كيفيةإنقاذ مريض السكتة القلبية
تختلف السكتة القلبية المفاجئة عن النوبة القلبية، فالنوبة القلبية تحدث إذا توقف تدفق الدم إلي جزء من عضلة القلب، وفيها لا يتوقف القلب عادة عن الخفقان فجأةغير أن السكتة القلبية المفاجئة قد تحدث بعد التعافي من النوبة القلبية أو أثناءها، وأكثر الأشخاص عرضة للسكتة القلبية المفاجئة هم الذين يعانون من أمراض القلب، غير أن السكتة القلبية المفاجئة يمكن أن تحدث لدي الأشخاص الذين يظهرون بصحة جيدة ولا يعانون من أمراض القلب المعروفة، أو عوامل السكتة القلبية المفاجئة الخطرة الأخري، وغالباً ما يموت الأشخاص الذين يتعرضون للسكتة القلبية المفاجئة في غضون دقائق ما لم يتم التدخل السريع باستخدام جهاز إزالة الرجفان «منقذ الحياة» وهو جهاز يقوم بإرسال صدمة كهربائية إلي القلب في محاولة لإعادة إيقاعه إلي وضعه الطبيعي،
ويمكن للإسعاف المتنقل إستخدام جهاز إزالة الرجفان الآلية الخارجية لإنقاذ حياة الأشخاص الذين يتعرضون للسكتة القلبية المفاجئة في الأماكن العامة التي غالباً ما تكون هذه الأجهزة المحمولة فيها.ويقول الدكتور طارق عبدالغفار، دكتوراة أمراض القلب والأوعية الدموية واستشاري بمعهد القلب القومي لموقع الوفد : لا تزال الدراسات قائمة في محاولة لإكتشاف الأسباب الحقيقية للسكتة القلبية المفاجئة وكيفية الوقاية منها، ومن الأسباب:
الرجفان البطيني «أحد أنواع اضطراب النظم القلبية» وهو السبب الرئيسي للسكتة القلبية المفاجئة في أغلب الأحيان، وخلاله لا يقوم البطينان «الحجرتان السفليتان للقلب» بالخفقان بشكل طبيعي، وبدلاً من ذلك يقومان بالإرتجاف بسرعة كبيرة وبشكل غير منتظم، مما يجعل القلب يضخ كمية ضئيلة أو معدومة من الدم إلي الجسم، وقد يكون الرجفان البطيني قاتلاً، إذا لم يعالج في غضون بضع دقائق، ومشاكل أخري في النظام الكهربائي للقلب كأن يصبح معدل الإشارات الكهربائية للقلب بطيئاً جداً، ويتوقف كذلك إذا لم تستجب عضلة القلب للإشارات الكهربائية للقلب، وأمراض تسبب مشاكل في كهرباء القلب مثل مرض القلب أو الشريان التاجي والإجهاد البدني الشديد وبعض الإضطرابات الوراثية والتغيرات الهيكلية في القلب، وهناك أسباب أخري مثل الإجهاد البدني يمكن لأنواع معينة من الإجهاد البدني أن تؤدي إلي قصور النظام الكهربائي للقلب، وأثناء النشاط البدني يتم إطلاق هرمون «الأدرينالين» الذي يمكنه أن يؤدي إلي حدوث السكتة القلبية المفاجئة لدي الأشخاص الذين يعانون من مشاكل في القلب، كما يمكن أن تتسبب المستويات المنخفضة جداً من البوتاسيوم أو الماغنسيوم في الدم، إذ تلعب هذه المعادن دوراً مهماً في الإشارات الكهربائية للقلب، كما يتسبب في الحالة فقدان كميات كبيرة من الدم أو حدوث نقص حاد في الأكسجين، والإضطرابات الوراثية بعض الأسر لديها إستعداد لحدوث إضطرابات للنظام القلبي وهذا الإستعداد يكون موروثاً أي أنه ينتقل من الآباء إلي الأبناء عن طريق الجينات - فيصبحون أكثر عرضة لحصول السكتة القلبية المفاجئة.
