عرف فضيلة الإمام الجليل محمد متولى الشعراوى ببلاغة كلماته وبساطة أسلوبه وجمال تعبيره وقد إستطاع من خلال تقديم خواطره فى تفسير القرآن الكريم الوصول إلى أكبر شريحة من المسلمين فى جميع أنحاء العالم العربى ... وكلما أطل علينا الشيخ فى إحدى تسجيلاته القديمة الملائكية يرتدى جلبابه الأبيض المتميز و يتكئ على أريكته ممسكاً بإحدى يديه كتاب الله والأخرى يشرح بها تهافتت عليه قلوبنا وحلقت حوله عقولنا من فيض ما فتح عليه الرحمن من فتوحات ربانيه وفى هذا العدد نحتفل بذكرى مرور قرن وعام على مولده بعرض إحدى مؤلفاته كتاب معجزة القرآن مسلسلاً وفى هذا الكتاب الذى بدأه الشيخ بفصل عن حرية الإنسان يتساءل الشعراوى : كيف يكون القرآن نزل للأحياء ... بينما هو منهج يدعو إلى حياة قادمة ... نقول إن الله سبحانه وتعالى جعل الحياة الدنيا مجرد إختيار للآخرة .. لأن الله الذى كرم الإنسان ونفخ فيه من روحه , وجعله خليفة فى الأرض , يريد له حياة تليق بهذا المخلوق , وبتفضيل الله له , وبتسخير الله سبحانه وتعالى لكل ما فى السموات والأرض للإنسان
الانسان سيد الكون
فالكون كله بقواه الهائلة التى تفوق قدرة الإنسان ملايين المرات , والتى تستطيع أن تهلكه فى لحظة واحدة ... الكون كله بتلك القوى الهائلة الموجودة فيه مسخر لخدمة الإنسان ... الشمس تعطى أشعتها له ولا تستطيع أن تعصى .. والهواء يعطيه التنفس ولا يستطيع أن يرفض .. والبحار تعطيه الأمطار , ولا يستطيع أن تقول لا ... والأرض تعطية كل خيراتها ... فلا هى تقدر أن تمنع الزرع , ولا أن توقف الثمار عن الوجود .. وهكذا نرى أن كل مافى الكون مسخر لخدمة الإنسان ... الإنسان على إطلاقه ... مؤمنه وكافره ... عاصيه والمطيع ولكن هذا هو دار إختبار ...فالدنيا كلها ليست حياة الإنسان الحقيقية , ولكنها فترة زمنية محدودة , كاختبار أو إمتحان للحياة الحقيقية التى أعدها الله للإنسان العابد له , الشاكر له , المنفذ لمنهجه بحب وإختبار ...ولذلك نجد فى القرآن الكريم أكثر من آيه تلفتنا إلى ذلك فى قوله تعالى : (وإن الدار الآخرة لهى الحيوان ولو كانوا يعلمون ) الآيه 64 سورة العنكبوت أى أن الدار الآخرة هى الحياة الحقيقية ... وفى قوله تعالى : ( والله يدعو إلى دار السلام , ويهدى من يشاء إلى صراط مستقيم ) الآية 25 من سورة يونس .
الحياة الحقيقة هى الآخرة
لماذا أعد الله سبحانه وتعالى الحياة الحقيقية للإنسان فى الآخرة ؟ ....أولا .. لأن الدنيا دنيا أغيار يعانى فيها الإنسان ويكابد .. وليست فيها أحوال ثابتة مستقرة .. فأنت اليوم قوى , وغداً مريض .. وأنت اليوم حى , وغداً ميت ... لاشئ يستقر على حال ... فكل شئ فى الدنيا يتغير ويتبدل ...لماذا ؟ ...لماذا جعل الله سبحانه وتعالى الدنيا عالم أغيار ؟ حتى يلفتنا إلى أن كل شئ منه .... ونحن لا نملك شيئاً بذاتنا .. حتى نعرف أن الصحة من الله ..ولو كانت الصحة من أنفسنا ما مرضنا أبداً .. ونعرف أن الغنى من الله ...ولوكان الغنى تضعه عقولنا ما أصابنا الفقر أبداً .. ولكن تعرف أن القوة من الله ولوكانت من أنفسنا لما أصابنا الضعف ... وذلك حتى نتذكر دائماً نعم الله وقدرته فلا نعصيه .. ولكن نعرف أن الله سبحانه وتعالى هو الواهب وهو الفعال ... فلا تغرنا قدرتنا ونقول فعلنا ... ولا يغرنا ما نحن فيه من النعم فنقول كما قال قارون : ( إنما أوتيته على علم عندى ) من الأيه 78 من سورة القصص إنما يريد الله أن يجعلنا ملتصقين به .. ولا يحدث هذا إلا إذا عرفنا ضعفنا وقوة الله .. وعجزنا وقدرة الله .. فنتبع المنهج ونتجه إلى الله .. وكلما غرتنا مظاهر الدنيا تغير الحال من قوة إلى مرض ... ومن قدرة إلى عجز ... علنا نفيق ونتذكر .
