الواحة

كله خير

 يحكى ان كان هناك رجل ما يردد دائما كلمة خير مع كل مصائب تحدث له لدرجة أن من حوله ذهلوا منه وفي يوم من الأيام اتفق أهالي قريته بأن يخفوا عنه قطيع الأغنام الذى يملكه ليتأكدوا من مدى صدق هذه الكلمة التي يرددها بلسانه، اتفقوا على إخفائها كأمانة عند أهالي القرية المجاورة، ثم يعودون اليه ليخبروه بأن لصوصا قد سرقوها، و بأنهم لم يستطيعوا ردعهم عن ذلك.
وبالفعل قاموا بأخفاء الاغنام فى القرية المجاورة ثم عادوا اليه يصرخون لقد سرقوا أغنامك ولم يبقى منها شيء فقفز من مكانه و قال كيف حدث ذلك فأخبروه بالخطة المتفق عليها.
حزن الرجل و قال لعل في الأمر خير لا يعلم المرء ماذا يكتب الله له " لعل في الأمر خير" جن جنونهم وقالوا مستحيل سيبكي بالمساء.
اتفقوا على أن يتجمعوا فى ليلة سمر عنده و ذلك ليروا ما اذا كان سيحزن ويقنط و يبكي و يسخط، وبالفعل قضوا المساء عنده ولا جديد بأمره.
كلما ذكروه بما حدث قال: كله خير انسوا الأمر لقد نسيت وفى اثناء سهرهم عنده اذ بلصوص حقيقيون غاروا على بيوتهم وحظائرهم وسرقوا انعامهم، فلما أتى الصباح واكتشفوا ما حدث اذا بالعويل والنحيب والكل يصرخ سرقونا والسخط واللعن واللطم، فقال لهم صاحبنا لا يصح فعل ذلك وقد سرقت قبلكم .. فقالوا لا والله إن قطيعك في القرية المجاورة قد دسسناه عنك لنختبر كلمة الخير التي يرددها لسانك دائما مع كل مصائبك، لقد سرقت كل أغنام القرية إلا أغنامك لأنها كانت فى القرية المجاورة. نعم العبد رزقه الله نعمة الرضي فرضي فقد أرادوا أن يختبروه في صدق إيمانه بهذه الكلمة فحفظه الله من لصوص حقيقيون قادمون (وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ).

أحمد السعدي الجويلي العلاقات العامة اسوان
فرع جنوب الوادى