الواحة

وَادِ النَّمْلِ!! عالم من الإبهار والإبداع والعجائب..

نشرت جريدة الديلي ميل  البريطانية منذ عامين مقالة تتحدث عن اكتشاف العلماء لمدينة ضخمة تحتوي علي مساكن خاصة بالنمل على شكل وادي تحت الأرض!! يحتوي على مساكن وملايين الغرف بنيت بطريقة هندسية متقنة، والأغرب من ذلك أن العلماء اكتشفوا أن النمل يختار الأقوياء منه ليجندهم كجيش يدافع عن الوادى وأن النملة القوية تستطيع حمل 100 ضعف وزنها، ويقوم النمل بتشغيل الأفراد وفق تخصصات دقيقة، كل حسب مهاراته، البعض يقوم بالتربية والإهتمام بالبيض، والبعض الآخر يقوم بالحراسة والتحذير من المخاطر المحتملة.
دهشة العلماء
بعد عمليات الحفر تبين  للعلماء أن وادي النمل ضخم جداً وأكبر مما يتصور العلماء، وقد تم تصميمه بحيث يؤمن التهوية اللازمة للنمل، وهويضم مساكن وغرف وممرات سريعة وطرق لنقل المواد الغذائية و أخرى للتنقل,والعجيب أن النمل يبني الغرف على شكل حجرات شبه كروية ، ويجعل بينها ممرات ضيقة ولكي تصل الغرف بطريقة متسلسلة يسهل التنقل فيما بينها ,وأكثر شيء يثير دهشة العلماء هو كيف ينسق النمل عملية البناء، فملايين النمل يقوم بالحفر، ولكن كيف تنسق هذه العمليات وكيف تتصل مع بعضها… إنها قدرة الله تعالى.
"الستالايت"
ويؤكد العلماء وجود النمل منذ 130 مليون سنة ويوجد 13 ألف نوع منه في العالم، ويتراوح طول النملة بين أقل من 1مم وحتى 30 مم وقد هيَّأ الله قروناً للنملة تستشعر بها وتتحسس وتتذوق الغذاء، وقد أطلق عليهما العلماء اسم "أجهزة الستالايت"،لأن لديهما القدرة على تلقي المعلومات وإرسالها عن بعد ,وللنمل مجتمع يتألف من ملايين الأفراد التي تشكل طبقات "العمال"و"الجنود"، و بعض الذكور والذين يسمون "طائرات بدون طيار" ووجود واحدة أو أكثر من الإناث الخصبة تسمى بـ"ملكات",وهو كائن يؤمن بالتخصص ويقسم العمل بين الأفراد، ويتميز بالإتصال بين الأفراد، والقدرة على حل المشاكل المعقدة .
إعتذار نمله وتبسم نبي
ومن أشهر القصص حول النمل هي قصة سيدنا سليمان عليه السلام يقول تعالي (حَتَّى إِذَا أَتَوْا عَلَى وَادِي النَّمْلِ) أي : حتى إذا مر سليمان  عليه السلام  بمن معه من الجيوش والجنود على وادي النمل ، (قَالَتْ نَمْلَةٌ يَا أَيُّهَا النَّمْلُ ادْخُلُوا مَسَاكِنَكُمْ لَا يَحْطِمَنَّكُمْ سُلَيْمَانُ وَجُنُودُهُ وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ  ) .. (يَا) نادت، (أَيُّهَا) نبّهت، (ادْخُلُوا) أمرت، (لَا يَحْطِمَنَّكُمْ) نهت، (سُلَيْمَانُ) خصّت،(وَجُنُودُهُ) عمّت، (وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ) اعتذرت ,أي : خافت على النمل أن تحطمها الخيول بحوافرها ، فأمرتهم بالدخول إلى مساكنها وقد استخدمت لفظ ليحطمنكم ولم تقل ليدهسنكم  وهذا فيه اعجازحيث اكتشف العلم ان الطبقة الخارجية من جسم النملة مغطاه بطبقة زجاجية وحينما تتعرض للضغط تتحطم ففهم ذلك سليمان ، عليه السلام ، منها ( فتبسم ضاحكا من قولها وقال رب أوزعني أن أشكر نعمتك التي أنعمت علي وعلى والدي وأن أعمل صالحا ترضاه )
قصة وعبرة
قصة النملة على قصرها إلا أنها تضرب لنا مثالاً للإيجابية والتضحية والإقدام فقد كان من الممكن  للنملة أن تهرب وحدها وتدخل جحرها،وتنجومن تحت الأقدام لكنها خشيت على أمتها ، ولهذا تبسم سيدنا سليمان عليه السلام ,كما أن فيها إعلاء لعبادة الشكر على نعم الله التي ينعمها علينا، وتجلى ذلك في شكر سيدنا سليمان لله سبحانه وتعالى أن علمه منطق الطير ولغات الدواب كلها فكان ذلك سببًا في حفظ حياتهم وعمارة الأرض , سبحان الله عالم عجيب وغريب لا نهاية لأسراره فعلى الرغم من صغر حجمه إلا أنه ذكي جدًّا ويشبه البشر في حياته ويستحق فعلاً أن ينزل الله سورة باسمه..فما أجمل أن نكون إيجابيين نعيش بحب وإخاء يخاف بعضنا على بعض وينصح بعضنا بعضاً ونحافظ على المصلحة العامة.
عمرو صبري