عالم أغيار . . لماذا؟
وهكذا جعل الله سبحانه وتعالى هذا الكون عالم أغيار رحمة بنا ... فلو أنه ليس عالم أغيار لبعد الناس عن منهج الله ...لو رأوا فى أنفسهم قوة لا تضعف ...وقدرة لا تعجز ... ومالاً لا يغنى ولا يذهب ... لا بتعد الكثير عن ذكر الله ولغرتهم قوتهم ,, فأفسدوا فى الأرض ... وانطلقوا مع أهوائهم وشهواتهم .... وأحس كل واحد منهم أن بقوته وقدرته قد استغنى عن الله سبحانه وتعالى فمادامت القوة لا تتغير ولا تتبدل .. فكثير من الشفاه تنسى كلمة يارب .. طغيان البشر يزداد فى الكون كله ... مصداقا لقول الحق سبحانه وتعالى : ( إن الإنسان ليطغى أن رآه استغنى ) الآية رقم 6-7 من سورة العلق , ولقد شاءت رحمة الحق سبحانه وتعالى ... أن يوجد فى الكون مايذكرنا دائماً بأننا لا نفعل شيئاً إلا بقدرة الله سبحانه وتعالى ..فنحن نرى بأعيننا , ولكن الله شاء أن يخلق من له عينان ولا يبصر ... لنعلم أن العين لا تبصر بذاتها ...ولكنها تبصر بقدرة الله ونمشى بأقدامنا .. ولكن الله شاء أن يوجد من له قدمان ولا يستطيع المشى ...ونسمع بآذاننا ...ولكن مشيئة الله خلقت من له أذنان ولا يسمع .... تلك أمثلة قليلة مما وضعه الله فى الكون وعوضه عما فقد بميزات أخرى , ليكون ميزان العدل موجوداً ... فوجد من هو أعمى ومن أعلم الناس ... ووجد من لا تحمله قدماه وحكم أقوى دولة فى العالم من فوق كرسى متحرك . إذن فالعالم الأغيار , رحمة بالإنسان , حتى لا يطغى ويبتعد عن منهج الله ... وتسخير الله لقوى هائلة فى الكون لخدمة الإنسان رحمة من الله بنا , حتى نتذكر كل يوم , ونحن نرى الشمس والأرض والبحار , ونتنفس الهواء , أن هذه القوى كلها مسخرة لنا بقدرة الله .
مصير العلماء غير المؤمنين
نأتى بعد ذلك إلى النقطة الثانية ... وهى أن الله سبحانه وتعالى يريد أن يخص بنعمه عباده الطائعين الشاكرين ... ولكى يكون ذلك عدلاً فلابد أن تكون هناك فترة إختبار يمر بها كل منا ... يكون فيها قادراً على المعصية ولكنه يطيع ... ويكون قادراً على الإفساد فى الأرض ولكنه يصلح .. كل هذا حباً لله وليس لأى هدف آخر ... فالإنسان يصلى طاعة لله ... ويتصدق حباً فى الله ويعمل الصالحات إرضاءً لله ... فمن فعل ذلك بإيمان حقيقى تقبل الله منه .... ومن فعل كل هذا , وليس فى قلبه إيمان لم يتقبل منه , وهذه النقطة لابد أن نلتفت إليها جيداً لأنها أخذت جدلاً كثيراً بين العلماء . فالناس تتساءل : أولئك الذين قدموا للبشرية إكتشافات أفادت الدنيا كلها .. ذلك الذى إكتشف البنسلين ..ذلك الذى كشف الله على يديه دواء لداء كان بلا شفاء ... أولئك الذين قدموا للإنسانية خدمات هائلة انتفع بها البشر جميعاً ولكنهم لم يكونوا مؤمنين .. هل يخلدون فى النار ؟ بعض العلماء قال : لا ... وقال إنهم سيدخلون الجنة لما قدموا من خير للبشر ... ولكنى أقول لهم : مادام لم يكن الله فى بالهم فلن يدخلون الجنة ... لماذا ؟ لأنك إذا عملت عملاً , فإنك تأخذ أجرك ممن عملت من أجله ... ذلك قانون أزلى .. فلا يمكن أن تكون عاملا ً فى مصنع ثم تطالب صاحب مصنع آخر بأن يدفع لك أجرك ...
