قصص وعبر
*يـــــروى أن ..الإمام أحمد بن حنبل .. بلغه أن أحد ت?مذته يقوم الليل كل ليلة ويختم القرآن الكريم كاملاً حتى الفجر ... ثم بعدها يصلى الفجر ... فأراد الإمام أن يعلمه كيفية يتدبر القرآن فأتى اليه...وقال : بلغنى عنك أنك تفعل كذا وكذا ...فقال : نعم يا إمام قال له : إذن أذهب اليوم وقم الليل كما كنت تفعل ولكن إقرأ القرآن وكأنك تقرأه على ..أى كأننى أراقب قراءتك ... ثم أبلغنى غداً فأتى إليه التلميذ فى اليوم التالى وسأله الإمام ... فأجاب ... لم أقرأ سوى عشرة أجزاء فقال له ا?مام : إذن أذهب اليوم وإقرأ القرآن وكأنك تقرأه على رسول الله صلى الله عليه وسلم فذهب ثم جاء إلى الإمام فى اليوم التالى وقال : .... يا إمام .. لم أكمل حتى جزء عم كام? فقال له الإمام : إذن أذهب اليوم .. وكأنك تقرأ القرآن الكريم على الله عز وجل فدهش التلميذ ... ثم ذهب فى اليوم التالى ... جاء التلميذ دامعاً عليه آثار السهاد الشديد فسأله الإمام : كيف فعلت يا ولدى ؟ فأجاب التلميذ باكياً : ... يا امام ... والله لم أكمل الفاتحة طوال الليل
*القصة الثانية هي أن بلال رضي الله عنه هو أول من رفع الأذان بأمر من النبي صلى الله عليه وسلم في المسجد الذي شيد في المدينة المنورة وأستمر في رفع الأذان لمدة تقارب العشر سنوات هذه المعلومات كثيراً منا يعرفها ودرسها أو قرأها لكن ما لا يعرفه الكثيرون … هو أن بلال رضي الله عنه بعد وفاة حبيبه وحبيبنا محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم ذهب بلال رضي الله عنه إلى أبي بكر رضي الله عنه يقول له: يا خليفة رسول الله، إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم- يقول: أفضل عمل المؤمن الجهاد في سبيل الله... قال له أبو بكر: (فما تشاء يا بلال؟) قال: أردت أن أرابط في سبيل الله حتى أموت... قال أبو بكر: (ومن يؤذن لنا؟؟)... قال بلال رضي الله عنه وعيناه تفيضان من الدمع: إني لا أؤذن لأحد بعد رسول الله.... قال أبو بكر: (بل ابق وأذن لنا يا بلال).... قال بلال رضي الله عنه: إن كنت قد أعتقتني لأكون لك فليكن ما تريد، وان كنت أعتقتني لله فدعني وما أعتقتني له... قال أبو بكر: (بل أعتقتك لله يا بلال).... فسافر إلى الشام رضي الله عنه حيث بقي مرابطاً ومجاهداً يقول عن نفسه: لم أطق أن أبقى في المدينة بعد وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم، وكان إذا أراد أن يؤذن وجاء إلى: 'أشهد أن محمدًا رسول الله' تخنقه عَبْرته، فيبكي، فمضى إلى الشام وذهب مع المجاهدين وبعد سنين رأى بلال رضي الله عنه النبي صلى الله عليه وسلم- في منامه وهو يقول: (ما هذه الجفوة يا بلال؟ ما آن لك أن تزورنا؟)... فانتبه حزيناً، فركب إلى المدينة، فأتى قبر النبي صلى الله عليه وسلم- وجعل يبكي عنده ويتمرّغ عليه، فأقبل الحسن والحسين عليهما السلام فجعل يقبلهما ويضمهما فقالا له: (نشتهي أن تؤذن في السحر!)... فعلا سطح المسجد فلمّا قال: (الله أكبر الله أكبر)... ارتجّت المدينة فلمّا قال: (أشهد أن لا آله إلا الله).... زادت رجّتها فلمّا قال): (أشهد أن محمداً رسول الله)... خرج النساء من خدورهنّ، فما رؤي يومٌ أكثر باكياً وباكية من ذلك اليوم وعندما زار الشام أمير المؤمنين عمر-رضي الله عنه- توسل المسلمون إليه أن يحمل بلالاً رضي الله عنه على أن يؤذن لهم صلاة واحدة، ودعا أمير المؤمنين بلالاً رضي الله عنه ، وقد حان وقت الصلاة ورجاه أن يؤذن لها، وصعد بلال وأذن ........ فبكى الصحابة الذين كانوا أدركوا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وبلال رضي الله عنه يؤذن، بكوا كما لم يبكوا من قبل أبداً، وكان عمر أشدهم بكاءاً... وعند وفاته رضي الله عنه تبكي زوجته بجواره، فيقول: 'لا تبكي.. غدًا نلقى الأحبة.. محمدا وصحبه'
مشاركة الزميل مصطفي محمد علي