الواحة

وجوه منسية

تتسابق الأمم فى الحصول على أحدث ما وصلت إليه التكنولوجيا  للحفاظ على القمة و التقدم عن باقى الدول والسيطرة على العالم من الناحية الإقتصادية والعسكرية  وفى أثناء تحقيق ذلك... ظهرت فى هذه الدول المناداة بحرية الفرد إلى أقصى مدى ، إلى الحد أن طغت هذه الحرية على الترابط بين أفراد الأسرة الواحدة وبالتالى أثر ذلك على المجتمع وأصبح كل فرد يعيش مع نفسه ولنفسه أى أن المادة أصبحت أساس الحياة وكانت نظرة هؤلاء للشرق أنها شعوب عاطفية لا تُحكم العقل والمنطق وما يراها غيرنا عيوبا هو ما كان ما يميز شعوبنا من الدفىء والود فى التعامل والتراحم فيما بيننا والترابط الأسرى والعلاقات الإنسانية بين المجتمع ........ إلى أن ظهرت آفة تقليد الغرب واصبحنا نرى أن ما يميزنا قد تاه فى وسط طوفان الحياة المادية ونرى أننا أصبحنا نجرى فى دوامة يومية دون أن نتوقف أمام وجوه نراها ولا نتوقف أمامها ونحاول أن ننساها أو نتناسها .............
وقد أقتربت يوماً من أحد الأشخاص وهو بائع مفترش الأرض بعدد محدود جداً من المفارش وقد قارب من الخمسين جالسا قهرته ظروفه وعجزه مثقل بحمل ثقيل وبسؤالى علمت أنه أخذ قرضاً بالفى جنيه لبناء سقف ليحمى أسرته فى الصعيد من هطول الأمطار فى الشتاء ولم يستطع أن يسدد القسط ولا يدرى ماذا يفعل وقد يتعرض لمساءلة قانونية تذهب به الي السجن لعدم الوفاء بتسديد القرض  ..... وبعد مساعدة بعض الناس الطيبين بعد معرفتهم أنه لا يملك غير معاش 300 جنيه من الشئون الإجتماعية لإصابته وعجزه وعدم قدرته على أى عمل ثقيل وهكذا أختار شيء بسيط لبيعه لا يدر له أى دخل يذكر ليستطيع الأنفاق على أمه المريضه وزوجته واولاده أكبرهم فى ثانية أعدادى وأراد أن يخرجه من التعليم لمساعدته .......وبحسبه بسيطة نرى أن هذا الرجل وأسرته هو واحد من ضمن 4 مليون شخص فى مصر يقع تحت خط الفقر المدقع ..... هؤلاء ...الذين لا يملكون قوت يومهم ...... هؤلاء هم ... من يتلوى أولادهم جوعاً يومياً ......  هؤلاء .... من يُحصل أولادهم  دروسهم فى ضوء النهار  لأنه لا يملك حق عداد كهرباء فلا يعرف فى ليله غير ضوء القمر ...... هؤلاء .... من يتسرب أولادهم من التعليم فى مراحله الأولى ........ لنجد بعد سنوات أمامنا أولاد هذا الرجل لم يتغير حالهم عن اباءهم .
 - وفى مقابل هذا  نجد اننا فى بيوتنا جمعياً مع اختلاف مستوياتها يتبقى يوميا طعام
  زائد عن حاجتنا  مصيره سلة المهملات .
-  نشترى الفاكهة و يتلف جزء منها ويكون مصيره سلة المهملات .
-  تكاد تكون بيوتنا جمعياً مكتظة بملابس أكثر من حاجتنا ونحتفظ بها لسنوات طويلة
 دون الإستفادة منها .
 وكأننا نشارك الحياة في الحرب علي هؤلاء المنسيين .
  دورنا كأفراد فى المجتمع
أن يكون لنا بصمة فى سبيل إسعاد ومساعدة من هم خارج خريطة الزمان والمكان ..... ليس منة منا أو فضل لنا ..... بل واجب علينا القيام به .
فعادتنا وتقاليدنا التى توارثناها أجيال ورا أجيال ..... والأديان السماوية التى نؤمن بها تحث على مساعدة المحتاج .
 فليس من العدل والرحمة أن نرمى فائض طعامنا فى حين أن ملايين من البشر تتلوى جوعاً وعطشاً .
وبنظرة سريعة لو كل حي قام بعمل حصر لهؤلاء وتم التكافل فيما بينهم لمساعدتهم  حتي لو عن طريق تكوين لجنة زكاة  لقلت اعدادهم وعاشوا حياة كريمة 
وإذا لم نستطع أن نقوم بمساعدة مادية فلا تكون سلبياً وألعب دور الوسيط بين هؤلاء  وبين اكثر من ( 43 ) ألف جمعية أهلية معنية بمساعدة المحتاج فى مصر،
 ووصل صوته وحالته لهم ليأخذ حقه وفرصته فى الحياه ليستند على أى مشروع صغير ويخرج من عباءة الوجوه المنسية إلى إنسان وجد مكان له فى الحياة .  
إن تقدم الدول الحقيقى يقاس بتقدم المجتمع ...... ومن احد اسباب تقدم المجتمع الا يكون بينه
من لا يتحصل علي قوت يومه و ذلك عن طريق ما تقدمه الحكومات من معاشات وبمساعدة المجتمع المدنى من جمعيات أهلية مع  دورنا نحن كأفراد فى المجتمع ألا نحاول أن نفقد مايميزنا !!
الهام المليجى