والله أغنى الشركاء عن الشرك .. لماذا ؟ ... لأنه لا يحتاج إلى أحد من مخلوقاته ... فالله قد خلق الكون كله , بما فيه من نعم وأرزاق ومخلوقات , بكمال قدرته سبحانه وتعالى ...ولم يستعين فى ذلك بأحد ... ولا احتاج فى يوم من الأيام إلى أى مخلوق , أو مجموعة من المخلوقات , ليستكمل بها كمال قدراته تبارك وتعالى وتنزه ...ومن هنا فهو غنى عن خلقه جميعاً غنى عن أى شريك ... فإذا قصدت بالعمل وجه الله وحده .. تقبله منك وجزاك عليه .. وإذا أشركت مع أحداً ترك كل ما عملت لمن أشركت به , لأن الحق سبحانه وتعالى غنى عن هذا كله .
حدود حرية الإنسان
ولذلك نجد القرآن الكريم يؤكد على هذا المعنى فى آيات كثيرة فيقول الحق سبحانه وتعالى : ( فمن يعمل من الصالحات وهو مؤمن ) من الآية 94 من سورة الأنبياء ... ومعنى قول الحق سبحانه وتعالى : ( وهو مؤمن ) أن هناك من يعمل عملاً صالحاً وهو لا يؤمن ... وإنما يقصد بهذا العمل إرضاء بشر..وقول الحق سبحانه وتعالى : ( قل هل ننبئكم بالأخسرين أعمالاً . الذين ضل سعيهم فى الحياة الدنيا وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعاً . أولئك الذين كفروا بآيات ربهم ولقائه فحبطت أعمالهم فلا نقيم لهم يوم القيامة وزناً ) الأيات 103 و104و105 من سورة الكهف , وحتى تكون الدنيا دار إختبار لعمل الإنسان ...فكان لابد أن يخلق الإنسان مختاراً ... مختاراً فى ماذا ؟ ... فى أن يتبع منهج الله أو يعصى ... وبعض الناس يحسب –وهماً-أن إختيار الإنسان فى الحياة إختيار مطلق ...وتسمع كثيراً من الناس يقول لك : أنا حر على إطلاقها .نقول له لست حراً إلا فيما يؤهلك للحياة الآخرة ... فيما يؤهلك للجنة أو النار ... إذن فالإختيار هنا إختيار الإنسان إختبار ...وليس إختياراً على إطلاقه ... وإلا لو كان إختيار الإنسان على إطلاقه لوقى نفسه المرض ..فعندما يأتى إليه المرض يختار الصحة ... أو عندما تأتى إليه حوادث الدهر يختار ألا تقع عليه ... بل كان يكون له إختيار فى جسده مثلا ً , فيختار متى ينبض قلبه ... ومتى يتوقف .... ومتى تتنفس الرئتان ومتى لا تتنفسان .. ومتى تعمل المعدة والأمعاء ومتى لا تعمل .. وماهى العضلات التى تتحرك عندما يقف وعندما يمشى وعندما يجرى .. وألوف من الأشياء الأخرى .... ولكن الإنسان يقوم ويجلس ... ويمشى ويقف ويجرى ويبطئ الخطى .. وهو لايعرف أى العضلات تتحرك , وأيها لا تتحرك ... كل أحداث الدنيا التى تقع على الإنسان لا إختيار له فيها .. فنجد إنساناً حريصاً على أن يركب الطائرة أو القطار ... مع أن هذه الطائرة أو القطار يحمل له الموت بعد ساعة فى حادث سيقع .. ولا أحد يختار الموت ولكنك تجد أولئك الذين كتب عليهم الموت فى حادث طائرة مثلاً هم أحرص الناس على ركوب هذه الطائرة .. بل إن بعضهم قد يسعى ويتحدث مع هذا ومع ذاك , ليحصل على مقعد فى الطائرة التى تحمل له الموت .
