الواحة

البَـلَّاص قرية تاريخية

تقع قرية البَـلَّاص بصعيد مصر جنوب مدينة قـنا بالبر الغربي لنهر النيل وعلى بعد 12 كم  ويمتد تاريخُها منذ عصر ما قبل الأسرات ( حضارة نقادة الأولى ) وكان إسمها الفرعونى "إنجلاس" بمعنى إناء الفخار، وفى القبطية "البَـلَّاص " هي كلمة‏ تعني "إنـاء" فصارت قلعة للفخار ، وجاء إرتباط اسم القلل القناوى بها في صناعة منتجات الفخار بألوان مختلفة وبالأخص البلاليص التي كان أهل الصعيد يستخدمونها كوعاء لحفظ الماء والعسل والجبن القديم وتعددت أنواع واشكال المنتج الفخاري ( بلاص ، قلل ، ماجور ، .... ) وإشتهر أهالي القرية بتجارة الجيد من منتج البلاليص والتالف منها في تجميل منازلهم حيث إصطبغت القرية كلها بالبلاليص ومن ثم أطلق عليها اسم قرية البَـلَّاص وفى العهد العثماني شُيد بها محكمة البَـلَّاص الشرعية  للبر الغربي ، وذُكرت ضمن البلاد القديمة ( سبعة نواحي) بمركز قـــنا بكتاب القاموس الجغرافي للبلاد المصرية من عهد القدماء المصريين لمحمد رمزى وهى ( أبنود– البلاص – الحميدات – الدير – دندرة – فقط – قنا ) ، ومن أشهر معالمها المسجد العمرى  والذى تم تجديده أكثر من مرة وبه نقوش على عتبته ترجع لسنة 1167 هـ وفى العهد الحديث شَعَر سكان القرية بالضيق من اسمها وجاء ذلك من سخرية جيرانهم فشكوا أمرهم إلي الرئيس جمال عبد الناصر والذي أصدر قراراً جمهورياً رقــم 229  لسنة  1964 ، بتاريخ 18 / 1 / 1964بتغيير اسم القرية من البَـلَّاص إلي المحروسة ، وفى الواقع  لم تستطع أن تغير اسمها لفترة طويلة لإرتباطها بتلك الحرفة التي ظلت لسنوات عديدة مهنة متوارثة يُسلمها الآباء إلي الأبناء، ويورثها الأبناء إلي الأحفاد، وسعياً وراء الرزق ارتحل الكثير من أبناء المحروسة بقـنا للعمل بدولة الكويت لتحسين ظروفهم المعيشية مما احدث نهضة اقتصادية ملموسة بتلك القرية .
مهندس / بخيت تركى عبدالله طايع
مدير تنفيذ فرع جنوب الوادي