الواحة

إنفجار فى الواتس آب " WhatsApp "

يُعد الواتس آب WhatsApp  تطبيق يتيح للمستخدم الإتصال والتواصل مع الأصدقاء والعائلة ، ومن خلاله يتم إرسال الرسائل النصية ، إجراء المكالمات ، الصور ، مقاطع الفيديو  والرسائل الصوتية ، حيث وصل عدد مستخدمى الواتس آب على مستوى 180 دولة إلى أكثر من مليار شخص وذلك لمجانية التطبيق ونضع تحت كلمة مجانية 100 خط وهى الميزة الرئيسية فى إنتشاره ، فيمكن لشخص من محادثة شخص فى دولة أخرى مجاناً وغير محددة المدة ، بالإضافة إلى تلك الميزات يتيح هذا التطبيق إنشاء مجموعات أو جروبات تضم المقربين فى مجموعة واحدة سواءاً أصدقاء أو من عائلة واحدة أو فريق عمل أو عمارة واحدة والتواصل فيما بينهم وتبادل الصور والفيديوهات والمعلومات بسهولة ويسر .....  و كل ما سبق ذكره هو الجانب الإيجابى للتطبيق يقابله جوانب سلبية عديدة وهى ...
يتعامل كل منا مع التطبيق كأسير له فقد فرض علينا الخنوع والإستكانة و"روشة" المتابعة بين اللحظة والأخرى مما أدى بنا الحال إلى إضاعة الوقت وإستخدامه فى الأشياء التافهة والغير نافعة ، بالإضافة إلى ذلك الإستغناء فى جميع المناسبات للعلاقات الإجتماعية المباشرة والشخصية والأكتفاء به كبديل عن طريق الرسائل المجهزة مسبقاً لكل المناسبات المختلفة ، وهكذا يشعر مدمني الجلوس لساعات طويلة فى تطبيقات الموبايل بالإنعزال والوحدة والإبتعاد شيئاً فشئياً عن العالم والعلاقات الحقيقية، كما يتعرض المستخدم للإزعاج ليل نهار وفى كل وقت حتى وصل أحياناً لطلب الطلاق لمجرد رفض الزوج أو الزوجة إعطاء "كلمه السر" الخاص بالموبايل مما يؤكد شك الطرف الأخر فى سلوكه .
كما أصبح وسيلة للتعارف والأحاديث العاطفية مما قد يخلق مشكلة تتمثل فى عدم رؤية ردود الفعل المباشرة للطرف الأخر من خلال الملامح والتعبيرات وجهاً لوجه  
 ، والمثير للإنتباه أن أصبح الواتس آب مادة خصبة لترويج الإشاعات وإنتشارها بشكل فائق خلال دقائق قليلة عن طريق نقلها من جروب إلى آخر ومن الرسائل التى تعودنا أن نراها من آن لأخر التي تتطرق إلى النواحى السياسية والدينية بطرق مباشرة وغير مباشرة ومنها رسائل مثل ..
بثت قناة كذا .... وهي طبعا قناة مجهولة وغير معروفة معلومات عن الملائكة وعذاب القبر..... وفى نهاية الرسالة الجملة الشهيرة الرجاء النشر ولو لـ 10 أشخاص وجزيت خيراً ... لا إله إلا أنت سبحانك إنى كنت من الظالمين !!!!