الاختيار محدود بالمنهج
إذن فإختيار الإنسان فى الحياة محدود بالمنهج ... وهذه رحمة أخرى من رحمات الله على خلقه .. حتى نتذكر أننا لسنا أحراراً بإرادتنا .. ولكننا أحرار بمشيئة الله .. وفيما أراد الله سبحانه وتعالى لنا أن نملك حق الإختيار فيه ... فلا يجعلنا حق الإختيار هذا نبتعد عن الله ...بل نعرف مهمتنا فى الحياة , وهى فى منهج الله وعبادته ...فلا يغرنا ذلك بأن نصدق أننا أخذنا هذا الإختيار بقوتنا نحن ... فإذا عرفنا ذلك إتجهنا إلى الله سبحانه وتعالى فى إختيارنا ... فإذا قال إفعل نفعل .. وإذا قال لا تفعل لا نفعل ...إذن فمنهج الحياة الدنيا بما فيه من عالم الأغيار , وبما فيه من حرية الإختيار .. كل هذا كان يجب أن يذكرنا بالله دائماً ... لنعرف أن هذا كله هو من قدرة الله سبحانه وتعالى , وليس بقدراتنا .. فلا نعصى ولا نتجبر ... ولكن نخشع ونخضع لنفوز بالحياة الحقيقية التى أعدها لنا الله , ونفوز برضاه ونعمه ... ولنعلم يقينا أننا مهما علونا فى الأرض ... ومهما بلغنا من أسباب القوة فنحن فى قدرة الله لا نخرج عنها أبداً , ونحن فى قبضة الله لا نستطيع أن نفلت منها ... وأن وعد الله حق ... بأن كل ما فى الدنيا يذكرنا بالآخرة من أحوال تتغير , ومن إختيار محدود فى المنهج ... ومن قوى أكبر منا تخدمنا وتعمل من أجلنا .
الحقيقة المنسية
ولكن رغم كل هذا هل اتعظ الإنسان ؟ ... هل أحس يقيناً أنه سيلقى الله فى الآخرة ؟ ... وهل أحس بالنعم التى أعدها الله له فى الجنة ؟ .. الجواب عن ذلك لا .. رغم أن كل لحظة فى حياتنا الدنيوية تذكرنا بالآخرة الذين يوقنون بالآخرة يحسبون لذلك اليوم ألف حساب ...ولو أن كل إنسان منا تذكر هذه الحقيقة لصلح أمر الدنيا ...ولحاسب كل منا نفسه قبل أن يحاسبه الله سبحانه وتعالى ...ولكن الناس نسوا يوم الحساب ... وانطلقوا مع أهوائهم يفعلون ما تشتهى أنفسهم ... يرتكبون المعاصى ويعتدون على الحرمات , ويأخذون المال الحرام , ناسين أو متناسين أن كل هذا محسوب عليهم ومكتوب عليهم ... فهناك الحفظة الكرام الذين يكتبون كل شئ . هذه مقدمة كان لابد منها لإيضاح الهدف الذى نسعى إليه من هذا الكتاب ... وهو أن يتذكر الناس أن هناك حسابا قادماً ... بعد أن عم الفساد معظم أقطار الأرض ... وإنطلق الناس بعدم إيمانهم بالآخرة يفعلون كل شئ , وأى شئ ... حاسبين أن الله غافل عما يعملون ... ولكن الله سبحانه وتعالى يقول : ( ولا تحسبن الله غافلاً عما يعمل الظالمون . إنما يؤخرهم ليوم تشخص فيه الأبصار ) الآية 34 من سورة إبراهيم .
