قرأت لك
" السلطان الحائر " لـ توفيق الحكيم
* يعتبر توفيق الحكيم رائد من رواد الرواية والكتابة المسرحية العربية ، وصاحب مكانة رفيعة فى تاريخ الأدب العربى الحديث ، بل يمتد تأثير أدب وفكر الحكيم على أجيال متعاقبة من الأدباء . يستمد الحكيم أعماله من التراث الـ ( فرعونى ـ رومانى ـ قبطى ـ اسلامى) . ومن أشهر مؤلفاته " اهل الكهف ـ عودة الروح ـ شهر زاد ـ يوميات نائب فى الأرياف ـ الملك أوديب " ومسرحية " السلطان الحائر " والتى كتبها فى نهاية الخمسينات وتعد أحد روائع الحكيم المسرحية وتقوم على فكرة
أيهما أولى بالأتباع ؟
السيف أم القانون ؟
* يحاول الحكيم الإجابة عن هذا السؤال الحائر على مر التاريخ فى هذه المسرحية والتى تدور أحداثها فى فترة حكم المماليك عن حاكم يكتشف بعد وفاة سلطان البلاد وتوليه قيادتها إنه مازال عبدا لم يحرر . ومن الشروط اللازم توافرها أن يكون الحاكم حرا ، فلا يمكن لعبد أن يحكم شعبا .
وهنا يقترح "الوزير" والذى يمثل قوة " السيف" فى المسرحية أن يقتل "تاجر الرقيق" الشاهد الوحيد بأن السلطان مازال عبد لم يحرر ، و يبدأ من هذا الحدث الصراع بين الشخصيات الرئيسية فى المسرحية ، السلطان والوزير يفكران فى مخرج للأزمة،
و يصر " القاضى " الذى يمثل قوة " القانون " على تنفيذه بأن يباع السلطان فى مزاد ويعتقه من يشتريه .
وفى النهاية يمتثل السلطان لقرار القاضى ويباع فى مزاد وتحدث مفاجأة بأن من اشتراه ماهى إلا " غانية " وهى إحدى الشخصيات الرئيسية فى المسرحية ، تصر على ألا تعتق السلطان إلا بشروط. يحاول الوزير التدخل مرة أخرى لإنقاذ السلطان من يد الغانية ، وفى نفس الوقت يحاول القاضى التحايل على القانون لللوصول إلى حل لإنقاذ السلطان من هذه الورطة .
وتتوالى الأحداث إلى أن تنتهى المسرحية بأن استعاد السلطان حريته ، وأصبح رمزا أمام شعبه كقائد وفارس أمتثل للقانون فاكتسب احترام نفسه وشعبه .
ولم يعد سلطان الحكيم حائرا
بين السيف والقانون
* نجح توفيق الحكيم فى تجسيد الصراع بين الشخصيات مستخدما حوار ذات لغة سهلة، ثرية وعميقة المعنى فى توصيل الرسالة للقارىء بأن قوة القانون وليس قوة السيف الضمان الوحيد الذى ينظم العلاقة بين الناس دون ظلم لطرف لصالح طرف أخر ومن ناحية أخرى تنظيم العلاقةالأزلية بين الحاكم والمحكوم والتى تؤدى إلى بناء شعوب وبلاد متقدمة .
مشاركة الزميلة الهام المليجى
إدارة العلاقات العامة والإعلام