الثورة عمل وبناء
قال الله تعالى (وقل أعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون) (التوبة 105)
- مصر بلد الأمن والأمان – هكذا وصفها رب العزة وكرمها فى القرآن الكريم فى العديد من الآيات منها قوله تعالى(وقال ادخلوا مصر إن شاء الله آمنين) (يوسف99) ، وقوله تعالى (وأوحينا إلى موسى وأخيه أن تبوءا لقومكما بمصر بيوتاً) (يونس 87) ، كما كانت مطمعاً للعديد من الحكام على مر العصور كما جاء فى قوله تعالى(ونادى فرعون فى قومه قال يا قوم أليس لى ملك مصر وهذه الأنهار تجرى من تحتى (الأعراف 51).
- وبعد أن عاشت مصر سنين طويلة تعانى من القهر والظلم وفساد الحكام ، شاء الله أن يرفع عنها هذه الغمة وأن يضعها على الطريق القويم وأن يحكمها حكام شرفاء حكماً ديموقراطياً عادلاً ونزيهاً ، وأن يعيد لأبنائها خيرات البلاد وثرواتها المنهوبة ، لتكون فى مصاف الدول المتحضرة ، فهى أهل لذلك بتاريخها ورجالها وعلمائها وخيراتها وحضارتها وصبر أهلها ، فكانت ثورة 25يناير المجيدة التى أطلق شرارتها شباب مصر الشرفاء وانضم إليها وأيدها وباركها سائر أطياف شعب مصر شباباً وشيوخاً رجالاً ونساءً ، فراراً من حالة الكبت والإكتئاب واليأس من الإصلاح ، وخروجاً من دوائر الفساد إلى نسيم الحرية والعدل والكرامة .
- وتمضى المسيرة بفضل الله بدءاً بإرساء قواعد الحكم الديمقراطى ومحاربة الفساد ومحاكمة وتطهير البلاد من المفسدين ، كل ذلك إلى غد مشرق بكل أنواع الخير والبركات والأمن والأمان لأبناء هذه الأمة الذين عانوا كثيراً فى العهود الماضية فصبروا واحتسبوا وسألوا الله تعالى العون فاستجاب الله لدعائهم وأشاد سبحانه بصبرهم وعملهم (ولنجزين الذين صبروا أجرهم بأحسن ما كانوا يعملون ) (النحل 96)
- فالعمل هنا أمر واجب وهو مفتاح الخير الذى أمرنا به رب العزة ورسوله الكريم ، كما أنه يحمل معنى الشكر على ما أنعم الله به على هذه الأمة من ثورة مجيدة أثنى عليها الجميع محلياً وعالمياً من حيث الهدف والأداء ، وبالعمل والإنتاج يعم الرخاء ، وبالإخلاص فى العمل يتضاعف الإنتاج وتتحقق الرغبات والأمانى والمطالب من أجل عيش كريم شريف للصغير والكبير ، وذاك هو الهدف الأسمى للثورة .
- إن شركتنا قامت من أول يوم على احترام العامل والحث على العمل ، هكذا كان يقول مؤسسها المغفور له المهندس عثمان أحمد عثمان فهو القائل "لقد تعلمت على يد أعظم معلم وهو العامل المصرى ، وسارت الشركة على مر العصور وتتابع الرؤساء والقيادات على نفس الدرب من العمل الدؤوب والعطاء والتقدير للعاملين
- ولازالت الشركة والحمد لله هى الملاذ الذى تلجأ إليه الدولة فى الشدائد والإنجازات التى تتطلب القدر الكبير من الكفاءة والخبرة والسرعة والإتقان ولها فى هذا المجال ما هو مشرف بدءاً من السد العالى وانتهاء بالعديد من المشروعات ذات الطابع الوطنى والتى تخدم قطاع كبير من شعب مصر .
- يقول أهل العلم والمعرفة من حكماء هذه الأمة أن الخير قادم إن شاء الله ، وثروات البلاد ونتاج أعمال أبنائها يكفى لتغطية كافة حاجات ومتطلبات الحياة الآمنة الشريفة ، كل ذلك بالصبر والتقوى وشكر الله على نعمائه ، وعدم الإقتداء أو الإلتفات إلى ما يسمى بالمطالب والمظاهرات الفئوية والإنتهازية التى يصاحبها تعطيل العمل أو تخريب المنشآت أو ترويع الناس ، كل ذلك مما يوجب غضب المولى جل وعلا ، ولا عائد منه إلا السقوط الخاسر لقوله تعالى (ومن يحلل عليه غضبى فقد هوى) (طه81).
- إن العمل أمانة ، وكل فرد مؤتمن على عمله ومسئول عنه (كلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته ) ومكلف بأدائه على الوجه الأكمل وبكل الإخلاص مع الحفاظ على ممتلكات الشركة وأبناء الشركة وسمعة الشركة ، وقد نهى رب العزة عن خيانة هذه الأمانة فى قوله (يا أيها الذين آمنوا لا تخونوا الله والرسول وتخونوا آماناتكم ) الأنفال 27)
- إن شركتنا صرح كبير أساسه متين ، تاريخها عريق ماضيها مشرف ، فعلى مر أكثر من 60عاماً كان لها السبق فى تنفيذ كبرى المشروعات العملاقة داخل وخارج مصر كما أنها تملك الصفوة من الإمكانات البشرية والفنية ولذا فهى جديرة بأن نحافظ عليها وندافع عنها وأن نرعى الله فيها بالتقرب إلى الله بالعبادات وطاعة أولى الأمر ، فإن قيادات الشركة كانت وما زالت وسوف تظل تعمل وتتطلع إلى كل ما فيه خير الشركة وأبنائها مادياً وصحياً واجتماعياً
- ولن يتحقق ذلك ويؤتى ثماره العاجلة إلا بالعمل المخلص ودفع عجلة الإنتاج والحوار الهادئ البناء مع المسئولين فى كل ما يتعلق بالمطالب أو الإقتراحات دون إضرار بالعمل ووقت الشركة وأصولها ، ولنكن فى ذلك قدوة لغيرنا عملاً وانضباطاً وصبراً من أجل مستقبل حياتنا وأبنائنا .
- ونسأله تعالى التوفيق والسداد وأن يكشف الغمة ويحفظ الأمة ويصرف عنها كيد الكائدين وشرور المخربين – آمين
م. رزق الشناوى