رسالة إلى مريض
هذه رسالة إليك رسالة لمن أصابه المرض فأقعده عما يحب رسالة لمن أصابه المرض فتألم منه أشد الألم رسالة لمن أصابه المرض فأقعده ما يحب
أقول لك أخى المريض : ربما يكون ألمك شديداً ولكن هذا ليس لهوانك على الله إن الرسول صلى الله عليه وسلم كان يتألم ألما يساوى ألم اثنين بمعنى أنه ألم مضاعف حتى قال له ابن مسعود : إنك توعك وعكاً شديداً . قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إنى أوعك كما يوعك رجلان منكم " فقال ابن مسعود : ذلك بأن لك أجرين ؟ فقال صلى الله عليه وسلم : أجل ( أخرجه البخارى ومسلم ). وعن أم المؤمنين عائشة-رضى الله عنها – قالت : " ما رأيت رجلاً أشد عليه الوجع من رسول الله صلى الله عليه وسلم (أخرجه مسلم فى كتاب البر والصلة والآداب والبخارى فى كتاب المرض والترمذى فى الزهد ) . والألم يصيب المؤمن كما يصيب غيره , ولكن الفارق يكون فى رجاء المتألم وأمله , فهما كلمتان متجانستان ألم وأمل , أعظم الأمل هو الأمل فى الله . هذا هو الفارق الذى يخفف ألم المؤمنين ......
الرجاء فى الله تعالى وأبدأ رسالتى إليك – أخى المريض – بما ينبغى ألا ننساه .
أولا : أن مرضك ليس لهوانك على الله :
أخى المريض : ينبغى أن تعلم أنك لست هيناً على الله فلم يكن نبى الله أيوب هيناً عنده حتى يمرضه , بل إن الأنبياء قد ابتلوا جميعاً فقد سأل سعد بن أبى وقاص النبى صلى الله عليه وسلم : أى الناس أشد بلاء ؟ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :" الأنبياء ثم الأمثل فالأمثل , يبتلى المرء على حسب دينه فإن كان فى دينه صلباً اشتد بلاؤه وإن كان فى دينه رقة ابتلى على حسب دينه فما يبرح البلاء بالعبد حتى يتركه يمشى على الأرض وما عليه خطيئة " ( أخرجه ابن حيان )
ودليل آخر على عدم هوان المريض على الله : أن الله عز وجل يقول يوم القيامة : " يا ابن آدم مرضت فلم تعدنى قال : يارب كيف أعودك وأنت رب العالمين ؟ قال : أما علمت أن عبدى فلاناً مرض فلم تعدع ؟ أما علمت أنك لو عدته لوجدتنى عنده ؟ ( رواه مسلم عن أبى هريرة فى كتاب البر والصلة والآداب )
فتأمل قوله سبحانه للإنسان : " مرضت فلم تعدنى " يعنى مرضت فلم تزرنى , وتأمل قوله تعالى :"لو عدته لوجدتنى عنده " ...... سبحان اله إن الله عندك أيها المريض يثبت من زارك ويعاتب من لم يزرك وفى ذلك تشريف لك وبيان لعلو قدرك عنده . دليل ثالث على قدرك عنده ومعزتك أيها المريض أنه تعالى ما كان ليضيع ثواب أعمالك السابقة التى أقعدك عنها المرض بل يجرى لك ثواب ما أعتدت أن تقوم به من الأعمال الصالحة قبل مرضك . دخل شداد بن أوس بن ثابت الأنصارى على رجل مريض فقال له : كيف أصبحت ؟ فقال : أصبحت بنعمة . فقال شداد : أبشر بكفارات السيئات وحط الخطايا فإنى سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : " إن الله عز وجل يقول إنى إذا ابتليت عبداً من عبادى مؤمناً فحمدنى على ما ابتليته فإن يقوم من موجعه ذلك كيوم ولدته أمه من الخطايا , ويقول الرب عز وجل : " أنا قيدت عبدى وابتليته فاجروا كما كنتم تجرون له وهو صحيح "
( أخرجه أحمد فى كتاب مسند الشامين من حديث إبى الأشعث الصنعانى ) .
أخرج البخارى فى الأدب عن عبد الرحمن بن سعيد عن أبيه قال : كنت مع سليمان – رضى الله عنه – وعاد مريضاً فى كنده فلما دخل عليه قال : " أبشر فإن مرض المؤمن يجعله الله كفارة ومستعتباً , وإن مرض الفاجر كالبعير عقله أهله ثم أرسلوه فلا يدرى لم عقل ولم أرسل " .
وأخرج ابن جرير والبيهقى عن عبدالله بن نافع قال : عاد أبو موسى الحسن بن على – رضى الله عنهما – فقال على : أما إنه ما من مسلم يعود مريضا ً إلا عاد معه سبعون ألف ملك يستغفرون له إن كان مصبحاً حتى يمسى وكان له خريف فى الجنة " ( خريف : الساقية التى تسقى النخل ) .
إعداد الأستاذ / فضل عبد المعز زناتى
من أسرة المقاولون العرب