الواحة

فاكهة الفقراء " الجميز"

شجرة الجميز : من أهم الأشجار وأقدمها ورد ذكرها في التوراة والإنجيل من الأشجار المعمرة كبيرة الحجم دائمة الخضرة تعطي الظل وتنقي الجو من الأتربة و تطلق كمية كبيرة من الأكسجين وكانت مقدسة عند الفراعنة وسميت بأكثر من اسم مثل الشجرة المقدسة ووجدت ثمار الجميز الجافة في العديد من المقابر الفرعونية بالإضافة إلى وجود أوراق الجميز في توابيت الموتى وأكدت ذلك النقوش المرسومة على جدران بعض المقابر وكانت تصنع توابيت الملوك وقُدَماء المِصْرِيين من أخشابها لقوته ومقاومته لعامل الزمن فهي بأكملها مفيدة (ثمار- اوراق - لحاء - خشب - والعصارة اللبنية التي تفرزها الشجرة) وثمارها نوع من التين طعمها حلو المذاق ويهتم بها المصريون ويكثرون من زراعتها في الريف لما لها من فوائد غذائية وعلاجية وإقتصادية فهي تحتوي على فيتامينات عديدة أهمها فيتامين ج وسكريات ومضادات الأكسدة وإنزيمات هاضمة وغنية بعنصر الزنك الذي يساعد على تقوية الجهاز المناعي للإنسان وإعادة الخصوبة وكانت تعد من أفضل أنواع الفاكهة عند الفراعنة فكانوا يعالجون بالعصارة اللبنية العديد من الأمراض الجلدية كمرض الصدفية و لسعات العقارب والتهاب اللثة على شكل دهان موضعي وأمراض الكبد ولها قدرة كبيرة على معالجة فقدان الشهية والتئام الجروح، وقتل الجراثيم ومسهلة وملينة للمعدة والأمعاء، معقمة للنزلات المعوية ، محللة وملينة للدم وللأورام العسرة ، مصلحة للكلى مدرة للطمث ،مصفية للصوت ، طاردة للغازات ، مخفضة للوزن وضغط الدم المرتفع والكوليسترول والسكر ومنشطة للجهاز العصبي المركزي، تعالج مرض الاسقربوط وأوجاع الصدر والسعال وتذهب الوسواس، ووجع الطحال وأوراقها تقطع الإسهال وتسقط الجنين ورماد حطب الخشب يمنع القروح ، وقديماً كانت تستخدم المادة الهلامية أو المخاطية التي تتميز بها الثمرة لعلاج الحساسية الناتجة من وخز الجسم بأشواك النبات، كما كان يستخدم مسحوق خشب الساق معجوناً مع الدقيق علي هيئة عصيدة تؤكل لعلاج الماليخوليا "مرض سوء الظن" والخوف وإقتصاديا تعتبر ثروة نباتية ثمينة لإقامة المراعي و منع التصحر وإنجراف التربة حيث تتحمل ظروف ندرة الماء وهي شجرة تكاد تثمر سبع مرات في العام بمحصول وفير و بجودة عالية رغم الظروف الغير مواتية التي تواجهها من عدم إعتناء ورعاية و ندرة الماء أو أمراض وآفات لا يتحملها نبات آخر وهي الفاكهة الوحيدة التي لا ترش بالمبيدات أو تسمد بالأسمدة الكيماوية، فهي عضوية بنسبة 100% بلا شك كما أن أوراقها و ثمارها المجففة تعتبر علف رائع للمواشي والأغنام وللأسماك و خَشَبها معجزة في حد ذاته حيث يتميز بالخفة و مقَاوِمة المَاء لمُدّة طَويلَة في آن واحد لذَلِك يُصْنَع مِنْه المَراكبُ و سُفنُ الصَيْد و الأدوات الزِراعيّة المُلاصِقَة للمَاء مثل السواقي. 
    اعداد / حسن عبد الوهاب عطا
  بكالوريوس الزراعة جامعة القاهرة