الواحة

حقيقة الأبراج بين العلم والدين والنفس

الأبراج هي مواقع فلكية لها  أسماء معينة (نجوم)، يمكن تصنيف اوقات معينة من العام بالبرج الذي يبرز في ذلك الوقت، ويتميز مواليد البرج الفلاني والفلاني بصفات معينة بكذا وكذا وكذا”وهو كلام أساتذة في الفلك والتنجيم” وتعتبر ظاهرة الأبراج قديمة جدا وقد تفشت خلال العشرين سنة الأخيرة وانتشرت بسبب انتشار وسائل الإعلام من مجلات وصحف وجرائد حيث باتت خانة الأبراج ضرورية إلا في قليل منها، والكلام المكتوب ما هو إلا كلام للتسلية، ويعتمد في مجمله على دراسة سلوكيات كل مجتمع على حدى ومايحتاجونه من أمورعاطفية ومادية وغيرها،  وهذا ما يعني أن الأمر لا يخلو من العلاج النفسي فقط اعتمادا على سلوكيات ذلك المجتمع فلكل مجتمع عربي او غربي سلوكيات وعادات وتقاليد والكلام المكتوب يراعي هذه العلاقة
التنجيم هو التنبؤ بالمستقبل والتكهن بما سيقع من أحداث بواسطة النظر إلى الكواكب والنجوم ورصد حركاتها ومنازلها المقسمة على مدار الأشهر والسنة وأن لها تأثيراً على مصائر الناس، وقر
اءة الأبراج تطمح الى هذه الغاية، فهي تربط مصائر الناس بتاريخ ميلادهم وبأسمائهم وبعلاقاتهم مع الكواكب والأبراج وبالتالي فالأبراج نوع من التنجيم المحرم قال النبي صلى الله عليه وسلم:((إن أخوف ما أخاف على أمتي في آخر زمانها النجوم)) ومرة خرج عليه الصلاة والسلام من المدينة، فالتفت إليها فقال:((إن الله قد برأ هذه الجزيرة من الشرك ولكن أخاف أن تضلهم النجوم.
"كذب المنجمون ولو صدقوا" هذه الكلمات البليغة تلغي جميع التعاريف الفلكية للمنجمين نهائيا لانها أكاذيب وإن كانت لا تخلو من الصحة . ففي صحيح الإمام مسلم عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “من أتى عرافاً فسأله عن شيء لم تقبل له صلاة أربعين يوماً”، وهذا في مجرد المجيء أما إذا صدقه بما يقول فوعيده أشد من ذلك، فقد روى أهل السنن الأربعة: “من أتى كاهناً فصدقه بما يقول فقد كفر بما أنزل على محمد” وذلك لأنه مما أنزل على محمد قوله تعالى: ( قل لا يعلم من في السموات والأرض الغيب إلا الله )(النمل:65) وقوله تعالى:”عالم الغيب فلا يظهر على غيبه أحداً إلا من ارتضى من رسول”(الجن 26،27). ومن الجانب النفسي أفاد أطباء النفس والاجتماع أن المواقع وخاصة منها الفسيولوجية والاجتماعية باتت هاجسا لدى الشخص حيث تجعله يترقب دائما ما سيقع له ومصيره انطلاقا مما يقرؤه في برجه، وهي مسألة تجعله مقيدا في تصرفاته اليومية وأضافوا أن الاهتمام بالأبراج وانتشارها في وسائل الإعلام فيها نوعا من الإفراط.
ما حكم قراءة الأبراج؟ · 
قراءة الأبراج وتتبعها على صفحات المجلات يعني الإيمان بما جاء فيها، وتصديق ما يقال عبرها من تكهنات، وبما أن الأبراج ضرب من التكهن بالمستقبل ومعرفة الطالع ويوم الحظ، وغيرها من المزاعم التي ترتبط بالغيب الذي لا يعلمه الا الله تعالى، فهي دعوى باطلة تزعم أنه بإمكان قارئ البرج أن يعرف أمورا مستقبلية، وعلى هذا الأساس تكون قراءة الأبراج ضرب من السحر والكهانة المحرم شرعا. قال تعالى: “لاَّ يَعْلَمُ مَن فِى السَّمَاواتِ والأرْضِ الْغَيْبَ إِلاَّ اللَّهُ وَمَا يَشْعُرُونَ أَيَّانَ يُبْعَثُونَ [النمل:65]، وقال تعالى: وَعِندَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ لاَ يَعْلَمُهَا إِلاَّ هُوَ وَيَعْلَمُ مَا فِى الْبَرّ وَالْبَحْرِ وَمَا تَسْقُطُ مِن وَرَقَةٍ إِلاَّ يَعْلَمُهَا وَلاَ حَبَّةٍ فِى ظُلُمَاتِ الأرْضِ وَلاَ رَطْبٍ وَلاَ يَابِسٍ إِلاَّ فِى كِتَابٍ مُّبِينٍ [الأنعام:59]، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من أتى عرافاً فسأله عن شيء لم تقبل له صلاة أربعين ليلة".وقال: " من أتى كاهناً أو عرافاً فصدقه بما يقول فقد كفر بما أنزل على محمد "
غانم  محمود أحمد عبداللطيف