افتتاح المجمع العلمى المصرى بعد إعادة تجديده وتطويره
وسط حشد كبير من العلماء والأدباء وسفراء عدد من الدول وكبار رجال الدولة افتتح الدكتور محمد صابر عرب وزيرالثقافة صباح الإثنين 22أكتوبر المجمع العلمى المصرى بعد إعادة تجديده وتطويره إلى سابق عهده بعد احتراقه فى أحداث مجلس الوزراء فى ديسمبر الماضى وقد وجه سيادته خلال الافتتاح والدكتور إبراهيم بدران رئيس المجمع العلمى المصرى الشكر للدور الكبير الذى قامت به قواتنا المسلحة وفى اختيارها الصائب لشركة المقاولون العرب والتى قامت بتنفيذه فى وقت قياسى قدره 3 شهور فقط بتكلفه 6ملايين جنيه على نفقة القوات المسلحة.
وفى كلمتة أكد وزير الثقافة أن المجمع العلمى المصرى جزء مضيئ من تاريخ مصر و سيظل هكذا000 آخر المؤسسات الهامة التى غيرت وجه الحياة على أرض مصر وفى لحظة يشتعل المبنى فى مشهد عبثى لا يستطيع أحد من كتاب الروايات أن يتخيل هذا المشهد بهذا الشكل وطنيون بالإسم مصريون بالجنسية يحرقون هذا المبنى فى مشهد عبثى و بكل عزم و إخلاص تم إعادة المبنى مرة أخرى على نفقة القوات المسلحة بالتعاون بين الهيئة الهندسية للقوات المسلحة وشركة المقاولون العرب0
و تحدث د. إبراهيم بدران عن تاريخ العلماء الفرنسيين و دورهم فى هذا المجمع منذ الحمله الفرنسية و الدور الكبير الذى قاموا به فى رصد كل نواحى الحياة و العادات و التقاليد و الظروف المناخية و التضاريسية و ظل هؤلاء العلماء فى مصر رغم رحيل الحملة وفاء لجهود العلم و العلماء الذين استكملوا مسيرتهم و ظل المجمع بعد ذلك تحت رعاية الخديوى ثم السلطان ثم الملك رعاية ملكية حتى جاءت الثوره فانشغلت بأحداث مصر المعاصرة و الحروب الخمسة التى خاضتها مصر و التى ظلت لثلاثين؟ عاماً و ها هو المجمع اليوم بعد الحريق الآثم يقف على قدميه بفضل العلماء المصريين و جهود الشرفاء من القوات المسلحة و مهندسى مصر0
وفى كلمته أكد المهندس عبد اللطيف غبارة عضو مجلس الإدارة أن المقاولون العرب كان لها عظيم الشرف فى تنفيذ هذا الصرح العلمى الكبير بالتعاون مع الهيئة الهندسية للقوات المسلحة المصرية وهو مشروع شعر فيه كل عامل بواجبه الوطنى فأداه على أكمل وجه وقد سقط شهيداً أحد أعضاء الفريق المنفذ المهندس هشام نجا وهو يؤدى واجبه أثناء تنفيذ المبنى وبحمد الله تحقق حلمه وحلم كل مصرى فى إعادة المجمع ليثرى الحياه العلمية من جديد .
و قال د. محمد الشرنوبى أن مصر استرجعت كتب و تراث هذا المبنى فى فترة لم تتجاوز شهرين بالرغم من أنهم فقدوا خرائط و وثائق لتاريخ مصر صعب استعادتها و لكن هناك وعد من المجلس الثقافى الفرنسى بمنح مصر نسخاً من هذه الخرائط و أشار إلى أن المبنى تعافى مرة أخرى فى مدة زمنية قصيرة لا تتجاوز ثلاثة أشهر مشيداً بجهود الهيئة الهندسية للقوات المسلحة و المقاولون العرب و كلية الهندسة بجامعة عين شمس و وزارة الدولة لشئون الآثار0
حضر الافتتاح د. عصام شرف رئيس مجلس الوزراء الأسبق واللواء أ.ح. محمود حجازى رئيس هيئة التنظيم والإدارة نائباً عن وزير الدفاع ود. على عبد الرحمن محافظ الجيزه واللواء أ.ح. طاهر عبد الله رئيس الهيئة الهندسية ود. إسماعيل سراج الدين نائب رئيس المجمع ود. محمد عبد الرحمن الشرنوبى أمين عام المجمع وسفيرا فرنسا وسنغافورا .
وفي حديث سابق للمجلة يقول المهندس هشام نجا رحمة الله عليه نائب مدير إدارة صيانة القصور والآثار والذي وافته المنية أثناء تأدية عمله بالمجمع وسط فريق العمل الذي يشرف عليه: الصورة التى إستلمنا عليها العمل تنحصر فى إنهار أسقف الدورين الأول والثانى من المبنى وإحتراق شبة كامل للشبابيك الخشبية وإنهيار معظم الأسقف الخشبية والمعدنية حتى السطح وتساقط بعض الكرانيش بالواجهات وكافة الاعمال الخشبية من الداخل والخارج من أبواب وشبابيك لحقت بها أضرار جسيمة إما بالفقد الكامل أو الجزئى كما تسبب الحريق أيضاً فى إنهيار جزء من السور الحديدى لمدخل الساحة المؤدية للمدخل الرئيسى للمبنى وتلف جميع الأعمال الكهربائية بما فيها اللوحة الرئيسية للمبنى .
وأوضح المهندس هشام نجا أن الفحوصات والإختبارات التى تمت من خلال التعاون بين كلية هندسة عين شمس ومعامل الشركة أثبتت أن الطابق الأول وأساسات المبنى لن يتم إزالتها وستقوم الشركة بترميمها فقط ولكن الطابق الثانى هو من يحتاج إلى إزالة كاملة بعد أن شهدت حوائطة ميلاً وقال أن أول شئ قام فريق العمل به هو تركيب الشدات المعدنية والدعامات اللازمة لتأمين المبنى داخلياً وخارجياً من الإنهيار وإزاله المخلفات من الأسقف تلتها مرحلة رفع الأنقاض حيث تم الإستعانة بعماله مدربة لإزالة المخلفات حرصاً على مقتنيات المبنى وقد إستطاع فريق العمل المكون من 150 عامل ومهندس وفني وإداري إستخراج أكثر من ألفى كتاب من الكتب النادرة وتسليمها لمندوبى الهيئة العامة لدار الكتب .وبحمد الله تم إعادة المبني في أبهي صورة ليستكمل دوره الهام والمؤثر في نشر العلوم والمعرفة.
يذكر أن المجمع قد تم إنشاؤه منذ200 عام بقرار من نابليون بونابرت قائد الحملة الفرنسية على مصر عام 1798وسجل كأثر علمى عام 1996وكان الهدف منه تقدم مصر العلمى ونشر العلم والمعرفة ومن بين الكتب النادرة التى كان يضمها المجمع من بين 40 ألف كتاب نادر كتاب وصف مصر وأطلس بإسم مصر الدنيا والعليا والأطلس الجغرافى العالمى ويعود تاريخهم إلى ما قبل عام 1800 ومن المؤسف أن النيران أتت على 70%من إجمالى مقتنياته حرق من حرق ونجا من نجا من أمهات هذه الكتب بعد إخماد الحريق وقد تم إعادته بحمد الله إلى سابق عهده مع تزويده بأحدث أنظمة الحريق والتكييف المركزى والإذاعة الداخلية وهو يضم قاعة للإطلاع على مساحة 81م2 ومخازن لمقتنياته الأثرية على مساحة 196م2 وقاعة إجتماعات على مساحة 124م2 0