأفريقية، "قد فتحت مصر أمام الأشقاء الأفارقة من خلال الوكالة الجديدة أبواب مختلف مراكز التميز والمؤسسات التدريبية وبأسلوب خلاق يستحدث ضمن آلياته سياسات مبتكرة وفعالــة إيمانا منا بأن العبور إلى المستقبل يتطلب الأخذ بناصية العلم والتكنولوجيا وإعداد أجيال لديها القدرة على مواجهة تحديات الحاضر واستشراف آفاق المستقبل".
وأضاف الرئيس السيسىى أن قارتنا الأفريقية أضحت محط اهتمام متزايد من قبل العالم أجمع، لاسيما بعد أن قطعت العديد من دولها شوطا طويلا فى تحديث بنيتها الاقتصادية والتشريعية لتتواكب مع الوتيرة المتسارعة لمتطلبات التنمية والاستثمار، كما تعددت وتعمقت أطر التعاون الاقتصادى بين الدول الأفريقية وشركائنا فى التنمية، وبما يتزامن مع ما تم تحقيقه فى عدد من دولنا من معدلات نمو تجاوزت متوسط النمو العالمى خلال السنوات الأخيرة. وأشار إلى أنه على الرغم من الأزمات المتلاحقة التى عصفت بالاقتصاد العالمى خلال السنوات الماضية، فقد تضمنت قائمة الدول ذات الاقتصاديات الأسرع نموا فى الفترة الأخيرة عشر دول أفريقية على الأقل، كما ارتفع حجم الاستثمار الأجنبى المباشر فى الدول الأفريقية بأكثر من خمسة أضعاف خلال الأعوام العشرة الأخيرة، وهى كلها مؤشرات تؤكد ثراء قارتنا بالموارد البشرية والاقتصادية اللازمة لتحقيق التنمية المنشودة، مضيفاً، "وإنه لمن دواعى فخرنا ما حققناه ونحققه فى مصر على صعيد تفعيل مبادئ التعاون والتكامل الأفريقى، حيث سارعت الشركات المصرية إلى الاستثمار فى الأسواق الأفريقية حتى بلغ حجم استثماراتنا فى دول القارة أكثر من 8 مليارات دولار ساهمت فى خلق عشرات الآلاف من فرص العمل، خاصة فى قطاعات التشييد والبنية التحتية، والطاقة، والتعدين، والزراعة، والاتصالات وتكنولوجيا المعلومات".
وأوضح الرئيس أن حجم تجارتنا مع أشقائنا الأفارقة وصل إلى 5 مليارات دولار ونستهدف مضاعفته خلال الأعوام الخمسة المقبلة، ونأمل فى أن تصب تلك الجهود بفاعلية لصالح مضاعفة التجارة الأفريقية البينية التى لا تمثل حتى الآن سوى 12% فقط من حجم تجارة القارة مع العالم، وهو ما لا يتناسب مع مقومات وإمكانات التكامل الاقتصادى فيما بين دولنا الأفريقية، كما شاركتم معنا فى شهر أغسطس من العام الماضى فى افتتاح قناة السويس الجديدة كخطوة أولى فى مشروع ضخم وطموح سيسهم فى دفع حركة التجارة الأفريقية مع الأسواق العالمية ويعزز من مقومات التصنيع والتصدير من خلال المناطق الصناعية واللوجيستية التــــى ســـيتم إنشـــاؤها فــــى منطقــــة القنـــــاة، كما نتطلع إلى استكمال إنشاء الطريق البرى الذى يربط مدينة "القاهرة" بمدينة "كيب تاون" مروراً بعدد من العواصم الأفريقية وكذا مشروع الخط الملاحى بين بحيرة فيكتوريـا والبحر المتوسط، وهى مشروعات تستهدف تحديث البنية التحتية لشبكات النقل والمواصلات لخدمة أهداف التكامل الاقتصادى والتنمية فى القارة الأفريقية.
وأضاف الرئيس السيسى، "اتصالا بأجندة 2063 التى قمنا بإقرارها جميعا كرؤية أفريقيا لتحقيق التنمية الشاملة جاءت دعوتنا لعقد هذا المنتدى لدفع التجارة والاستثمار فى قارتنا بما يعزز من وضعية أفريقيا فى الاقتصاد العالمى، فالمنتدى لا يستهدف فقط تعريفكم وتعريف مجتمع الأعمال العالمى بالفرص الاستثمارية التى تزخر بها القارة الأفريقية، وما تملكه من سوق ضخمة وإمكانيات هائلة وقوة بشرية شابة، وإنما يهدف أيضا إلى فتح قنوات مباشرة وفعالة للتواصل والتعاون فيما بين ممثلى مجتمع الأعمال الأفريقى ونظرائهم فى العالم".
وقال إن مصر حرصت عند طرح فكرة عقد المنتدى على أن يكون بمثابة ملتقى لممثلى الحكومات والقطاع الخاص وأصحاب المصالح من داخل القارة وخارجهـا وتـم صياغة برنامجه بعناية ووفق رؤية واضحة بهدف بلورة أفكار ومبادرات تعاون جديدة لتنفيذ مشروعات تنموية وخدمية رائدة ولدعم القدرات البشرية للقارة الأفريقية بما يخدم أهدافها التنموية، واليوم مع افتتاحنا لأعمال المنتدى أدعو أشقائى من القادة الأفارقة، وكذلك مجتمعى الأعمال الأفريقى والدولى وشركائنا فى التنمية إلى أن نضع سويا اللبنات الأولى لإطلاق العديد من المشروعات والمبادرات التنموية، وفق إطار يراعى التوازن المطلوب بين الطموحات المشروعة لأبناء القارة فى غد أفضل وبين تطلع شركائنا فى التنمية إلى حوافز وعوائد تفتح آفاقا أرحب لمزيد من الاستثمارات وتدفقات رؤوس الأموال.
وفى ختام كلمته، قال الرئيس السيسى، "لا يسعنى إلا أن أتوجه إليكم بخالص الشكر على مشاركتكم الكريمة وبالتقدير إلى كل من ساهم فى تنظيم هذا المنتدى ويحدونى الأمل فى أن تخلص أعماله إلى ما نتطلع إليه من آمال وطموحات وأن يكون المنتدى خطوة هامة ومحورية على مسار نشارك جميعاً فى صياغة معالمه بهدف إنجاز ما تصبو إليه شعوبنا من تنمية اقتصادية واجتماعية شاملة ومستدامة وحياة كريمة لمواطنينا والأجيال القادمة".