ويضيف الدكتور طارق عبدالغفور: يزيد خطر الإصابة بالسكتة القلبية مع تقدم العمر، وجود أمراض قلب كامنة كقصور القلب، وحدوث نوبة قلبية سابقة، وتعاطي المخدرات أو الكحول، ووجود تاريخ شخصي للإصابة من النساء بنسبة مرتين إلي ثلاث مرات، ونادراً ما تحدث السكتة القلبية المفاجئة للأطفال إلا إذا ورثوا مشاكل تجعلهم عرضة لها، وأعراض السكتة القلبية المفاجئة هي فقدان الوعي «الإغماء» وفي الوقت نفسه لا يمكن الشعور بضربات القلب أو «النبض» وقد تتسارع نبضات قلب الأشخاص أو يشعرون بالدوار أو خفة في الرأس قبل أن يغمي عليهم بقليل، وقبل ساعة علي حدوث السكتة القلبية المفاجئة قد يشعر بعض الأشخاص بآلام في الصدر أو ضيق في التنفس، أو الغثيان أو القيء، ويلجأ الطبيب إلي سلسلة من الإختبارات للمساعدة علي الكشف عن العوامل التي تعرض الأشخاص لخطر الإصابة بالسكتة القلبية المفاجئة ومنها تخطيط القلب الكهربائي، وهو إختبار بسيط غير مؤلم يقوم بالكشف عن النشاط الكهربائي للقلب وتسجيله،
ويبين الإختبار مدي سرعة نبضات القلب وإيقاعه «ثابت أو غير منتظم» كما يسجل قوة وتوقيت الإشارات الكهربائية عند مرور كل جزء من أجزاء القلب، ويمكن لهذا الإختبار أن يدل علي تضرر القلب بسبب مرض القلب التاجي وأن يظهر دلائل علي وجود نوبة قلبية سابقة أو حالية، وتخطيط صدي القلب وهو إختبار غير مؤلم يستخدم الموجات الصوتية يبين حجم وشكل القلب وما إذا كانت حجيرات القلب وصماماته تعمل بشكل جيد، كما يمكنه تحديد المناطق التي يكون فيها تدفق الدم إلي القلب ضعيفاً والمناطق في عضلة القلب التي لا تنقبض بشكل طبيعي، وتخطيط صدي القلب تحت الإجهاد، ويجري هذا الإختبار قبل إختبار إجهاد القلب وبعده، وخلال هذا الإختبار يمارس المريض التمارين أو «يتم إعطاؤه دواء إذا كان غير قادر علي ممارسة التمارين» لزيادة جهد القلب وتسريع نبضاته وهو يظهر ما إذا كان هناك إنخفاض في تدفق الدم إلي القلب «يدل علي مرض القلب التاجي» وتصوير القلب بالرنين المغناطيسي، وهو إجراء يستخدم موجات الراديو المغناطيسي لخلق صور مفصلة عن القلب، ويخلق الإختبار صوراً ثابتة ومتحركة للقلب وللأوعية الدموية الرئيسية،
ويستخدم هذا الإجراء للحصول علي صور القلب النابض ولمشاهدة بنية القلب ووظيفته وقسطرة القلب، وهو إجراء يستخدم لتشخيص وعلاج أمراض قلب معينة، ويتم وضع أنبوب مرن رفيع طويل يسمي «قسطرة» في أحد الأوعية الدموية في الذراع أو علي الفخذ أو العنق ويربط بالقلب، وهو يمكن الطبيب من القيام بإختبارات تشخيصية وعلاجات للقلب، ويتم أحياناً وضع صبغة في القسطرة وتتدفق عبر مجري الدم إلي القلب تبين الشرايين التاجية من خلال صور الأشعة السينية، ويمكن للصبغة أن تظهر ما إذا كانت اللويحة قد تقلصت أو عاقت أياً من الشرايين التاجية، ودراسة الفسيولوجيا الكهربائية، وفي دراسة الفسيولوجيا الكهربائية يستخدم الأطباء قسطرة القلب لمعرفة كيف يستجيب نظام القلب الكهربائي لبعض الأدوية وللتحفيز الكهربائي، وهذا يساعد علي إكتشاف مكان تلف النظام الكهربائي للقلب، وإختبارات الدم، وهي توضح مستويات البوتاسيوم والماغنسيوم والمواد الكيمائية الأخري في الدم التي تلعب دوراً مهماً في إشارات القلب الكهربائية.
ويوضح الدكتور طارق عبدالغفار أن علاج السكتة القلبية المفاجئة يكون أولاً بالعلاج الطارئ، حيث تعتبر السكتة القلبية المفاجئة من الحالات الطارئة، فالشخص المصاب يحتاج إلي المعالجة بجهاز إزالة الرجفان علي الفور الذي يرسل صدمة كهربائية إلي القلب لتعيد النبض الطبيعي إلي القلب الذي توقف عن الخفقان ولكي يكون فعالاً يجب أن يتم إستخدام جهاز إزالة الرجفان في غضون دقائق من حصول السكتة، فمع كل دقيقة تمر تقل فرص البقاء علي قيد الحياة، وعادة ما يتم تدريب الشرطة وفنيي الطوارئ الطبية وغيرهم من المستجيبين الأوائل وتجهيزهم لاستخدام جهاز إزالة الرجفان، ويجب الإتصال برقم الطوارئ علي الفور في حال ظهور علامات أو أعراض السكتة القلبية المفاجئة، ويمكن إستخدام جهاز إزالة الرجفان الآلية الخارجية من قبل المارة غير المدربين، وهي غالباً ما تكون موجودة في الأماكن العامة مثل مراكز التسوق والملاعب والشركات والطائرات ومراكز المؤتمرات والفنادق والمدارس، وتكون مبرمجة لإرسال صدمة كهربائية في حالة إضطراب النظام القلبي الخطير مثل الرجفان الطبيعي، ثانياً العلاج في المستشفي إذا بقي المريض علي قيد الحياة بعد تعرضه لسكتة قلبية مفاجئة سوف يتم نقله إلي المستشفي لتلقي الرعاية المستمرة والعلاج، حيث يقوم الفريق الطبي بمراقبة القلب عن كثب وإعطاء الأدوية في محاولة للحد من خطر سكتة قلبية مفاجئة أخري، كما يحاول الفريق الطبي معرفة سبب حصول السكتة القلبية المفاجئة، وإذا تم تشخيص مرض القلب التاجي فقد يتوجب القيام بعملية لرأب الأوعية أو جراحة لإعادة تدفق الدم عبر الشرايين التاجية الضيقة أو المسدودة، وفي كثير من الأحيان يتم غرس جهاز إزالة الرجفان للمريض للسيطرة علي اضطرابات النظم القلبي الخطيرة.