نقل تمثال الملك رمسيس الثانى إنجاز هندسى فريد يُضاف لسجل المقاولون العرب
سيظل نقل تمثال رمسيس الثاني حتى وصوله إلى بهو المتحف المصري الكبير أحد أبرز وأصعب العمليات الهندسية في التاريخ الحديث، بما يؤكد ريادة شركة المقاولون العرب وقدرتها على تنفيذ المهام القومية الكبرى التي تتطلب أعلى درجات الدقة والمهارة. كما يُضاف إلى سجل إنجازات الشركة مشروع نقل وتثبيت 84 قطعة أثرية، التي تصل أوزان بعضها إلى 20 طناً، داخل الدرج العظيم بالمتحف المصري الكبير.
نقل تمثال الملك رمسيس الثاني عام 2006
تمثلت المهمة الصعبة فى نقل تمثال رمسيس الثاني من ميدان رمسيس وسط القاهرة إلى موقعه الجديد في المتحف المصري الكبير بمنطقة الهرم، الذي يبلغ وزنه أكثر من 80 طنًا وارتفاعه حوالي 11 مترًا وقد رفضت عدة شركات أجنبية تولي هذه العملية لما تتضمنه من مخاطر وتحديات هندسية معقدة، إلا أن شركة المقاولون العرب قبلت التحدي بإصرار وإيمان بقدرات المهندسين المصريين وقد شارك فى هذا العمل الهام أكثر من500 مهندس وفنى وعامل.
واجه الفريق الهندسي بالشركة العديد من التحديات، من بينها كيفية رفع تمثال بهذا الحجم والوزن دون إحداث أي تلف، ووضعه على ناقلة مصممة خصيصًا لتحمل الوزن الضخم مع الحفاظ على التوازن أثناء الحركة مما ادى الى عمل سلة معدنية حول التمثال وتثبيتها على قاعدة خرسانية له وتعليق السلة على مجموعة كمرات معدنية من خلال نقط تسمح لها بالحركة فى اتجاهيين "XY " لضمان رأسية التمثال ، بالإضافة إلى ضرورة تأمين الطريق بالكامل وتنسيق العمل مع الجهات الأمنية والأثرية لضمان سلامة الأثر والتزام الجدول الزمني.
وشاركت في عملية النقل أكثر من عشر إدارات متخصصة من داخل الشركة مما يعكس حجم التنسيق والتكامل بين قطاعات الشركة المختلفة.
نقل تمثال الملك رمسيس الثاني عام 2018
نُقل التمثال من مكانه المؤقت بمنطقة الهرم ، ليستقر علي عرشه في البهو الرئيسى بالمتحف المصرى الكبير وسط موكب عظيم تم إعداد فريق عمل على مستوى عالى من عدة إدارات للشركة يتضمن كافة التخصصات .
وقد بدأ فريق العمل بإعداد تقرير شامل عن الحالة الراهنة للتمثال كما تم عمل التغليف اللازم للتمثال لحمايته ومراجعة النظام الحامل للتمثال وصيانته وعمل الإختبارات اللازمة ثم تم تحرير التمثال لإزلة القاعدة الموجودة أسفله، كما تم إزالة كافة العوائق المحيطة بالتمثال فى مسار حركة السيارات.
و تم تصميم نظام روافع هيدروليكية تعمل فى الإتجاهين وتعمل الأربعة روافع بشكل متزامن ويبلغ حمولة الواحد منها 160 طن بطاقة إجمالية تزيد عن 600 طن فى حين يبلغ وزن التمثال والنظام الحامل له 150 طن بما يعنى أن نسبة الأمان فى التمثال تصل إلى 300% وتعمل تلك الروافع الأربعة بشكل متزامن بحيث يتم رفع التمثال من خلال نظام تحكم يعمل على تلافى أى خطأ وبإتزان كامل و أن هذا النظام الفريد يستخدم فى مصر لأول مرة.
لقد جاء نجاح عملية نقل تمثال رمسيس الثاني تأكيدًا على أن الأيدي المصرية قادرة على تنفيذ أصعب المشروعات بمعايير عالمية، وأن شركة المقاولون العرب تظل دائمًا في مقدمة المؤسسات التي تسهم في حفظ التراث المصري وتنفيذ المشروعات القومية الكبرى.
نقل 84 قطعة آثرية إلى المتحف المصرى الكبير
قامت شركة المقاولون العرب بفك ونقل ورفع وتركيب 84 قطعة أثرية من المتحف المصرى بالتحرير إلى موقع الدرج العظيم بالمتحف المصرى الكبير.
وواجه المشروع العديد من التحديات التى تطلَبت كتيبة من المهندسين والفنيين الأكفاء من رجال المهام الصعبة لتنفيذ مراحل المشروع فك القطع الأثرية من المتحف ، نقلها باستخدام الأقفاص الحديدية بعد تغليفها للحفاظ عليها ، رفع القطع الأثرية بأوزان بين 2 إلى 20 طنًا على الدرج الأعظم بطول 150متراً وبزاوية ميل 45 درجة.
ولتنفيذ المشروع تم تصميم سكة منزلقة خاصة (سليبواى) لتحريك العربة التي تحمل القطع الأثرية، واستخدام آلية هيدروليكية ومجموعة من الأوناش اليدوية لإنزال القطع الأثرية من العربة إلى الدرج، ونقلها ورفعها وتثبيتها على الدرج العظيم بواسطة رجال المقاولون العرب وتحت اشراف استشارى المشروع د. مصطفى رستم و د. احمد الصواف.
تم دراسة عدة طرق لتصميم طريقة آمنة لرفع التماثيل حتى تم الاستقرار على الطريقة التي تم التنفيذ بها، حيث استغرق المشروع سنة واحدة .