صوموا تصحوا
هذا مانعرفه نحن هنا فى بلاد المسلمين ولكن ماذا يقول الغرب عن رمضان والصيام ؟
فى مقال مأخوذ عن NHS وهى منظمة طبية حكومية فى المملكة المتحدة بعنوان
"fasting and your health " قال الطبيب المتخصص أن التغيرات التى تحدث للجسم تعتمد على مده الصيام فى أول ثمان ساعات يمتص الجسم السكر أو الجلوكوز ثم يتحول بعد ذلك لتكسير الدهون لإنتاج الطاقة أما إذا استمر الصيام لأيام ( فى المجاعات مثلاً ) يتحول الجسم لتكسير البروتين ( العضلات ) لإستخلاص الطاقة , أما فى حالة رمضان يتم تعويض الجسم بالطعام ومصادر الطاقة عند الغروب وقبل الفجر فلا يتعرض الجسم لحالة الحرمان أو المجاعة .
ويتحول الجسم بشكل تتدريجى من الإعتماد كلياً على الجلوكوز أو السكر كمصدر رئيسى لإستخلاص الطاقة إلى الإعتماد أيضاً على الدهون وهذا له عدة فوائد :
أولا : يساعد على إنقاص الوزن .
ثانياً : يجنب الجسم أضرار تكسير البروتين ( العضلات ) لإنتاج الطاقة .
ثالثاً : ينقى الجسم من السموم "detoxi fication “ ولذلك لأن معظم السموم تخزن فى الجسم فى الدهون وعندما تذاب وتكسر تستخرج السموم من الجسم من خلال هذا التكسير .
مع مرور بضعة أيام تزيد نسبة مادة "endophins" فى الدم وهى تعطى شعور بالسعادة كما تساعد على النشاط الذهنى فيسود الصائم الشعور بالسعادة والنشاط , كما ينصح الطبيب بإتباع نظام غذائى متوازن يحافظ على إمداد الجسم بما يحتاجة من سعرات حرارية وسوائل , فيقول الطبيب أن المعنى من الصيام هو الوصول لدرجة من ضبط النفس والشهوات ولا يجب أن يزول هذا مع أذان المغرب والإفطار .
ينصح الأطباء بأن يكون الطعام متوازن وخفيف ويحتوى على :
الخضروات والفاكهة - نشويات مثل الخبز والحبوب والبطاطس - البروتين ( اللحم – الطيور -السمك )- منتجات الألبان - بضع من الدهون - النشويات المركبة مثل الخبز والأرز والحبوب ( العدس والفول ) تمثل عنصر مهم لإستخلاص الطاقة بشكل بطئ ومستمر طوال ساعات الصيام , كما تساعد الأطعمة التى تحتوى على الألياف مثل الحبوب والخضروات على الشعور بالإمتلاء وعدم الجوع .
أما ما ينصح بتجنبه فى الأطعمة التى تحتوى على كمية كبيرة من السكريات والدهون لأنها تمثل عبئ كبير على الجهاز الهضمى بعد ساعات الصيام وينصح أيضاً كما وصى رسول الله صل الله عليه وسلم أن يكون السحور قبل الفجر بوقت قليل ويحتوى على أطعمة مثل الخبز والحبوب لتمد الجسم بعنصر مستمر للطاقة وكمية مناسبة من السوائل خاصة العصير الذى أيضاً يمد الجسم بسعرات حرارية وفيتامينات .
أما عن الهدى (صل الله عليه وسلم ) من الإفطار على البلح أو التمر فيؤيده الأطباء تماماً لأنه يعطى الجسم دفعه كبيرة من السعرات الحرارية يعوض عن طول ساعات الصيام .
ويجب أيضاً الحرص على تناول كمية وفيرة من السوائل وخاصة المياه أى ليس بالضرورة العصائر لتعويض الجسم عن أى جفاف من صيام اليوم السابق وتجنبه فى اليوم اللاحق .
أخيراً ما يجب تجنبه :
أ- الأطعمه المقلية
ب- الحلويات التى تحتوى على كمية كبيرة من الدهون والسكريات و الأطعمه التى تحتوى على كمية كبيرة من الدهون .
ولكن لنا وقفة مع بعض الفئات الخاصة :
1- مرضى السكر .
هل كل مريض بالسكر يجب عليه الإفطار ؟
الإجابة هى: لا ويعتمد السماح للمريض بالصيام على حالته الصحيه ونوع العلاج الذى يأخذه
أ – بعض المرضى يعتمد فقط على إتباع النظام الغذائى المناسب لضبط نسبه السكر بالدم وهنا يسمح بالصيام يشترط أن تطبق نفس الشروط خلال الشهر الكريم .
ب- أما المرضى الذين يتعاطون الحبوب عادة ما يسمح لهم بالصيام مع رخصة الإفطار فوراً حال حدوث هبوط للسكر فى خلال ساعات النهار وإعادة تقييم الموقف بعد ذلك مع الطبيب المعالج وتؤخذ جرعة الصباح المعتادة مع أذان المغرب والمساء مع السحور .
ج- مرضى السكر مع الأنسلين :
إذا كان المريض يأخذ جرعة واحدة من الأنسلين طويل المفعول عادة ما يسمح بالصيام مع نفس الشروط السابقة من إتباع النظام الغذائى والإفطار فوراً حال حدوث هبوط بالسكر فى الدم .إذا كان المريض يأخذ جرعات ثابتة من الأنسلين المخلوط (pre-mixed insulin ) أيضاً يسمح بالصيام عادة كنوع من التجربة ويسمح بالصيام إذا لم يحدث هبوط بالسكر بالدم .أيضاً يتبع نفس الشروط من إتباع النظام الغذائى المناسب والإفطار الفورى حال حدوث هبوط كما تؤخذ جرعة الصباح مع أذان المغرب والمساء مع السحور .
أخيراً إذا كان المريض يأخذ جرعات متكررة من الأنسلين قصير المفعول مع الوجبات وطويل المفعول مرة أو مرتان يومياً فينصح هنا الإفطار " multi – injection therapy " لما فيه خطر على صحه المريض من اضطراب نسبه السكر بالدم وعرضته لغيبوبه هبوط أو إرتفاع السكر .
1-مرضى القلب : عادة ما يسمح بالصيام إذا كانت حالة القلب مستقرة ( accute coronary syndrome ) بالنسبه لمرضى الذبحة الصدرية أو الذبحة الصدرية الغير مستقرة أو حدوث آلام مستمرة بالصدر بمنع هذا الصيام لما فيه خطورة على الشرايين التاجية وحياة المريض.
2- بعض المرضى الممنوعين من الصيام :
القرحة الحادة بالمعده والإثنى عشر لا يمنع هذا الصيام لمدة شهرين على الأقل من حدوث نزيف من القرحة .
3- القصور فى وظائف الكلى والفشل الكلوى .
4- الفشل الكبدى.
5- حالات الإلتهاب الرئوى الحاد أو النزلات المعوية الشديدة المصاحبة بالجفاف .
د. ريم محمد موسى
استشارى الأمراض الباطنيه والسكر
Mpcp:uk