افتتاحات

إفتتاح كنيسة مارجرجس بمصر القديمة وتكريم المقاولون العرب

افتتح الرئيس بروكوبيس بافلوبولوس رئيس دولة اليونان وممدوح الدماطي وزير الأثار يوم الجمعة 24 ابريل ترميم كنيسة مارجرجس بمصر القديمة بمرافقة الدكتور جلال مصطفى السعيد محافظ القاهرة والبابا ثيودوروس الثانى بطريرك الأسكندرية وسائر أفريقيا للروم الأرثوذكس والأنبا بيشوي مطران دمياط وكفر الشيخ ممثلاً عن الكنيسة الأرثوذكسية وجرجس صالح الأمين العام الفخري مجلس كنائس مصر والمهندس إمام عفيفي نائب رئيس مجلس الإدارة والمهندس عماد منير مدير إدارة صيانة القصور والآثار المنفذة للأعمال.
وأهدى البابا ثيودوروس لشركة المقاولون العرب وسام البطريرك المقدس من الدرجة العليا لدورها في ترميم كنيسة مارجرجس بمصر القديمة واستلمها نيابة عن  المهندس محسن صلاح رئيس مجلس الإدارة المهندس إمام عفيفي نائب رئيس المجلس ،وعن كنيسة مارجرجس يقول المهندس محمود عبدالفتاح مدير المشروع أن كنيسة مارى جرجس تأتي كواحدة من الكنائس الهامة بمصر والتى سميت باسم القديس مارجرجس و هو أحد أشهر شهداء المسيحية وهو معروف ومكرم لدى كلاً من الكنائس الشرقية والغربية ,ونظراً لبطولته وشجاعته الفائقة فقد اتخذته العديد من البلاد شفيعاً حامياً ورمزاً للفروسية والنبل ,و هو من مواليد فلسطين واستشهد في عام 303 ميلادية خلال الاضطهاد الذي شنه الإمبراطور الرومانى دقلديانوس ضد المسيحية واتباعها  وكانت هذه الكنيسة من أجمل كنائس الحصن الرومانى، وحسب بعض المصادر شيدها الكاتب الثرى أثناسيوس حوالى سنة 684 ميلادية ولكنها لسوء الحظ التهمتها النيران منذ ثمانين سنة وبنيت مكانها كنيسة جديدة.
ولم يبقى من الكنيسة القديمة إلا قاعة استقبال تعرف "بقاعة العرسان" يرجع تاريخها الى القرن الرابع عشر وهى من  أهم الآثار للأقباط الروم الأرثوذوكس بمصر وأفريقيا والعالم كله شيدت على أحد الأبراج الثلاثة لحصن بابليون بمنطقة مجمع الأديان بمصر القديمة وهى ذات تصميم دائرى مميز وتضم برج الجرس بإرتفاع 30 متراً ويعد أهم العلامات البارزة فى الكنيسة الآن،وبدأ رجال المقاولون العرب فى إزالة ما حطته يد الإهمال على مدى سنوات طويله فى محاولة ناجحة للكشف عن الأثر النفيس وإعادة صورته إلى سابق عهده،وتمت مرحلة الفحوصات والتحاليل اللازمة لجميع عناصر الأثر والتوثيق الفوتوغرافي والفيديو وكذلك أعمال التوثيق المعماري وذلك للوقوف على مستوى المنشأة وبالتالي البناء عليها في استرجاع الشئ إلى أصله مما تطلب عمل عينات لجميع العناصر الأثرية ثم إعتمادها وكانت تلك هى نقطة الإنطلاق،واستمر العمل داخل المشروع كخلية نحل على مدار الـ24 ساعة بنظام الورديات،
وأشار مدير المشروع إلى أن عملية الترميم بالكنيسة صارت على ثلاثة محاور رئيسية تمثلت في:الترميم المعماري والإنشائي والدقيق ثم أعمال الإلكتروميكانيك ثم أعمال الموقع العام، وشمل الترميم المعماري ضم الأحجار الداخلية والخارجية والأرضيات والرخام والدهانات الحديثة والأخشاب الحديثة والأثرية والطوب الآجر وشملت عملية الترميم الإنشائي حزام التربيط حول الكنيسة والقبة والشروخ وحقنها وتدعيم الأعمدة الثمانية الرئيسية بالكنيسة باستخدام F.R.P ومعالجة البلاطة الخرسانية بأرضية الكنيسة،أما أعمال الترميم الدقيق فقد شملت الأيقونات والجداريات بالقبة،ولما كانت مهمة شركة المقاولون العرب هو الكشف عن التاريخ داخل كل منشأة تقوم بالعمل بها فقد اكتشف فريق العمل من الخبراء أثناء إزالة إحدى أرضيات البلاط الموزايكو أرضية أثرية أسفل تلك الأرضية المستحدثة الأمر الذي استوجب إتمام عملية الرفع والتوثيق الفوري لتلك الأرضية الأثرية وعمل الترميم اللازم وتم إرجاع الوضع إلى سابقة أصله الأثري القديم،وفي كنيسة مارجرجس استخدمت نظم عمل وخامات حديثة حيث تم تطبيق نظام التربيط حول الكنيسة بالكامل من خلال الإستعانة بأحد أهم الشركات المتخصصة في ألمانيا وتم تنفيذ التركيب والإختبار بأيدي أبناء الشركة بمتابعة ألمانية يونانية وكانت الجودة العالية أهم ما يميز العمل،أما مادة "ألباريا" فهى أحد أهم المواد الداخلة في ترميم وحقن الحوائط الحجرية والتي تم إستيرادها من إيطاليا وتتميز بأنها ذات أساس جيري يتجانس مع طبيعة أحجار الأثر،واستكمالاً للإجادة فإن وحدات الإضاءة بالكامل مستوردة كذلك من اليونان.
وأكد المهندس محمود عبدالفتاح مدير المشروع على أن أهم ما يميز هذا المشروع أنه استخدمت فيه ولأول مره في أفريقيا والشرق الأوسط شرائح الكاربون فيبر والتي تم إستيرادها خصيصاً للمشروع من سويسرا لإستخدامها في المشروع دوناً عن باقي أنواع الكاربون فايبر الأخرى،ولأن السلامة أحد أهم أولويات شركة المقاولون العرب فقد قام فريق العمل بالمشروع بتخصيص ساعة أسبوعياً للإجتماع والتواصل مع العاملين وزيادة الوعي بأساليب وأدوات السلامة والصحة المهنية وأثرهم على سلامة الفرد والمعدات والخامات،وأخيراً وبعد أن قام رجال المقاولون العرب بمواجهة كافة التحديات والصعوبات الهندسية والفنية طوال فترات الترميم واستطاعوا أن يتغلبوا عليها بالعلم والخبرة الكبيرة والمتراكمة فى التعامل مع الآثار المصرية بكافة أنواعها وأشكالها المختلفة ليفتح الستار عن كنيسة مارجرجس لتسجل مكانها كواحدة من أهم الأثار القبطية بمصر والتى حرصنا دائما أثناء فترات العمل التي استمرت حوالي 30 شهراً على ألا تتوقف الصلاة بالكنيسة لتظل يد تبني وجرس يدق.