اليقين بالاخرة
والإيمان بيوم القيامة هو الأساس فى العمل الصالح ... ففى أول سورة فى القرآن الكريم سورة البقرة .. فى أولى آياتها يوضح الله سبحانه وتعالى مطلوبات الإيمان فيقول : ( آلم . ذلك الكتاب لا ريب فيه هدى للمتقين . الذين يؤمنون بالغيب ويقيمون الصلاه ومما رزقناهم ينفقون . والذين يؤمنون بما أنزل إليك وما أنزل من قبلك وبالآخرة هم يوقنون . أولئك على هدى من ربهم وأولئك هم المفلحون ) الآيات (1-5) من سورة البقرة . وهكذا نرى أن من مطلوبات الإيمان أن يكون هناك يقين بالآخرة ... لماذا ؟.... لأنك إذا لم تؤمن بالآخرة فافعل ما شئت مادام ليس هناك حساب ...وما دمت لا تلاقى الله ... فمم تخشى ؟ وماذا تخاف . إن إساس اليقين فى الدنيا هو يقين بالآخرة ...ذلك الذى يقف حائطاً صلباً بينك وبين كل المعاصى ... وبينك وبين كل المظالم .. فالناس ترتكب المعصية .. لأن الجزاء مستور عنا ... لو رأينا العذاب لما اقترب واحداً منا من المعاصى ... لو رأى السارق ما سيفعل به يوم القيامة لما اقترب من المال الحرام ... ولو رأى الزانى جهنم ولو لحظة واحدة لما استطاعت نساء الدنيا كلها أن يغريينه ولو رأى أى إنسان جزاء ما ينتظره على المعصية لما ارتكبها .. ولكن لأن الجزاء مخفى عنا .. ولأننا لا ندقق ولا نتفهم بعمق مارواه الله سبحانه وتعالى لنا عن الآخرة ,فإننا ننطلق إلى المعاصى ... تغرينا الشهوة العاجلة التى نحققها , وننسى ما هو خالد قادم وأساس السلوك البشرى فى الدنيا هو اليقين الذى يرفع يد القوى عن أن يغتصب حق ضعيف ... لأنه يعلم أنه ملاقى الله يوم القيامة .. ويوقف كل قادر عن أن يأخذ أموال الناس بالباطل ويبقى فى الأرض ... فإذا تذكرت الآخرة وأنت تهم بأى معصية ,فإنك سترفع يدك عنها على الفور خوفاً من عقاب الله .
منطق عدم الايمان
ولو أننا تتبعنا منطق انكار الإيمان لوجدناه كله قائماً على عدم الإيمان بالآخرة ... وفى هذا آيات كثيرة فى كل سورة من القرآن ... ماذا قال الكفار ؟ ... ما هو منطق عدم الإيمان ؟ ... قولهم : ( وقالوا ما هى إلا حياتنا الدنيا نموت ونحيا وما يهلكنا إلا الدهر ومالهم بذلك من علم . إن هم إلا يظنون ) سورة الجاثية – الآية 24 .... كان هذا هو منطق الكفار .. وعدم إيمانهم هو إنكار للبعث وإنكار ليوم القيامة . فلما جادلهم الرسل قالوا : ( وإذا تتلى عليهم آياتنا بينات ما كان حجتهم إلا أن قالوا ائتوا بآبائنا إن كنتم صادقين ) الآية 25 من سورة الجاثية , وفى سورة المؤمنون – الآيات 35 و36 و37 : ( أيعدكم أنكم إذا متم وكنتم تراباً وعظاماً أنكم مخرجون هيهات هيهات لما توعدون إن هى إلا حياتنا الدنيا نموت ونحيا وما نحن بمبعوثين ) واقرأ فى سورة المؤمنون فى الآيتين 82 و 83 أيضاً : ( قالوا أئذا متنا وكنا تراباً وعظاماً أئنا لمبعوثون .لقد وعدنا نحن وآباؤنا هذا من قبل إن هذا إلا أساطير الأولين ) وفى سورة الصافات فى الآيتين 16, 17 (أئذا متنا وكنا تراباً وعظاماً أئنا لمبعوثون أو آباؤنا الأولون ) وفى سورة النحل – الآية 38 ( وأقسموا بالله جهد أيمانهم لا يبعث الله من يموت بلى وعداً عليه حقا , ولكن أكثر الناس لا يعلمون )