الطاقة النووية لإنتاج الكهرباء والمياه المحلاه
بعد خمس سنوات من الآن وبالتحديد فى عام 2017 من المتوقع أن تكون دولة الإمارات العربية الأولى التى سوف تنتج الطاقة الكهربائية والمياه المحلاة عن طريق الطاقة النووية وسوف تستطيع بحلول عام 2020 إنتاج 25% من الطاقة المطلوبة من المفاعلات النووية وتقوم دولة الإمارات العربية المتحدة بإنشاء محطة للطاقة النووية فى منطقة براكة غرب مدينة أبو ظبى على الخليج العربى تتكون من أربع مفاعلات من الجيل الثالث (+) والتى تعمل بنظام الماء الخفيف ( الطاقة السلمية ) وينتج المفاعل الواحد حوالى 1650 ميجاوات ( مقارب لما يتم إنتاجة من السد العالى على النيل ) وطبقاً للبرنامج الزمنى فان المفاعلات الأربع سوف تبدأ فى تجارب التشغيل لإنتاج الطاقة الكهربائية تباعا فى 2017 & 2018 & 2019 & 2020 ومحطة الطاقة النووية تتبع وكالة الطاقة الذرية الإماراتية (ENEC ) وهى هيئة حكومية تابعة للدولة بالكامل تقوم بمتابعة تقدم سير الأعمال بالمشروع والاتفاق على تدريب كوادر من العمالة والفنيين والمهندسين والمشغلين والعلماء من المواطنين لتشكيل فريق وطنى متكامل للتعامل مع هذه النوعية من المشروعات عالية التقنية والتى تعتبر نقلة نوعية وتكنولوجية بالعالم العربى لإنتاج الطاقة الكهربائية والمياه المحلاة باستخدام الطاقة النووية السلمية وسوف يستغرق ذلك البرنامج التدريبى حوالى خمس سنوات للوصول إلى حوالى 2000 شخص مؤهلين كفريق متكامل لإدارة وتشغيل المحطة النووية التى تقوم حالياً مجموعة من الشركات الكورية الجنوبية بأعمال الإنشاء والتشغيل والصيانة لمدة 60 عام والعقود مبرمة بين الحكومة الإماراتية ويمثلها ( ENEC ) والشركات الكورية ( KEPECO ) وإجمالى عقود الإنشاء والتشغيل والصيانة حوالى 42 مليار دولار $ وهو العقد الأكبر بالمنطقة العربية فى مشروعات إنتاج الطاقة
وتعتمد حالياً وكالة الطاقة الذرية الإماراتية ( ENEC ) على مجموعة من الخبراء الأجانب وعلى خطة أخرى من عقود التدريب للمواطنين مع معاهد التدريب العالمية المتخصصة وشركات المقاولات العالمية فى إنشاء وتشغيل وصيانة المحطات النووية السلمية بالإضافة إلى جامعة خليفة محلياً وذلك لتوفير منح دراسية كاملة أو جزئية للحصول على شهادات البكالوريوس والماجستير والدكتوراة فى العلوم النووية وذلك لخريجى كليات الهندسة والعلوم وعلى سبيل المثال فإن وكالة الطاقة الذرية الإماراتية ( ENEC ) تتعاون على المستوى الدولى مع بعض الجامعات المصنفة عالمياً ذات الخبرات فى مجال التكنولوجيا النووية ولقد تم إختيار مجموعة الشركات الكورية الجنوبية والتى تقوم بأعمال تنفيذ محطة براكة النووية مثل شركة / سامسونج & شركة / هونداى & شركة / دوسان بالإضافة إلى وكالة الطاقة الذرية الإماراتية ( ENEC ) بمنح دراسية للطاقة النووية السلمية مع أفضل الجامعات الأمريكية فى المجال النووى على سبيل المثال فقط :-
معهد جورجيا للتكنولوجيا ( Georgia Institute Of Technology ) & جامعة ولاية ويسكونس (University Of Wisconsin ) & جامعة ميشيغان (University Of Michigan ) & جامعة شمال ولاية كارولينا (North Carolina State University ) جامعة ولاية بنسلفانيا ( Pennsylvania State University ) ومعهد ماساتشوستس للتكنولوجيا ( The Massachusetts Institute Of Technology ) والحكومة الإماراتية بهذه الخطط الطموحة تريد من الإماراتيين أن يكون لهم اليد العليا فى خطط التنمية فى بلادهم وذلك بتجهيز جيل جديد من المواطنين قادر على التعامل مع تكنولوجيا الطاقة النووية لأنها طاقة المستقبل .
على المستوى المحلى فى مصر لابد أن نستفيد من هذه التجربة الأولى والفريدة لأول دولة عربية تقتحم المجال النووى لإنتاج الطاقة الكهربائية والمياه المحلاة حيث أن الإحتياطى الاستراتيجى لكل من البترول والغاز سوف يستهلك ويصبح على وشك النفاذ فى غضون خمسة عشر عام من الآن وكذلك مشكلة المياه مع الرغبة فى التوسع فى مشروعات الزراعة للإكتفاء الذاتى من المحاصيل الإستراتيجية مثل القمح أصبح وجوب الدخول فى مشروعات المحطات النووية لإنتاج الطاقة الكهربائية والمياه المحلاة لم يعد إختيار بل أصبح ضرورة ملحة لتغطية مطلب الطاقة المتزايد مع خطط إنشاء مصانع للصناعات الثقيلة كثيفة الطاقة
على مستوى شركة / المقاولون العرب فقد قامت الشركة بتكوين لجنة للتأهيل لمشروعات الطاقة النووية وكانت قد بدأت خطوات فى إختيار مجموعة من المهندسين فى التخصصات المطلوبة لهذه النوعية من المشروعات العالية الدقة والتقنية وذلك لإمكانية التدريب على مشروعات المستقبل والشركات التى تريد أن تخرج من ضيق الإقليمية إلى رحب العالمية لابد أن تواكب العصر حتى تحافظ على موقعها الريادى
ويعتبر مشروع إنشاء محطة الطاقة النووية بالإمارات العربية المتحدة فرصة لابد أن نستفيد منها بعمل مذكرة تفاهم مع شركة سامسونج على سبيل المثال لإمكانية إلحاق مجموعة من المهندسين المؤهلين لغوياً وتكنولوجياً للعمل مع شركة سامسونج لتكوين فريق متكامل للعمل فى مشروعات محطات الطاقة النووية السلمية لإنتاج الطاقة الكهربائية والمياه المحلاة وسوف تكون تلك المشروعات هى المشروعات المستقبلية فى الدول العربية والأفريقية ولذا فإن التأهيل والتدريب لهذه المشروعات هو ضمان التفوق والإستمرار مع التحديات والمنافسة مع الشركات العالمية .