ندوات دينية لترسيخ المفاهيم الإسلامية الصحيحة وتحفيز العاملين على زيادة الإنتاج بقطاع التشييد
تفعيلاً لرسالة المهندس إبراهيم محلب رئيس مجلس الإدارة نحو زيادة الإنتاج وبناء على توجيهات المهندس عبد اللطيف غباره عضو مجلس الإدارة نظم قطاع التشييد والأعمال التخصصية ندوات دينية خلال الشهر الكريم بمواقع العمل و الإنتاج بإدارات القطاع ( الأعمال الاعتيادية – النقل والخدمات – الأعمال الصحية والتشطيبات – الشدات والأعمال التخصصية – صيانة القصور والآثار – الأعمال الكهربائية) صرح بذلك المهندس إمام عفيفى رئيس القطاع وأوضح أن الهدف منها كان ترسيخ المفاهيم الدينية الصحيحة لدى العاملين والارتقاء بالمستوى الفكري والثقافي والإخلاقى لديهم وأيضاً دافعاً قوياً فى التغلب على العوائق الاجتماعية والنفسية التى تؤثر على قدراتهم وتحد من إسهاماتهم الفعالة فى مجال العمل مؤكداً أن هذه الندوات كان لها الأثر الطيب على سلوك العاملين ودفع عجلة الإنتاج وأنها شهدت حضوراً كبيراً من العاملين وقياداتهم وحاضر فيها الدكتور أحمد السيد البسيونى أستاذ علوم القرآن الكريم والدكتور عبد الله بركات عميد كلية الدعوة الإسلامية سابقاً بالأزهر الشريف حول المعنى الحقيقي للصوم وآثره فى المعاملات بين الأفراد ومراقبة الله فى السر والعلن.
التقوى مدخل لصناعة الذات
حيث أكد العلماء أن الهدف الرئيسي من الصيام هو التقوى قال تعالى ( يا أيها الناس كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون) سورة البقرة وأيضاً الترقي والتسامي عن متطلبات الجسد بمجاهدتها ومنهما عن هواها والانتصار عليها بإمساك اللسان عن اللغو والكذب والغيبة والنميمة وقول الزور والخوص فى الأعراض وعدم النظر إلى الحرام وبعد النفس عن الدنايا ومواطن الشك والشبهات. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( من لم يدع قول الزور والعمل به فليس لله حاجة فى أن يدع طعامه وشرابه ) صحيح البخاري.
وإذا ما تحققت التقوى فتحت أبواب الخير والرزق أمام العبد قال تعالى ( ومن يتق الله يجعل له مخرجاً ويرزقه من حيث لا يحتسب)سورة الطلاق.
وإذا كان الهدف من الصيام هو التقوى فإن التقوى هى أيضاً المدخل الأساسي لصناعة الذات حيث يستطيع الإنسان من خلالها التحكم فى النفس وتوجيهها الوجهه الصحيحة ويحلق بها بعيداً عن ضجيج المادة وتياراتها الجارفة والأخلاق والعادات السيئة.
مراقبة الله فى السر والعلن
وأكد العلماء أن مراقبة الله فى السر والعلن مطلوبة وقد أثنى الله على الذين يخشونه بالغيب فقال تعالى ( إن الذين يخشون ربهم بالغيب لهم مغفرة وأجر كبير) وذم المنافقين الذين يراقبونه فى العلانية دون السر فقال تعالى ( يستخفون من الناس ولا يستخفون من الله وهو معهم إذ يبيتون مالا يرضى من القول وكان الله بما يعملون محيطا).
وأخبر النبى صلى الله عليه وسلم عن فساد أعمال أقوام جعلوا الله أهون الناظرين إليهم وذلك لأنهم إذا خلوا بما حرم الله انتكهو حرمات الله وعصوه ولذلك جعل النبى صلى الله عليه وسلم مراقبة الله جل وعلا وتيقن اطلاعه على أحوال عبادة من أعلى مقامات الدين ففى حديث طويل سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الإحسان قال ( أن تعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك) وكان من وصايا النبى صلى الله عليه وسلم ( اتق الله حيثما كنت) أى فى السر والعلانية حيث يراك الناس وحيث لايرونك فخشية الله تعالى فى السر والعلن من أعظم ما ينجي العبد فى الدنيا والآخرة ولذلك كان من دعاء النبى صلى الله عليه وسلم ( أسألك خشيتك فى الغيب والشهادة) وكان الإمام أحمد ابن حنبل كثيراً ما ينشد قول الشاعر " إذا ما خلوت الدهر يوماً فلا تقل
خلوت ولكن قل على رقيب"
ولا تحسبن الله يغفل ساعة
ولا أن ما يخفى عليه يغيب
العمل فى الإسلام
ويؤكد العلماء أن الإسلام يعظم من شأن العمل فعلى قدر عمل الإنسان يكون جزاؤه قال تعالى ( من عمل صالحاً من ذكر أوأنثى وهو مؤمن فلتحيينه حياة طيبة ولنجزينهم أجرهم بأحسن ما كانوا يعملون) سورة النحل
فالأنبياء الذين هم أفضل خلق الله قد عملوا فقد عمل آدم عليه السلام بالزراعة وداود عليه السلام بالحدادة وعيسى عليه السلام بالصباغة ومحمد عليه الصلاة والسلام برعي الغنم والتجارة فلا يجوز للمسلم ترك العمل باسم التفرغ للعبادة أو التوكل على الله ولو عمل فى أقل الأعمال فهو خير من أن يسأل الناس .. جلس يوما الصحابة مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فرأوا رجلا قوياً يسرع فى السير ساعياً إلى عمله فتعجب الصحابة من قوته ونشاطه وقالوا: يا رسول الله لو كان هذا فى سبيل الله ( أى لكان هذا خيراً له) فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم موضحاً لهم أنواع العمل الطيب ( إن كان خرج يسعى على ولدة صغاراً فهو فى سبيل الله وإن كان خرج يسعى على أبوين شيخين كبيرين فهو فى سبيل الله وإن كان خرج يسعى رياء ومفاخره فهو فى سبيل الشيطان)رواه الطبراني
وأوضح العلماء أن للعمل والسعى على الرزق آداب يجب على المسلم أن يتحلى بها ومنها استحضار النيه بحيث يبتغي من عمله إشباع نفسه ومن يعولهم من الحلال وكفه عن الحرام وعدم تأخير العمل عن وقته والتبكير فى الذهاب للعمل قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( اللهم بارك لأمتى فى بكورها) والجد والإتقان فى العمل والبعد عن الحرام والأمانة والحفاظ على أسرار العمل وأن يؤديه على أكمل وجه وعلى صاحب العمل. أن يحفظ للعاملين حقوقهم فيدفع لهم الأجر المناسب ولا يكلفهم مالا يطيقون من العمل, وأخيرا يقول عمر بن الخطاب رضي الله عنه ( أرى الرجل فيعجبني فإذا قيل لاصناعة له سقط من عيني ويقول أيضاً ( لا يقعد أحدكم عن طلب الرزق وهو يقول اللهم ارزقني وقد علم أن السماء لا تمطر ذهباً ولا فضه).