الالتهابات الفطرية والبكتيرية أكثر الأمراض الجلدية إنتشاراً فى الصيف
إن الالتهابات الفطرية والبكتيرية هى الأكثر إنتشاراً فى فصل الصيف وخصوصاً ما يسمى منها بالفطريات المبرقشة أو الملونه وهى عبارة عن بقع بنية عليها قشرة خفيفة تظهر على أجزاء الجلد لا تضايق المريض ولكن مظهرها يؤذيه وخصوصاً إذا ما انتشرت على مساحة كبيرة من الجلد , والفطريات موجوده فى الجلد بصورة طبيعية ولكن مع الرطوبة وإرتفاع درجة الحرارة وزيادة التعرق تتكاثر الفطريات وتنتشر لتغطى مساحات كبيرة من الجسم وتعالج بالغسول وتوصف الحبوب المضادة للفطريات لعلاج بعض الحالات وأيضاَ هناك أنواع أخرى من الالتهابات الفطرية منها فطريات القدم وفطريات ما بين الفخذين الناجمه عن إرتفاع درجة حرارة الجسم ورطوبته . أما الالتهابات البكتيرية فهى أحد الأنواع التى تميز بظهور إحمراراً فى الإبط وما بين الفخذين وتعالج بالمضادات الحيوية وهناك أنواع أخرى من الالتهابات البكتيرية مثل الدمامل التى يوجد بها صديد وتعالج أيضاً بالمضادات الحيوية وهنا يجدر الإشارة بأنه يجب التركيز على المصابين بالالتهابات الجلدية من مرضى السكر لأن إنتشار الالتهابات يكون لديهم بصورة أكبر وعلاجهم يحتاج إلى وقت أطول . إن إرتفاع درجة الحرارة والرطوبة عامل أساسى فى الإصابة بالالتهابات الجلدية ولكن ارتياد الناس للمصايف ولحمامات السباحة خلال فصل الصيف والتعرض المباشر لأشعة الشمس يسببان مشكلات أخرى مثل الإصابة بحروق الشمس لذلك يجب إستخدام الكريمات الواقية للتقليل من حروق الشمس والآثار المؤدية إلى شيخوخة الجلد , وبالنسبة لارتياد حمامات السباحة فإننا نوصى بأن يكون المكان نظيفاً ويجب على مرتادى حمامات السباحة غسل الجسم بالماء قبل النزول وبعد الخروق منها للتخلص من آثار الكلور وكل ما قد يعلق بالجسم وضرورة لبس الأحذية أو النعل عند المشى حول حمام السباحة لأن الرطوبة الموجودة تساعد على انتقال الفيروسات من خلال المياه الراكده حوله. نذكر أيضاً من الأمراض الجلدية النخالة البيضاء وهى شائعة ويصاب بها الكثير من الأطفال ولكن نطمئن الأمهات بأن الإصابة بها لها علاقة بالتعرض المفرط لأشعة الشمس وهى درجة بسيطة من الحساسية الجلدية يصاحبها جفاف وتغير فى لون الجلد ولا تستدعى فى الغالب تدخلاً علاجياً لذلك يجب التقليل من التعرض للشمس وإستخدام الكريمات الواقية . وأخيراً نريد أن نلفت النظر إلى أن فصل الصيف عموماً ليس سيئاً دائماً فهناك أمراض جلدية تتحسن فى هذا الفصل مثل الأكزيما الجلدية والصدفية لأن جزءاً من المرض يتحسن بوجود الرطوبة فى الجلد وأشعة الشمس والتعرض لها بصورة بسيطة ما بعد الساعة الثالثة ظهراً وليس أوقات الذروة لأن ذلك يساعد على تكوين فيتامين (د) فى الجسم ويحافظ على سلامة العظام وعموما ً يجب الإهتمام بالنظافة الشخصية وتبديل الملابس ولبس الملابس القطنية الخفيفة كلما أمكن والتى لا تزيد من تعرق الجلد ويفضل تجنب لبس الملابس المصنوعة من الألياف الصناعية والملابس ذات الألوان الداكنة صيفاً لأن إرتدائها لا يناسب فصل الصيف فى مصر فالأولى ترفع حرارة الجلد أكثر من اللازم وتؤدى إلى زيادة التعرق وتكاثر البكتريا على الجلد أما الثانية فتجذب الحرارة وترفع درجة حرارة الجسم لذلك تفضل الأقمشة القطنية ويفضل اللون الأبيض والألوان الفاتحة وخصوصاً أن ارتداء الألوان الداكنة لفترات طويلة يؤدى إلى تبقع الجلد , وفى النهاية نؤكد على ضرورة حماية الأطفال من التعرض لأشعة الشمس عن طريق لبس القبعة واستعمال الكريمات الواقية التى زاد كثيراً وعى الناس بشأنها فى الفترات الأخيرة .
د. رانيا محمد حلمى عابدين
ماجستير الأمراض الجلدية