عثمان وفلسفة خبرة السنين
فى السادس من إبريل 2015 تمر علينا الذكرى الثامنة والتسعون لمولد المهندس عثمان أحمد عثمان شيخ البنائين وعميد المهندسين ليس فى مصر وحدها بل فى العالم العربى ذلك الرجل الذى ترك بصمة فى كل إنجازاتة التى قام بها فى كل دولة شيد فيها حيث أن عثمان هو أول من قام بتصدير صناعة البناء إلى جميع الدول المحيطة بنا وقد بدأ ذلك فى خمسينات القرن الماضى بدأها بالمملكة العربية السعودية ثم الكويت والعراق والأردن وسلطنة عمان وليبيا والسودان وغيرها ويرجع نجاحة فيما أنشأ إلى إيمانه العميق بالعمل وما يتحلى به من صبر ومثابرة وإيمان بالعامل الذى يعتبره المعلم الحقيقى له . ويحضرنى فى هذه السطور بعض كلماته التى سجلها فى كتاب " صفحات من تجربتى " الذى أصدره عام 1981 حيث أحرص بين الحين والآخر على أن ألجأ إليه لاستزيد من خبرة هذا الرجل الذى أفنى حياته فى العمل وليس غيره ولم يكن يدخر جهداً فى التزود بالعلم والخبرة من أجل المزيد من التقدم ومواصلة مشوار العطاء .
وفيما يلى بعضاً من كلماته التى سجلها فى ذلك الكتاب والتى أرى فيها فلسفة لخبرة السنين التى عاشها والتى تصلح لكل زمان ومكان .
يقول عثمان :
- أن التعامل مع العامل المصرى فن وعلم إذا اكتسبته إلى جوارك فإنه يضحى من أجلك بكل شئ وكسبه ليس بالإغداق عليه بالمال ولكن بالثقة فيه والواقعية أن تعامله كإنسان وتحفظ له آدميته .
- إفهم الإدارة على أنها إتاحة الفرصة للعامل لكى يثبت ذاته لينجح فلو نجح ترتفع معنوياته والنجاح يقود إلى نجاح وهكذا يزيد الإنتاج .
- إذا حملت نفسك بما هو فوق طاقتك فإنك ترتكب خطأ فادحاً فى حق عملك .
- العامل المصرى قيمته كبيرة فهو الذى يبنى ويعمر ليس مصر وحدها ولكن المنطقة العربية كلها وإن ما بها الآن من نهضة فليس إلا نتيجة لحبات عرقة فإنه إذا كان قد ذهب إلى الدول العربية باحثاً عن رزقه فهو أيضاً ليبعث نهضتهم .
- إن قيادة الرجال أو بالأحرى التعامل معهم لابد أن تزنه بميزان الذهب لأنه ثمين فقيادة الرجال ليست بالمهمة السهلة وليست أيضاً بالمهمة الصعبة ولكن يجب أن تعرف كيف لا تدفع أحدهم إلى أن يغضب منك ولكن تدفعه لأن يغضب من أجلك
- المهم أن يكون للإنسان هدف ذلك هو طرف الخيط الذى امسكت به وتتبعته حتى أصبحت المقاولون العرب كما هى الآن علامة كبيرة على طريق إثبات قدرة الإنسان المصرى على الصمود والتحدى والتصدى وقابليته للتطور ومسايرة العلم وإستطاع لأن يقف الند من أى إنسان فى آية أرض .
- تعودت أن انظر إلى الشركة من خارجها حتى أرى بوضوح صورتها لكى استطيع أن اخطط لمستقبلها وأرسم سياستها وتوسعها .
- حرصت أن اعطى جميع العاملين فرص إثبات ذاتهم على مستويات مسئولياتهم وحرصت دائماًعلى أن ألتزم رأى الأغلبية وتعودت ألا افرض رأيا عليهم مهما كان ذلك الرأى على جانب كبير من الصواب .
- ادركت قيمة الإعلام لاننى اقتنعت بأن الأعمال العظيمة لا يسمع عنها أحد إلا إذا وجدت طريقها فى وسائل الإعلام .
- إن الإنسان المصرى كبير وعملاق ويحتاج فقط لأن نفهمه فإن فهمناه فهو قادر على صنع المعجزات .
مما سبق كان بعضاَ من خبرة الإنسان والمهندس والمقاول عثمان أحمد عثمان صاغ تلك الخبرة فى كلماته تحمل معان كبيرة لرجل عاش الحياة بمرها وحلوها وخرج منها منتصرا بفضل الله أولاً وحبه لمصر والعامل المصرى ووطنه العربى .
رحم الله عثمان وجزاه عما قدم خير الجزاء
ألقاب أطلقت على المهندس عثمان أحمد عثمان
كنت حريصاً دائماً لحبى الكبير على أن احصى وأجمع كل الألقاب التى يطلقها البعض على المعلم عثمان أحمد عثمان سواء أثناء حياته أو بعد أن رحل عن حياتنا وقد يتساءل البعض هل هناك من أطلق على المهندس عثمان ألقاب بعد وفاته أقول نعم إن ما كتب عنه بعد رحيله من مدح وثناء ورثاء يفوق ما كتب عنه أثناء حياته وقد حرصت أن أجمع هذه الألقاب للأجيال التى لم تعرفه فجاءت على النحو التالى : عثمان رائد التنمية العمرانية - صاحب الأيادى البيضاء- أبو الكرامة والفضيلة- أخر البنائين العظام - شيخ المقاولين- رائد التعمير - بانى السد - شيخ البنائين – العملاق - صاحب مدرسة الوفاء - مؤسس " اللاعبون العرب " - ابن البلد - رجل الخير- شيخ القبيلة - رائد كل حاجة - المجاهد العظيم - المقاول - المهندس العبقرى الإنسان -كبير عائلة الإسماعيلية - استاذ فن العلاقات العامة - طلعت حرب العصر الحديث -المعلم – وهذا أحب الألقاب إليه .
بقلم : جمال أبو الإسعاد
مدير عام الإعلام بالمقاولون العرب سابقاً