 ومن أشهر الجروبات على الواتس آب جروب "الماميز" وهو جروب لأمهات كل مرحلة تعليمية كلً على حدة ومن أشهرهم جروب "ماميز" دفعة تانية ثانوى أول دفعة يطبق عليها نظام التعليم الجديد الشهير بنظام التابلت وبلا مبالغة فقد تصل رسائل الواتس آب يومياً من أول ما طبق النظام فى أولى ثانوى العام السابق إلى 600 رسالة يومياً ولأن الموضوع هام فلابد أن تترك صوت تنبيه رسائل الواتس مفتوحاً انتظاراَ لمعلومة هامة مما أدى إلى معاناة يومية من الصداع ومن قراءة الرسائل والتى تحتوى فى الأغلب على كل ما هو تافه وغير نافع بالمرة وعند إنضمامى كواحدة من جروب الأمهات ... حذرتنى إحدى الأمهات التى تربطنى بها معرفة سابقة وقالت وهى تضحك :  معلش هو الجروب كله مليان هيافات بس من الأخر أنتى تقدرى تتابعىِ كل حاجة بتحصل فى المدرسة ومواعيد الدروس وعناوين وأرقام السناتر وأشهر المدرسين فى كل مادة من خلاله ، وتصل أحياناً لعد أنفاس ابناءنا.. !!!  وفى بداية إنضمامى للجروب كثيراً ما كنت أتباهى بما تصلنى من معلومات وأحداث فى المدرسة أمام أبنتى لتفأجأ  بعلمى بها فترد مازحة : يا ماما اخرجى من الجروب ده إنتوا بتراقبونا ..... لذلك أضطررت إلى متابعة كل الرسائل والأغلب كما نعلم جميعاً لا يخص ما تم تكوين الجروب من أجله مثل "يا جماعة معلش خبر مش حلو ، اللى يعرف "منى" اللى بنتها فى تانية ثانوى أدبى أخوها ربنا يرحمه ويسكنه فسيح جناته ، اللهم ثبته عند السؤال وبدله دار خيراً من داره ..... وبعدها سيل من الرسائل البقاء لله ... إن لله وإن إليه راجعون ...... وأنا متأكدة أن مفيش حد عارف المتوفى ولا أخته إلا اللى كتبت الرسالة الأولى !!!!!
وتوجد نوعية أخرى من الكتابة تثير الغيظ وحفاظاً على مستوى الضغط والسكر وما تبقى من عقل قررت الجلوس على مقاعد المشاهدين لمتابعة الجروب كحب إستطلاع لقياس ما توصلت إليه عقولنا ... مثل "شوف الباركود عشان تتأكد أن المنتج كذا.... يهودى وانتوا عارفين بيدخلوا 114 مليار سنوياً من جيوبنا وعلينا أن نقاطعه ونمنع أولادنا من شرب هذا المنتج !!!!! ولا يخلوا الجروب من إعلانات شقق فاضية وإعلانات حج وعمرة ودعاية لعيادات أطباء ومستشفيات و...........
وأحياناً يختلط الصدق بالكذب فتتحير فيما تقرأه وأعتقد أن هذه الجروبات يدخل فيها الفتىِ والكذب أحياناً كثيرة مثل مشكلة وقعت فيها أحدى الأمهات وكتبت على الجروب وحكت ما حدث لها فى رسالة طويلة بدأتها "صحباتى وحبيباتى وأخواتى أتسألت كتير ليه متغيرة وحزينة وشاردة ودائمة الإستغفار والصلاة ... وليه مش ظاهرة على الفيس بوك زى الأول بعرض صورى وصور قططى ونكتى لأن من حوالى شهر حصل هكر على موبيلى من واحد حيوان وبيهددنى أنا وولادى وعايز منى 150 ألف جنيه وإلا هينشر صورى الشخصية وبتاعة الولاد ومحادثتى الشخصية... وأنا قدمت بلاغ فى نيابة الإتصالات وعملت محضر ..... !!!!
وفؤجئت بـ بحوالى 300 رسالة أو أكثر أعتقدت فى البداية أن حدث أمرااً جللَ ، ولكنها كانت رداً من عدد كبير من أمهات الجروب على صاحبة المشكلة السابقة وفى وقت واحد يكاد خلالها الموبايل والواتس آب أن ينفجر .............
 المهم فى النهاية وبعد هذا الحشد من الرسائل وبمرور الشهور لا نعلم  نهاية لهذه القصة وهل هى كانت حقيقة أم من وحى الخيال أومبالغ فيها خاصة وأن هذه السيدة بتدخل على الواتس يومياً وتشارك كعادتها بكتابة رسائل كثيرة .... !!!!!!!!!
إن العلماء قد قدموا التكنولوجيا لخدمة البشرية وأستخدامها بالطريقة التى تُيسر حياتهم ..... ولأننا شعوب حنجورية وأصوات عالية وضجيج بلا طحن وأخذنا ذلك من ثقافتنا ومورثتنا القديمة التى أصبحت تجرى فى دماءنا ،  لم نتعلم بعد !! أن للوقت قيمة كبيرة وعداد شغال ليل نهار لتفاجىء فى نهاية الرحلة الحياتية إنك أفنيت عمرك فى لا شيء !!!!!!!
الهام المليجى