التنظيف الزائد للأذن يسبب تراكم الشمع ويؤدى لضعف السمع!!
الأذن تتكون من ثلاثة أجزاء هي الأذن الخارجية "صوان الأذن" وقناة الأذن الخارجية التي تنتهي بغشاء رقيق يسمي بطبلة الأذن ثم الأذن الوسطي وهي عبارة عن علبة مغلفة تبدأ بطبلة الأذن وتنتهي بالأذن الداخلية ويتم تهويتها عن طريق قناة جانبية اسمها قناة «ستاكيوس» وتوجد داخل الأذن الوسطي ثلاث عظمات تقوم بنقل الصوت وتكبيره من طبلة الأذن وحتي الأذن الداخلية، أما الجزء الثالث فيسمي بالأذن الداخلية وهو يقع داخل الجمجمة وتتكون بدورها من جزءين، الأول يسمي القوقعة ويوجد بداخلها الخلايا السمعية التي تخرج منها العصب السمعي، والجزء الثاني عبارة عن القنوات الهلالية والدهليز ووظيفتها ضبط اتزان الجسم، ويوجد بالثلث الخارجي من الأذن شعر وغدد عرقية، كما توجد بعض الغدد العرقية المتحورة التي تقوم بإفراز ما يسمي بـ «الصماغ» أو شمع الأذن، ونجد بعض الأشخاص تكون لديهم القابلية لإفراز كميات كبيرة من الشمع أكثر من قدرة الأذن علي التخلص منها، خاصة في الأشخاص الذين يعانون من زيادة إفراز العرق أو يعملون في أماكن ملوثة بالغبار والأتربة.
ويقول الدكتور أحمد الموصلي استشاري الأنف والأذن والحنجرة: أن من أسباب تراكم الشمع كثرة دخول الماء لداخل قناة الأذن مما يؤدي لحدوث بلل مستمر للشمع فيلتصق بجدار الأذن وتقل قدرة الأذن علي التخلص منه، والغريب أن أحد الأسباب لتراكم الشمع هو التنظيف الزائد للأذن، التي قد تدفع الشمع للجزء الداخلي من قناة الأذن الخارجية الذي لا يملك خاصية طرد الشمع للخارج فيتراكم الشمع داخل الأذن، ونتيجة لتراكم الشمع بقناة الأذن يبدأ المريض في المعاناة والشكوي من خلال إحساس بالحكة والميل للهرش داخل الأذن، ويعاني من ضعف بالسمع أو إحساسه بكتمة في أذنه، وإذا امتد الشمع لداخل الأذن ولامس طبلة الأذن يبدأ المريض في الإحساس بالألم وأحياناً يشعر بدوار حركي، وقد يلجأ بعض الناس لاستخدام نقط أذن من تلقاء نفسه أو يحاول غسيل الأذن بإدخال ماء لداخلها فيتحول الشمع إلي عجينة ويسد الأذن تماماً وتزداد معاناة المريض ويحس بوجود ماء داخل أذنه.
وعن طرق العلاج والوقاية من تراكم الشمع يقول الدكتور أحمد الموصلي: إذا كانت الكمية بسيطة فيمكن استخراج الشمع ببعض الأدوات الطبية المخصصة لذلك، أما إذا كان الشمع موجوداً بكمية كبيرة أو محشوراً داخل قناة الأذن أو موجوداً في عمق قناة الأذن الخارجية فيمكن استخراجه بعملية بسيطة وهي غسيل الأذن، وتتم هذه العملية في عيادة طبيب الأنف والأذن مستخدماً سرنجة كبيرة مخصصة لذلك باستخدام ماء عادي دافئ، ويفضل عادة قبل إجراء الغسيل وضع نوع من قطرات الأذن الملينة للشمع قبل الغسيل بعدة أيام لتسهيل عملية الغسيل، وتوجد طريقة أخري لاستخراج الشمع عن طريق استخدام جهاز شفط وإن كانت هذه الطريفة غير ناجحة في كل الحالات، خاصة لو كان الشمع صلباً، وبالرغم من سهولة عملية غسيل الأذن إلا أنها يجب أن يقوم بها طبيب مخصص وبأدوات نظيفة معقمة لتفادي أية مضاعفات مثل إصابة الطبلة أثناء اندفاع الماء أو حدوث تلوث فطري بعد الغسيل وهو ما يسمي بـ «عش الغراب» وهو التهاب نتيجة تلوث الفطريات، وتوجد بعض الأخطاء الشائعة عن عملية غسيل الأذن فبعض الناس يطلب عمل غسيل أذن بدون كشف لأنه يعاني من أعراض حكة أو هرش بالأذن، أو إحساس بكتمة الأذن وكلها أعراض قد تكون لأسباب مختلفة بعيداً عن تراكم الشمع، كما أن الغسيل نفسه قد يكون ضاراً للمريض مثل حالة وجود ثقب بطبلة الأذن أو وجود التهابات بجدار الأذن سواء كانت التهابات بكتيرية أو فطرية، ومن الأخطاء الشائعة أيضاً مقولة إن غسيل الأذن ضار للجسم لأن من يغسل أذنه مرة واحدة سيضطر لغسلها بعد ذلك بصفة دائمة ومتكررة، وهو قول خاطئ ومعكوس لأن بعض الناس يكون لديهم معدل إفراز الشمع أكثر من المعدل العادي وبالتالي يتراكم الشمع داخل آذانهم سريعاً، ولهذا هم يحتاجون لإجراء الغسيل كل فترة، أي أن العيب ليس في الغسيل أول مرة بل العيب في كثرة إفراز الشمع، والدليل علي ذلك أن بعض الناس يعانون من تراكم الشمع في أذن واحدة وليس الاثنتين، كما هو متوقع.
و يحذرالدكتور أحمد الناس من بعض العادات السيئة مثل الهرش أو تنظيف الأذن بعود الكبريت أو مفتاح السيارة أو بنسة الشعر، من الأدوات غير الطبية وغير النظيفة مما يؤدي لحدوث التهابات بقناة الأذن وهي التهابات تتميز بألم شديد وانسداد الأذن.. المصدر: بوابة الوفد الاليكترونية