الواحة

العمر لحظة

أتمنى أن لا أكون نسيت شيئاً  لقد أعددت لكل شئ وأخذت معى ما يكفينى من المال والطعام والثياب وها أنا على أتم الإستعداد وجاهز تماماً للمغادرة , ترى لماذا تأخر صديقى أعتقد أنه يقوم بإعداد ما يكفيه لتلك الرحلة ... ما هذا ؟ سوف تغادر بتلك الحقيبة الشخصية فقط ؟! نعم فهى تحتوى على ما يكفينى . ولما كل هذا التأخير لقد أعتقدت أنك تجهز ما يكفيك لشهور !! حسناً لنغادر فالحافلة فى إنتظارنا . هيا بنا بسم الله توكلنا على الله .... لقد أنهكنى السفر أتريد شراباً فالحرارة شديدة جداً ؟ شكراً أنا على ما يرام . يا إلهى ما هذا أحترس أيها السائق ....... !!!
هل أنت بخير يا صديقى ؟ نعم الحمدلله على كل شئ ... لقد تدمرت الحافلة وهناك العديد من المصابين وليس لدينا طعام ولا شراب ماذا سنفعل فى تلك الصحراء القاحلة وليس هناك أى وسيلة إتصال بمن يساعدنا وينجدنا ؟!! إهدأ فالله خير حافظ وهو أرحم الراحمين , أنت تزيدنى جنوناً بهدؤك هذا فالوقت يمر وقد أقبل الليل علينا وسوف نموت هنا فليس لدينا ما يكفينا من الطعام والشراب وأنت تمتلك تلك الحقيبة التى تشير أنها لا تحتوى على ما يبقينا أحياء , فلن يبقى من العمر أكثر من سويعات ونكون فى تعداد الأموات. يا صاحبى  قل لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا فإنى على يقين تام بربى أنه سوف ينجينا مما نحن فيه فلقد سألته ذلك ولو أن ربى ما كان يريدنا أن نذهب لفعل ذلك سبحانه وتعالى, وكيف هذا ؟ لقد تواصلت مع ربى وسألته من فضله وأنا ساجد إن كان فى سفرنا هذا خير لذهبا وأن كان فى سفرنا هذا شراً لمكثنا ... وهل ترى أن نحن بخير الآن ؟ّ!! يا صاحبى أنه إختباراً من الله عز وجل لنكن فى رضاء تام بما قدره الله لنا لعله خير ... لا أريد أن أموت الآن لقد كنت مقصراً فى حق الله على وحق نفسى فكنت أترك الصلاة ولا أزكى و لا أطعم الفقراء وكنت أكنز الأموال ماذا سأقول لربى !!  لم أكن أحلم بتلك النهاية يارب سامحنى يا الله لو أننى نجيت من هذا فسوف أحيا بذكرك وأقيم صلاتك وأغير من حالى , لقد ندمت على ما فعلت ولن أعود فى غلطى وتقصيرى ثانية ... يا صاحبى إن الله يفرح بتوبة العبد إنتظر فإن الله فرجه قريب .... أنظر هناك إنها سيارة ... يا قوم أنجدوناااا !! .... أرأيت ألم أقل لك إن الله فرجه قريب فالله تبارك وتعالى جل شأنه يقول : " وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُواْ إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ " فالعبد الصالح لابد أن يكون على يقين تام وعلى أتم الإستعداد أنه فى أى لحظة سوف يغادر تلك الدنيا الفانية وأنه على موعد مع مقابلة وجه كريم وليفوز بالفوز العظيم " الجنة " التى أعدها الله للمتقين اللهم إجعل خير أعمالنا خواتيمها وخير أيامنا يوم نلقاك وأجعل مثوانا الجنة يارب العالمين  . 
مصطفى محمد على